رضاعة الكبير ورضاعة الجماهير
ورد في إحتجاج النصارى على الإسلام والسنة النبوية الشريفة أمر يقيمون
الدنيا عليه وكأنه فاحشة أو أمر ظنوا به أنهم يهدمون الإسلام فادعوا في أمر رضاعة
الكبير وقالوا فيه : أنظر كيف أن الرسول r أمر إمرأة أن
تُرضع رجل كبير ذو لحية حتى يحل له أن يدخل عليها؟ فجاز ذلك من بعدها لكل المسلمات
أن تُرضع أي رجل تريد أن يدخل عليها حتى ولو كان ذو لحية كما فعلت السيدة عائشة
زوجة الرسول .
قلت وقد أتى النصارى بهذا القول من حديث صحيح ورد في كتب الأحاديث ,
ونحن لا نضعف الحديث وإنما هو حديث صحيح وهذا نصه بالسند كما في صحيح مسلم :
حدثنا
عمرو الناقد وابن أبي عمر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدالرحمن بن القاسم عن
أبيه عن عائشة : قالت جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا
رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم ( وهو حليفه ) فقال النبي
r أرضعيه
قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير ؟ فتبسم النبي r وقال
:
.
قد علمت أنه رجل كبير
والحديث
وارد بطرق أخرى كلها قريبة من هذا النص والمعنى ولا خلاف بين الرواة في أن سالم كان
كبيراً وأن الرسول أمرها بأن ترضعه .
قلت
والذي يريد النصارى أن يتخذوه حجة على المسلمين في هذا الحديث أمران :
الأول : أن
تكون السيدة سهلة بنت سهيل قد أرضعته مباشرة من ثديها فيكون قد رأى مالا يحل له
رؤيته لأنه لم يصر إبنها بالرضاعة بعد .
والثاني
: أن يكون هذا الأمر مباحاً لكل المسلمين في أن كل إمرأة تريد أن يدخل
عليها رجل ليس من ذوي المحارم أن ترضعه فيدخل عليها .
والأمران مردود عليهما كما
سترى إن شاء الله :
أولاً
: في أن تكون السيدة سهلة قد أرضعته مباشرة من ثديها فلامس جلدها , فقد
جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد المجلد الثامن صفحة 271 : أخبرنا
محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه قال كان يحلب في مسعط أو
إناء قدر رضعة فيشربه سالم كل يوم خمسة أيام وكان بعد يدخل عليها وهو حاسر رخصة
من رسول الله لسهلة بنت سهيل
. إنتهى
وفي
الإستذكار المجلد السادس صفحة 253 هكذا : قال
أبو عمر هكذا رضاع الكبير كما ذكر عطاء يحلب له اللبن ويسقاه وأما أن تلقمه المرأة ثديها كما تصنع بالطفل فلا لأن ذلك لا
ينبغي عند أهل العلم . إنتهى
وأعتقد
أن هذا كافي ولا يحتاج إلى زيادة تعليق , بيد أن سالم ليس أول دخوله على سهلة وهو
كبير ولكن ليعرف الناس من هو سالم مولى أبي حذيفة , فالنصارى أقاموا الدنيا
وأقعدوها بسبب هذا الموضوع فسالماً مولى أبي حذيفة
أعتقته امرأة من الأنصار سائبة وقالت والِ من شئت فوالى أبا حذيفة بن عتبة فكان
يدخل على امرأته من
طفولته فتربي من صغره في بيت أبي حذيفة رضي الله عنهما. وشهد سالم بدرا
وأُحُد والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله r وقتل يوم اليمامة
شهيداً فقد تربي سالم على يد السيدة سهلة لأنه إبنها سابقاً بالتبني وأبي
حذيفة لم ينجب من صلبه ولد فكان سالماً بمثابة إبنه وقد تربى في بيته من صغره
.
ثانياً
: أن يكون هو أمر مُباح وعام كأن يكون تشريع لكل من أرادت أن تُدخل عليها
رجل أن تُرضعه فيصبح إبنها بالتبني , فهذا لم يحدث ولم يتأول الحديث على هذا
الرأي غير
السيدة عائشة رضي الله عنها , وهنا نشير إلى أمران :
الأول أنه ما
ثبت بطريق أن السيدة عائشة قد حدث ودخل عليها رجل بعد أن أمرت بإرضاعه والثابت أنه
لم يحدث ولنا عدة مراجع في ذلك نختصر على سبيل المثال ما قاله بن حجر في فتح الباري
هكذا : وقصة
سالم واقعة عين يطرقها احتمال الخصوصية فيجب الوقوف عن الاحتجاج بها ورأيت بخط تاج
الدين السبكي أنه رأى في تصنيف لمحمد بن خليل الأندلسي في هذه المسألة أنه توقف في
أن عائشة وأن صح عنها الفتيا بذلك لكن لم يقع منها إدخال أحد من الاجانب بتلك
الرضاعة .
والثاني
: أنه لم يتأول الحديث على أنه عام وليس رخصة لسهلة فقط إلا السيدة عائشة
رضي الله عنها وهي بشر يخطئ ويصيب فقد جاء في الإستذكار صفحة 256 المجلد السادس
هكذا : قال
أبو عمر هذا يدل على أنه حديث تُرك قديماً ولم يُعمل به ولا تَلقاه الجمهور
بالقُبول على عمومه بل تلقوه بالخصوص.
وممن قال إن رضاعة الكبير ليس بشيء عمر بن الخطاب وعلي بن أبي
طالب وعبد الله بن مسعود وبن عمر وأبو هريرة وبن
عباس وسائر أمهات المؤمنين غير عائشة وجمهور التابعين وجماعة فقهاء
الأمصار منهم الليث ومالك وبن أبي ذئب وبن أبي ليلى وأبو حنيفة وأصحابه
والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد والطبري وحجتهم قوله صلى الله عليه وسلم
( ( إنما الرضاعة من المجاعة ولا رضاعة إلا ما أنبت
اللحم والدم )) وقوله r : ( ( انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة )) وقد
أفتى جميع الخلفاء بعد الرسول بأن الرضاعة رضاعة الصغير ولا رضاعة إلا ما أنبت
اللحم والدم كما قال الرسول إنما هي
كانت رخصة لسهلة , ثم إن سائر أمهات المؤمنين قد صوبن السيدة عائشة في
نفس الوقت فورد في مراجع كثيرة جداً منها ما جاء في الطبقات الكبرى المجلد الثامن
صفحة 271 هكذا : أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي
عبيدة عن عبد الله بن زمعة عن أمه عن أم سلمة قالت أبى أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم أن يأخذن بهذا وقلن إنما هذه رخصة من رسول الله ( لسهلة بنت سهيل
,
وهذا
وارد في البخاري ومسلم وفي كتب الصحاح فما حجة النصارى في هذا الأمر
؟
وهناك قول صحيح في أن السيدة عائشة ما كانت تعني بأن يتم رضاعة الرجل
الكبير ولكن إرضاع الرجل في طفولته حتى إذا بلغ جاز له أن يدخل عليها وهذا ما يوضحه
قصة سالم بن عبد الله بن عمر كما هو وراد في الإستذكار المجلد السادس ص 247 حديث
رقم 1240 ، 1239 هكذا - 1239 :مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول لا رضاعة
إلا لمن أرضع في الصغر ولا رضاعة لكبير.
1240 - مالك
عن نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به وهو يرضع
إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق فقالت أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل علي قال
سالم فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات ثم مرضت فلم ترضعني غير ثلاث رضعات فلم أكن أدخل
على عائشة من أجل أن أم كلثوم لم تتم لي عشر رضعات .
والحديث أيضاً وراد في الموطأ من رواية يحيي الليثي حديث رقم
1260
ثم إن النصارى ينطبق عليهم تلك الفقرة الواردة في إنجيل لوقا والتي تقول
هكذا : لوقا6
عدد42:او كيف تقدر ان تقول لاخيك يا اخي دعني اخرج القذى الذي في عينك.وانت لا تنظر
الخشبة التي في عينك.يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج
القذى الذي في عين اخيك. )
ألم يكن من باب أولى أن ينظر النصارى في كتبهم قبل أن يحتجوا على
المسلمين ؟ كتبهم تقول إن إبراهيم u تزوج أخته وأن لوط
u
زنا
ببنتيه , وبخلاف الزنا في نسب الأنبياء أجداد يسوع الذي يدعيه النصارى بهتاناً
وزوراً في كتابهم فانظر زنا المحارم في كتابهم وحدث ولا حرج ..... وما يخجل المرء
من ذكره وقد أوردناه في موضع آخر في باب صفات الأنبياء بما يغني عن إعادته هنا
فراجعه إن شئت , فإن كان هذا حال كتب النصارى فعليهم أن يراجعوا كتبهم قبل أن
يحاولوا الطعن في الإسلام أو في شريعته بل إن أرادوا أن يتحدثوا عن سيرة المصطفى أن
ينظروا في سير أسلافهم , ونحن لا يضيرنا أن يتحدثوا في سيرة الرسول ولكن أن يكون
بصدق وعن علم وفهم وليس بكذب وجهل وتدليس على الناس , فما مشكلة النصارى فيما ذكرته
ووضحته , هل هناك ما يعيب المسلمين في ذلك الأمر ؟ وفي المقابل فلننظر ليس على
رضاعة الكبير ولكن على رضاعة الجماهير الموجودة في الكتاب المدعوا مقدساً , حتى لا
ينسى النصراني أن يرفع الخشبة التي في عينه أولاً :
إشعياء49
عدد22:هكذا قال السيد
الرب ها اني ارفع إلى الامم يدي والى الشعوب اقيم رايتي.فيأتون بأولادك في الاحضان
وبناتك على الاكتاف يحملن (23) ويكون
الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك.بالوجوه إلى الارض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك
فتعلمين اني انا الرب الذي لا يخزي منتظروه (SVD)
إشعياء60 عدد16:
وترضعين لبن الامم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب.
(SVD)
إشعياء66
عدد12: لأنه هكذا قال
الرب.هاأنذا ادير عليها سلاما كنهر ومجد الامم كسيل جارف فترضعون وعلى الايدي
تحملون وعلى الركبتين تدللون. (SVD)
نشيد:1
عدد13: صرة المرّ
حبيبي لي.بين ثديي يبيت. (SVD)
واحد
خياله واسع مع واحده جوزها مسافر ( الأمثال )
من سفر الأمثال 7
عدد6-21 أنقل بعضاً منها كما يلي :
أمثال7
عدد6:. لأني من كوة بيتي من وراء شباكي تطلعت
(SVD)
أمثال7
عدد8: عابرا في الشارع عند زاويتها وصاعدا في طريق بيتها )9( في العشاء في مساء
اليوم في حدقة الليل والظلام. (10)وإذ بامرأة استقبلته في زى زانية وخبيثة القلب.
(11)صخّابة هي وجامحة.في بيتها لا تستقر قدماها. (12)تارة في الخارج وأخرى في
الشوارع.وعند كل زاوية تكمن. (13)فامسكته وقبّلته.اوقحت وجهها وقالت له (14)عليّ
ذبائح السلامة.اليوم اوفيت نذوري. (15)فلذلك خرجت للقائك لأطلب وجهك حتى اجدك. (16)
بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. (SVD) (
لأن الكتان
المصري طويل التيلة J
أمثال7
عدد17: عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. (18)هلم نرتو ودّا إلى الصباح.نتلذذ بالحب.
(19) لان الرجل ليس في البيت.ذهب في طريق بعيدة.
(SVD)
أمثال7
عدد21: اغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوحته.
(SVD)
النبي
هوشع
هوشع1
عدد2:اول ما كلّم
الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الارض قد
زنت زنى تاركة الرب.
(SVD)
هوشع1
عدد3 فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا.
(4) فقال له الرب ادع اسمه يزرعيل
لأنني بعد قليل اعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت اسرائيل.
(SVD)
هوشع2
عدد1 قولوا لأخواتكم عمّي ولاخوتكم رحامة.
(2) حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست
امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (3)
لئلا اجرّدها عريانة
وأوقفها كيوم ولادتها واجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش(4)
ولا ارحم اولادها
لأنهم اولاد زنى
أول ما كلم الرب هوشع قال له إذهب وخذ لنفسك إمرأة زنا . وثاني ما كلم
الرب هوشع قال له إذهب وخذ لنفسك إمرأة زنا ... ماهذا العته المغولي ؟؟ أفكلما كلم
ربكم هوشع يقول له إذهب وخذ لنفسك إمرأة زنا ؟؟ الا يريده أبداً ان يتزوج من إمرأة
شريفة ولو لمرة واحدة ؟؟
هوشع3
عدد1: وقال الرب لي اذهب ايضا احبب امرأة حبيبة صاحب وزانية كمحبة الرب لبني
اسرائيل وهم ملتفتون الى آلهة اخرى ومحبّون لاقراص الزبيب. (2)
فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة وبحومر ولثك شعير. (3) وقلت لها
تقعدين اياما كثيرة لا تزني ولا تكوني لرجل وانا كذلك لك. (SVD)
_المصدر:كتاب البيان بما فى
النصرانية من تحريف وبهتان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يشرفنى اضافة تعليقك على الموضوع سواء نقد او شكر