بعد ذلك نبحث عن :

الأربعاء، سبتمبر 13، 2023

الرد على شبهة بني قريظة بالتفصيل

منقول من موقع ابن مريم 

هي شبهة اكل عليها الدهر و شرب و لكن احببنا ان نعيد الرد عليها من باب جمع جميع الردود المتعلقة بالموضوع و سردها بالتفصيل ليسهل للقارئ معرفة كذب النصارى في عدد من الجزئيات المتعلقة بهذه الشبهة

سينقسم الرد على الشبهة الى اربعة اقسام :

اولا : اثبات ان يهود بني قريظة نقضوا العهد الذي بينهم و بين النبي صلى الله عليه وسلم


ثانيا : اثبات ان القتل انما طال مقاتلتهم دون النساء و الصبيان


ثالثا : الرد على كذبة ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل اطفال بني قريظة لانه قتل من انبت


رابعا : بيان ما روي من عفو النبي صلى الله عليه وسلم لافراد من يهود بني قريظة


خامسا : قتل النساء و الصبيان و الاطفال و الرضع في الكتاب المقدس (رمتني بدائها و انسلت ! )



اولا :اثبات ان يهود بني قريظة نقضوا العهد الذي بينهم و بين النبي صلى الله عليه وسلم


لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم هو من اعتدى على بني قريظة بل انهم هم من بادؤوا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالحرب

بل ان الحقيقة الغائبة هي انهم نقضوا الحرب مرتين :

مرة نقضوها مع بني النضير فعفا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقضوها مرة ثانية في غزوة الاحزاب


نقرا من صحيح البخاري كتاب المغازي ] باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم في دية الرجلين وما أرادوا من الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزهري عن عروة كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أحد وقول الله تعالى هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وجعله ابن إسحاق بعد بئر معونة وأحد 3804 حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فآمنهم وأسلموا وأجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام ويهود بني حارثة وكل يهود المدينة



و نقرا في سنن ابو داود الجزء الثالث كتاب الخراج و الامارة و الفيء

باب في خبر النضير



3004 حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر إنكم آويتم صاحبنا وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء وهي الخلاخيل فلما بلغ كتابهم النبي صلى الله عليه وسلم أجمعت بنو النضير بالغدر فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك وليخرج منا ثلاثون حبرا حتى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك فقص خبرهم فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم فقال لهم إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك ثم غدا الغد على بني قريظة بالكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا على بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها فكان نخل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة أعطاه الله إياها وخصه بها فقال وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول بغير قتال فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم وقسم منها لرجلين من الأنصار وكانا ذوي حاجة لم يقسم لأحد من الأنصار غيرهما وبقي منها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في أيدي بني فاطمة رضي الله عنها


ويتبين من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاهدهم مرة بل عاهدهم مرتين و في المرتين نكثوا عهدهم مع النبي عليه الصلاة و السلام



و اما ما روي من تفاصيل غدرتهم في السيرة النبوية فهو كما نقله ابن هشام في سيرته الجزء الثاني عن ابن اسحاق مرسلا :

قال ) : وخرج عدو الله حيي بن أخطب النضري ، حتى أتى كعب بن أسد القرظي ، صاحب عقد بني قريظة وعهدهم ، وكان قد وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه ، وعاقده على ذلك وعاهده ؛ فلما سمع كعب بحيي بن أخطب أغلق دونه باب حصنه ، فاستأذن عليه ، فأبى أن يفتح له ، فناداه حيي : ويحك يا كعب افتح لي ؛ قال : ويحك يا حيي : إنك امرؤ مشئوم ، وإني قد عاهدت محمدا ، فلست بناقض ما بيني وبينه ، ولم أر منه إلا وفاء وصدقا ؛ قال ويحك افتح لي أكلمك ؛ قال : ما أنا بفاعل ، قال : والله إن أغلقت دوني إلا عن جشيشتك [ ص: 221 ] أن آكل معك منها ؛ فاحفظ الرجل ، ففتح له ، فقال : ويحك يا كعب ، جئتك بعز الدهر وببحر طام ، جئتك بقريش على قادتها وسادتها ، حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة ، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى إلى جانب أحد ، قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه .

قال : فقال له كعب : جئتني والله بذل الدهر ، وبجهام ، قد هراق ماءه ، فهو يرعد ويبرق ، ليس فيه شيء ، ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه ، فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء .

فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب ، حتى سمح له ، على أن أعطاه عهدا ( من الله ) وميثاقا : لئن رجعت قريش وغطفان ، ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك .

فنقض كعب بن أسد عهده ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ))




ثانيا : اثبات ان القتل انما طال مقاتلتهم دون النساء و الصبيان


و هذا ثابت بصريح لفظ الرواية

نقرا من صحيح البخاري الجزء الرابع كتاب المغازي

3896 حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة وهو حبان بن قيس من بني معيص بن عامر بن لؤي رماه في الأكحل فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم فأين فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم



و لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم منهم الا امراة واحدة و ذلك لانها قتلت خلاد بن سويد رضي الله عنه فانما كان قتلها قصاصا


نقرا في سيرة ابن هشام الجزء الثاني :

قال ابن إسحاق : وقد حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة . قالت : والله إنها لعندي تحدت معي ، وتضحك ظهرا وبطنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجالها في السوق ، إذ هتف هاتف باسمها : أين فلانة ؟ قالت : أنا والله قالت : قلت لها : ويلك ؛ ما لك ؟ قالت : أقتل ؛ قلت : ولم ؟ قالت : لحدث أحدثته ؛ قالت : فانطلق بها ، فضربت عنقها ؛ فكانت عائشة تقول : فوالله ما أنسى عجبا منها ، طيب نفسها ، وكثرة ضحكها ، وقد عرفت أنها تقتل قال ابن هشام : وهي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد ، فقتلته .



وحكم المراة الحربية التي تشارك في القتال ضد المسلمين ان تقاتل

نقرا من الموسوعة الفقهية :

((شرع القتال في سبيل الله تعالى لإعلاء دين الحق وكسر شوكة الأعداء .

والأصل أن من لم يشارك في القتال فلا يقتل ، ولذلك يمنع التعرض للنساء والأطفال وأمثالهم من العجزة الذين لا يشاركون في القتال لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان . قال صلى الله عليه وسلم : « لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا امرأة »

ويستثنى من هذا جواز قتل من يشارك في القتال من النساء والصبيان أو يحرض على القتال، وهذا في الجملة وينظر تفصيله في ( جهاد ف /29 ) .

وإذا أخذ المسلمون الغنائم فإن من يوجد فيها من النساء والأطفال يعتبر سبيا .))




ثالثا : الرد على كذبة من قال بان النبي صلى الله عليه وسلم قتل اطفالا لانه قتل من انبت


هذا من الكذب الصريح لان من انبت لا يعتبر طفلا بل هو اصلا بالغ و كيف يقال انه طفل و قد انبت !!!

نقرا في سنن الترمذي كتاب السير

1584 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من أنبت قتل ومن لم ينبت خلي سبيله فكنت ممن لم ينبت فخلي سبيلي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أهل العلم أنهم يرون الإنبات بلوغا إن لم يعرف احتلامه ولا سنه وهو قول أحمد وإسحق


و هذا الاصل لان الانبات علامة البلوغ ضرورة بل ان العرب كانت تستخدم كلمة النبت على الغلام للاستدلال على بلوغه

فالمعنى اللغوي له لا يخرج من سياق البلوغ لانه يدل و بصراحة على ان الغلام صار مراهقا


نقرا من لسان العرب لابن منظور رحمه الله الجزء الرابع عشر :

((وأنبت الغلام : راهق ، واستبان شعر عانته ونبت . وفي حديث بني قريظة : فكل من أنبت منهم قتل ; أراد نبات شعر العانة ، فجعله علامة للبلوغ ، وليس ذلك حدا عند أكثر أهل العلم ، إلا في أهل الشرك ؛ لأنه لا يوقف على بلوغهم من جهة السن ، ولا يمكن الرجوع إلى أقوالهم ، للتهمة في دفع القتل ، وأداء الجزية . وقال أحمد : الإنبات حد معتبر تقام به الحدود على من أنبت من المسلمين ، ويحكى مثله عن مالك ))



و يدل على هذا المعنى ان رواية تحكيم سعد بن معاذ رضي الله عنه وردت بلفظ اخر استبدل فيه لفظ المقاتلة بلفظ (من جرت عليه الموسى)


نقرا من مستدرك الحاكم كتاب الجهاد

2616 - أخبرناه أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي الحافظ بهمدان ، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، ثنا إسحاق بن محمد الفروي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، قالا : ثنا محمد بن صالح التمار ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، أن سعد بن معاذ رضي الله عنه ، حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى ، وأن تقسم أموالهم وذراريهم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : " لقد حكم اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق السماوات


و نقرا رواية عطية القرظي رضي الله عنه بلفظ ادق من معاني الاثار للامام الطحاوي الجزء الرابع

حدثنا يونس ، قال : أخبرنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عطية ، رجل من بني قريظة ، أخبره أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جردوه يوم قريظة ، فلم يروا الموسى جرت على شعره ، يريد عانته ، فتركوه من القتل .


و نقرا من البداية و النهاية لابن كثير رحمه الله الجزء السادس :

(( ورواه أهل السنن الأربعة من حديث عبد الملك بن عمير ، عن عطية القرظي نحوه . وقد استدل به من ذهب من العلماء إلى أن إنبات الشعر الخشن حول الفرج دليل على البلوغ بل هو بلوغ في أصح قولي الشافعي ، ومن العلماء من يفرق بين صبيان أهل الذمة ، فيكون بلوغا في حقهم دون غيرهم ؛ لأن المسلم قد يتأذى بذلك المقصد . ))


و هذا يدل ان علامة البلوغ و الانبات لا تقتصر على خروج الشعر من العانة بل يلزمها ايضا ان يجري الموسى عليها



نقرا من لسان العرب لابن منظور كلمة موس :

((وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : كتب أن يقتلوا من جرت عليه المواسي أي نبتت عانته ، لأن المواسي إنما تجري على من أنبت ; أراد من بلغ الحلم من الكفار))


و هذا ما مشى عليه الصحابة رضي الله عنهم

نقرا من كتاب احكام اهل الذمة لابن القيم الجزء الاول باب الجزية

((قال أبو عبيد : ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا أيوب عن نافع عن أسلم مولى عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد أن يقاتلوا في سبيل الله ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم ، ولا يقتلوا النساء ولا الصبيان ، ولا يقتلوا إلا من جرت عليه المواسي .

[ وكتب إلى أمراء الأجناد : أن يضربوا الجزية ، ولا يضربوها على النساء والصبيان ولا يضربوها إلا على من جرت عليه المواسي ] .

قال أبو عبيد : يعني من أنبت . ))


فاذا هذا الكشف للعانة انما وقع لبعض من المراهقين ممن اجتمعت فيهم صفات:

القتال و القدرة على حمل السلاح و البلوغ و علامة بلوغهم الانبات الخشن لدرجة ان تجري عليهم المواسي


فهل مثل هؤلاء يعتبروا اطفال ؟؟؟؟


و الحقيقة انهم كانوا ايضا جماعة من المراهقين المقاتلين من بني قريظة الذين شكوا في بادئ امرهم كونهم بلغوا ام لم يبلغوا


و هذا ثابت بلفظ اخر لرواية عطية القرظي رضي الله عنه في سنن النسائي كتاب الطلاق

3430 أخبرنا محمد بن منصور قال حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال كنت يوم حكم سعد في بني قريظة غلاما فشكوا في فلم يجدوني أنبت فاستبقيت فها أنا ذا بين أظهركم))


و ان كانوا اطفالا كما يدعي بعض المغرضين فلماذا وقع الشك في الاصل !!!؟؟؟


فاين بعد كل هذا يقال عن هؤلاء انهم اطفال و ان النبي عليه الصلاة و السلام قتل اطفالا

رابعا : بيان عفو النبي صلى الله عليه وسلم لافراد من بني قريظة


ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم عفى عن رجال من بني قريظة اعلنوا اسلامهم فهو لم يقتلهم كلهم

نقرا من صحيح البخاري كتاب المغازي

باب حديث بني النضير

3804 حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فآمنهم وأسلموا وأجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام ويهود بني حارثة وكل يهود المدينة


و من هؤلاء رفاعة بن السموال رضي الله عنه

نقرا في الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر :

(( رفاعة بن سموأل:ويقال رفاعة بن رفاعة القرظي، من بني قريظة.

روى عنه ابنه قال: نزلت هذه الآية: {ولقد وصلنا لهم القول....} الآية في عشرة أنا أحدهم وهو الذي طلق أمرأته ثلاثًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير ثم طلقها قبل أن يمسها. حديثه ذلك ثابت في الموطأ وغيره. ))


نقرا في صحيح مسلم كتاب النكاح باب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها

1433 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد واللفظ لعمرو قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير وإن ما معه مثل هدبة الثوب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك قالت وأبو بكر عنده وخالد بالباب ينتظر أن يؤذن له فنادى يا أبا بكر ألا تسمع هذه ما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم


و نقرا في تفسير الطبري رحمه الله الجزء التاسع عشر سورة القصصحدثني بشر بن آدم ، قال : ثنا عفان بن مسلم ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : ثنا عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، عن رفاعة القرظي ، قال : نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم ( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ) .



وقد روى ابن هشام في سيرته عفو النبي عليه الصلاة و السلام عنه و اسلامه بسند لا باس به في الجزء الثاني :

قال ابن إسحاق : وحدثني أيوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة أخو بني عدي بن النجار : أن سلمى بنت قيس ، أم المنذر ، أخت سليط بن قيس - وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد صلت معه القبلتين ، وبايعته بيعة النساء - سألته رفاعة بن سموأل القرظي ، وكان رجلا قد بلغ ، فلاذ بها ، وكان يعرفهم قبل ذلك ، فقالت : يا نبي الله ، بأبي أنت وأمي ، هب لي رفاعة ، فإنه قد زعم أنه سيصلي ويأكل لحم الجمل ؛ قال : فوهبه لها ، فاستحيته .


و ايوب بن عبد الرحمن قال عنه ابن حجر رحمه الله في تقريب التهذيب الجزء الاول حرف الالف :

(( 618- أيوب ابن عبد الرحمن ابن صعصعة وقيل أيوب ابن عبد الرحمن ابن عبد الله ابن أبي صعصعة صدوق من السادسة د ت ق ))

و ابن اسحاق صرح بالسماع في السند و لم يخالف


وروي عن ابن اسحاق مرسلا ان اسد بن عبيد و اسيد و ثعلبة ابني سعية اسلموا يوم قريظة و عفى عنهم النبي صلى الله عليه وسلم

نقرا في سيرة ابن هشام الجزء الثاني

((قال ابن إسحاق : ثم إن ثعلبة بن سعية ، وأسيد بن سعية . وأسد بن عبيد ، وهم نفر من بني هدل ، ليسوا من بني قريظة ولا النضير ، نسبهم فوق ذلك ، هم بنو عم القوم ، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها بنو قريظة على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ))

وروي في اسلامهم غير هذا و الله اعلم


وروي ايضا باسانيد فيها ضعف ان النبي عليه الصلاة و السلام عفى عن عمرو بن سعدى القرظي مع انه لم يسلم لانه لم يقبل خيانة كعب بن اسد للنبي صلى الله عليه وسلم


نقرا من سنن البيهقي جماع ابواب غزوة الخندق رقم الحديث: 1409

(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : هَلْ تَدْرِي عَمَّا كَانَ إِسْلامُ ثَعْلَبَةَ وَأُسَيْدٍ ابْنَيْ سُعْية ، وَأَسَدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، نَفَرٍ مِنْ هَزَلٍ ، لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، وَلا نَضِيرٍ ، كَانُوا فَوْقَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : فَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الشَّامِ مِنْ يَهُودَ ، يُقَالُ لَهُ : ابْنُ الْهَيِّبَانِ ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ ، بِمَعْنَى رِوَايَةِ جَرِيرٍ ، وَزَادَ قَالَ : فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ الَّتِي افْتُتِحَتْ فِيهَا قُرَيْظَةُ ، قَالَ أُولَئِكَ الْفِتْيَةُ الثَّلاثَةُ ، وَكَانُوا شَبَابًا أَحْدَاثًا : يَا مَعْشَرَ يَهُودَ ، هَذَا الَّذِي كَانَ ذَكَرَ لَكُمُ ابْنُ الْهَيِّبَانِ ، قَالُوا : مَا هُوَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَهُوَ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ ، إِنَّهُ وَاللَّهِ لَهُوَ بِصِفَتِهِ ، ثُمَّ نَزَلُوا فَأَسْلَمُوا وَخَلَّوْا أَمْوَالَهُمْ وَأَوْلادَهُمْ وَأَهْالِيَهُمْ ، قَالُوا : وَكَانَتْ أَمْوَالُهُمْ فِي الْحِصْنِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، فَلَمَّا فُتِحَ ، رُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَخَرَجَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِيمَا زَعَمَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ سُعْدَى الْقُرَظِيُّ ، فَمَرَّ بِحَرِسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَنَا عَمْرُو بْنُ سُعْدَى ، وَكَانَ عَمْرٌو قَدْ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ مَعَ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي غَدْرِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : لا أَغْدِرُ بِمُحَمَّدٍ أَبَدًا ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حِينَ عَرَفَهُ : اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنِي عَثَرَاتِ الْكِرَامِ ، ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ فَخَرَجَ ، حَتَّى بَاتَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ ذَهَبَ فَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ مِنَ الأَرْضِ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا ، فَذُكِرَ شَأْنُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " ذَاكَ رَجُلٌ نَجَّاهُ اللَّهُ بِوَفَائِهِ " ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَزْعُمُ أَنَّهُ كَانَ أُوثِقَ فِيمَنْ أُوثِقَ ، مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَصْبَحَتْ رُمَّتُهُ مُلْقَاةً وَلا يُدْرَى أَيْنَ ذَهَبَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْرِ الْخَنْدَقِ ، وَأَمْرِ بَنِي قُرَيْظَةَ ، الْقُرْآنَ فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ ، يَذْكُرُ فِيهَا مَا نَزَلَ مِنَ الْبَلاءِ وَنِعْمَتَهُ عَلَيْهِمْ ، وَكِفَايَتَهُ إِيَّاهُمْ ، إِذْ فَرَّجَ ذَلِكَ عَنْهُمْ بَعْدَ سُوءِ الظَّنِّ ، وَقَوْلَ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا سورة الأحزاب آية 9 .

في السند جهالة و لعل شيخ عاصم بن عمر بن قتادة هو محمد بن كعب القرظي فان كان هو فالسند معضل بالارسال


و نقرا في كتاب الاموال لابن زنجويه كتاب فتوح الارضين و احكامها

رقم الحديث: 359

(حديث مرفوع) ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غَدَا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَقَضَى بِأَنْ يُقْتَلَ رِجَالُهُمْ ، وَتُقْسَمَ ذَرَارِيُّهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلا ، إِلا عَمْرَو بْنَ سَعْدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْوَفَاءِ ، وَيَنْهَى عَنِ الْغَدْرِ فَلِذَلِكَ نَجَا .

و هذا سند ضعيف ايضا لان فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث و السند ايضا مرسل من الزهري و مراسيله شبه الريح .



خامسا : قتل النساء و الصبيان و الاطفال و الرضع في الكتاب المقدس (رمتني بدائها و انسلت ) !


من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجر فهذا كتاب النصارى يعج بتعاليم الارهاب التي تحث على قتل الاطفال و الرضع و صغار السن !!! نصوص تجف منها العروق من بشاعاتها!!!


حزقيال (9-6): " الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من إنسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدءوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت"


يشوع (6-21):" وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف


صموئيل الأول (15-3):" فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا


العدد (31-17):" فالآن أقتلوا كل ذكر من الأطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها


قتل النساء و لاطفال هو عمل مستقيم يرضي الرب !!

سفر صمويل الثاني 12 :

31 وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ، وَهكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.

و نقرا من :

(سفر الملوك الأول 15: 5) لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ.


فنشر جميع اولئك الاطفال و النساء و الشيوخ و الرضع بالمناشير عمل مستقيم يرضي الرب لانه لم يطالها الاستثناء الموجود في سفر الملوك الاول 15!!!!


و لم يسلم من هذه التعاليم الاجنة في بطون امهاتها !!

هوشع (13-16):" تجازى السامرة لأنها قد تمردت على إلهها.بالسيف يسقطون.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ"


و في المقابل نجد ان الاسلام حرم قتل النساء و الاطفال و الشيوخ

صحيح البخاري كتاب الجهاد و السير باب قتل الصبيان في الحرب

2851 حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا الليث عن نافع أن عبد الله رضي الله عنه أخبره أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان


صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير

باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها

1731 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان قال أملاه علينا إملاء ح وحدثني عبد الله بن هاشم واللفظ له حدثني عبد الرحمن يعني ابن مهدي حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين


و نقرا في مصنف ابن ابي شيبة الجزء السابع كتاب الجهاد

4 ) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى ابن أبي الحقيق نهاه عن قتل النساء والولدان .


و نقرا في مسند احمد بن حنبل رحمه الله

3254 حدثنا سفيان حدثنا إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن قتل الولدان فكتب إليه كتبت تسألني عن قتل الولدان وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتلهم وأنت فلا تقتلهم إلا أن تعلم منهم مثل ما علم صاحب موسى من الغلام


فاين هذا من تلك التعاليم التي تحرض على قتل الاطفال و الرضع بل حتى الاجنة في بطون امهاتها في الكتاب المقدس !!!


و ممن ذكر و نبه على خطورة خيانة بني قريظة للنبي صلى الله عليه وسلم (و انه عليه الصلاة و السلام ان اظهر ضعفا او عفا عنها او عن مثلها لتكرر الامر حتما و لقضي على الاسلام حينها) ما ذكره المستشرق ر. ف. بودلي في كتابه حياة محمد الصفحة 211-212:

و من منطلق منطقي فاننا ان اخذنا الامر بشرع التوراة التي يملكونها اليوم فلا حرج لما فعله النبي عليه الصلاة و السلام

فتشوا الكتب !

نقرا من سفر التثنية(20-10):" حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح 11 فان أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك 12 وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها 13 وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف 14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك

فما بالك ان كانوا خانوا النبي عليه الصلاة و السلام اكثر من مرة و النبي عليه الصلاة و السلام يعفو و يعفو و هم لا يستوعبون خطورة موقفهم امام الله عز وجل من نقضهم ميثاقهم اما كانوا يتعظون مما حصل لبني النضير !!!

الم يمن النبي عليه الصلاة و السلام عليهم ؟؟!!

ثم هل اجبرهم النبي عليه الصلاة و السلام ان يقاتلوا مع المسليمن ضد الكفار ؟؟

لا انما اشترط عليهم فقط عدم الخيانة فكيف كافاؤو هذا المن و العفو و الصفح ؟؟

ما وجد النبي عليه الصلاة و السلام منهم غير الغدرة تلو الاخرى فمرة غدروا مع النضير و الاخرى مع الاحزاب و لا حول و لا قوة الا بالله !!


وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قلنا عاهدهم مرتين و نكثوا مرتين:


1. مرة بعد قتل كعب الاشرف لتحريضه على النبي عليه الصلاة و السلام و على المسلمين بشعره

في سنن ابو داود كتاب الخراج و الامارة و الفيء باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة

3000 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم قال أخبرنا شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون والمشركون يعبدون الأوثان واليهود وكانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأمر الله عز وجل نبيه بالصبر والعفو ففيهم أنزل الله ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم الآية فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا يقتلونه فبعث محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون فغدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا طرق صاحبنا فقتل فذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه كتابا ينتهون إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة .

قال الامام الالباني في كتابه صحيح و ضعيف سنن ابو داود الحديث رقم 3000 : ((صحيح))

وقد نكثوا هذه بتحالفهم مع بني النضير كما اوردنا من حديث بن عمر رضي الله عنه الصحيح في البخاري و عند ابي داود في سننه كما اوردنا في الاعلى


2. ومرة بعدما نكثوا العهد الاول و تحالفوا مع بني النضير

وقد نكثوا هذه ايضا لما تحالفوا مع الاحزاب كما بينا في الاعلى


قال تعالى : (( و ما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون))

وقال تعالى : (( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ( 55 ) الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ( 56 ) فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون ( 57 ) وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ( 58 ) )


هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم

اقرأ المزيد...

الأربعاء، أكتوبر 08، 2014

"فيديو فضائح الشيعة فى الحج و العيد"



حلقة نارية كاشفة ..." الحج و العيد عند الشيعة " ... محمود داود و معاذ عليان
الروافض الشيعة دخلوا في الإسلام ليفسدوا عقائد المسلمين ويزلزلوا الإيمان في نفوسهم ويدخلون الشك في حقائق الدين، وصِدْقِ النبي صلى الله عليه وسلم، سموا بهذا الاسم لرفضهم زيد بن علي رحمه الله حينما توجه لقتال هشام بن عبد الملك فقال أصحابه: (تبرأ من الشيخين حتى نكون معك). فقال: (لا بل أتولاهم. واتبرأ ممن تبرأ منهما). فقالوا: (إذا نرفضك). فسميت الرافضة.

قال عبد الله بن أحمد: (قلت لأبي: من الرافضة؟) قال: (الذي يشتم ويسب أبا بكر وعمر).

وهذا شيء من تعريفهم وإلا حقيقتهم أنهم رفضوا الإسلام من أصله. وأن نسبتهم للإسلام كنسبة اليهود والنصارى إبراهيم عليه السلام إليهم، وقد كذبهم الله بقوله: {ما كان إبراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين}.



قال الشافعي رحمه الله "لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة" (السنن الكبرى للبيهقي وسير أعلام النبلاء) .


وسئل الشافعي "أصلي خلف الرافضي؟ قال: لا تصل خلف الرافضي". (سير أعلام النبلاء).


قال السبكي "ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد أنه لا تجوز الصلاة خلف الرافضة" (فتاوى السبكي).


وذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي).

وقد ذكر في كتاب الفتاوى أن سب الشيخين كفر وكذا إنكار إمامتهما". وكان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة يقول: " لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري". (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي).



قال البخاري رحمه الله: "ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم" (خلق أفعال العباد). 



قال احمد بن حنبل رحمه الله : "هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء"


قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله: (سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أراه على الإسلام) [السنة للخلال].


قال أبو بكر المروذي رحمه الله : (سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام) [السنة للخلال].


قال أحمد بن حنبل رحمه الله: (من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض), ثم قال: (من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون مرق عن الدين) [توفي 241هـ / السنه للخلال].


وروى الخلال عن أحمد قوله " قال مالك بن انس رحمه الله: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم". أو قال " نصيب في الاسلام". (السنة) 
قال القاضي عياض في كتاب الشفاء - حينما ذكر الرافضة - قال: (ولقد كفروا من وجوه لأنه أبطلوا الشريعة بأسرها) [توفي 544 هـ/ ج 2 / ص 286].


قال الألوسي رحمه الله في كتاب صب العذاب [ص 469 – 470]: (ما ثبت عن الروافض اليوم من التصريح بكفر الصحابة الذين كتموا النص بزعمهم، ولم يبايعوا علياً كرم الله وجهه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كما بايعوا أبا بكر رضي الله عنه كذلك، وكذا التصريح ببغضهم واستحلال إيذائهم وإنكار خلافة الخلفاء الراشدين منهم والتهافت على سبهم ولعنهم تهافت الفراش على النار دليل على كفرهم).

قال محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه الرد على الرافضة: (بأنهم كفار. وبين بأنهم كفروا من وجوه. وقد أجمع أهل المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على القول بكفر المتصف بذلك).جماعة من غلاة(لعنة الله عليهم اجمعين)

اقرأ المزيد...

بالفيديو.. قصة إسلام أحد حراس جوانتنامو على يد معتقل



 بثت قناة الجزيرة مقطع فيديو يكشف قصة إسلام أحد الضباط من حراس معتقل جوانتنامو الشهير على يد أحد المعتقلين.

وذكر الحارس أنه بعد الالتحاق بالجيش وقبل سفره إلى جوانتنامو عمد القادة إلى أن يكون آخر مشهد يراه في أمريكا قبل سفره البرجين الذين تم استهدافهما في أحداث 11 سبتمبر، معللًا ذلك بأنهم يهدفون إلى تعبئة الجنود ضد الإسلاميين بمزيد من الكراهية.

وأضاف الحارس أنه وجد بالمعتقل 775 شخصًا، استبعد أن يجتمع هذا الحشد الهائل من المتآمرين، معربًا عن سخافة هذه الفكرة، مستشهدًا لذلك بإرسال ما يزيد عن 500 منهم إلى بلدانهم حيث إنهم غير مذنبين.

وسجل الضابط مشاهداته لأحوال المعتقلين الإسلاميين في جوانتنامو، وأنهم كانوا دائمًا بشوشين يرفعون الأذان ويصلون.

وتحدث الحارس عن قصة إسلامه والتي بدأت بما يلقيه المعتقل الذي عرف باسم الجنرال، على مسامعه من أمور تستدعي التفكير دون الدخول في مجادلات، وهو ما كان سببًا في إسلامه ونطقه بالشهادتين على يديه.
كان هولدبروكس..أحد حراس سجن غوانتانامو المرعب...الذى يذوق فيه المعتقلون أشد أنواع التعذيب بأمر من قيادات أمريكا بلد الحرية..!!
تلقى هولدبروكس أوامر من قادته أن يذيق السجناء أشد أنواع العذاب.. وظلوا يرددون على أسماع الحراس أن معتقلي جوانتانامو هم أسوأ من على وجه الأرض.. فهم يعملون تحت إمرة أسامة بن لادن، وسوف يقتلونك في أول فرصة يلتقونك... فيها".
رغم ذلك ...كان هولدبروكس يحسن معاملتهم..ويخفف عنهم ما يلاقونه من التعذيب حتى لقبه المعتقلون بـ"الحارس اللطيف" بل واتهمه بعض زملائه بالخيانة..وكان من أكثر ما يجذبه فى هؤلاء المساجين هو الابتسامة التى ارتسمت على وجوههم وهم يرددون دوما ( الحمد لله)
حينما يأتى الليل ..كان هولدبروكس الملحد يذهب مع أصدقائه الحراس ليشربوا كؤوس الخمر ..ويمارسوا الزنا ..وفى إحدى الليالى ذهب يواسى أحد المعتقلين ..وكان المعتقل رقم590، وهو مغربي مسلم واسمه أحمد الراشدى
بعد أن تحدث معه ..أصاب هولدبروكس صدمة ثقافية...لقد كانت أول مرة يعرف فيها الإسلام الحقيقى...ليس الإسلام الذى شوهت أمريكا صورته...فتعود كل ليلة ..بدلا من أن يقضى الليل مع سهرات أصدقائه...كان يذهب إلى الراشدى ويتعلم منه..!!
اشترى كتب عن الإسلام وبدأ يقرأ ويقرأ..حتى أتى فى أحد الأيام ..وأحضر قلما وورقة صغيرة ...ودفع بهما من خلال طاقة حديدية إلى داخل زنزانة الراشدى ..وطلب منه أن يكتب له الشهادتين كما تنطق بالعربية ولكن بالحروف الإنجليزية..وهناك ..وعلى أرضية غوانتانامو..نطق الشهادتين بأعلى صوته..وسمى نفسه ( "مصطفى عبد الله" ) ..وتحولت حياته من رقص وموسيقى ووشم وعلاقات محرمة ..إلى صلاة وذكر الله وحفظ القرآن..!!
ترك الخدمة في الجيش الأمريكي عام 2005، و يعمل كمستشار عضوية لمركز تمب الإسلامي. لكن حتى بعد رحيله لم يستطع ذهنه أن يطرد صور التعذيب التي تعرض لها المعتقلون التى صارت كابوس يطارده حتى الآن
ملحوظة...هولدبروكس هو أشهر مسلم أثار إسلامه الجدل فى أمريكا

.....
اقرأ المزيد...

الجمعة، أكتوبر 05، 2012

فيديو: التنصير- للشيخ ممدوح الحربي




محاضرة جديدة في سلسلة تاريخ الحضارات والأديان بعنوان (التنصير) وتكلم فيها الشيخ عن نشاط الحركة التنصيرية في العالم واشهر رموزها وشخصياتها ووسائل التنصير الخبيثة بين المسلمين، مشاهدة ممتعة.

اقرأ المزيد...

السبت، سبتمبر 22، 2012

بالفيديو: إسلام القس بيشوي ملك




لا يفوتك - قصة إسلام القس بيشوي ملك على المرصد الإسلامي


في مفاجأة مدوية أعلن القس يشوي ملك صاحب الشرائط المسيحية الشهيرة " أنا ابنك وانت ابويا " و" والقداسات الثلاثة " 
عن اعتناقه للاسلام . في حوار أجراه معه الكاتب الصحفي عنتر عبد اللطيف في جريدة صوت الامة . القس بيشوي ملك غير اسمه الي مؤمن ابراهيم
صوت الامة حصلت علي أدق التفاصيل وكذلك كتابات الشيخ مؤمن ابراهيم . او بيشوي ملك سابقاً والتي فجرت مفاجأت من العيار الثقيل منها ان القس معتنق الاسلام قد التقي الشيخ الشعراوي في لقاء جمعهما بالبابا شنودة ودعا له الشعراوي بأن ينير الله قلبه وقد تحققت دعوة الشيخ الشعراوي
اقرأ المزيد...

الأربعاء، سبتمبر 12، 2012

فيديو: تعليقى على فيلم خنازير المهجرلوجدى غنيم



حملة لمقاطعة الشراء من محلات ومصانع ومنتجات الأقباط في كـــل مكان وطرد العمالة القبطية من جميع الدول العربية ردا على سب رسول الله و خطف الأخوات اللاتي اهتدين للاسلام وحبسهن وقتلهن في الأديرة مثل اختنا وفاء قسطنطين و نصرة لأخواتنا الاسيرات في سجون الكنيسة -- المقاطعة فرض على كل مسلم
حسبنا الله ونعم الوكيل فى عباد الصليب والخنازير
اقرأ المزيد...

الأحد، يوليو 29، 2012

رد شبهة زواج الأطفال فى الاسلام

بركات المتعال في دحض شبهة زواج الأطفال

بقلم د. هشام عزمي

(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
(الطلاق:4)
', '
هذه الآية ذكرت في منتدى نصراني تحت عنوان : (هذه الآية القرآنية واحدة من أسباب عدم إيماني بالقران ).

وقال صاحب الموضوع بعد أن قرأ تفسير المفسرين الذي يفسر (واللائي لم يحضن) على أنهن هن الفتيات الصغيرات اللائي تزوجن وهن لم يبلغن الحلم (لم يحضن). فقال معلقا على هذا التفسير : نرى هنا أن زواج الأطفال وهو المحرم في جميع شرائع العالم الآن و الذي هو ضد حقوق الإنسان لكنه مسموح به في القران .

قلت: قد أجمع علماء الإسلام على جواز زواج الفتاة قبل المحيض و الدخول بها و استدلوا بالآية الرابعة من سورة الطلاق .
قال الطبري رحمه الله: تأويل الآية: { واللائي يئسن من المحيض… فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن } يقول: وكذلك عدة اللائي لم يحضن من الجواري لصغرهن إذا طلقهن أزواجهن بعد الدخول (14/142) ومثله قال ابن كثير ( 4/402)، والقرطبي (18/165) وغيرهما.
و كذلك استدلوا بحديث زواج النبي بعائشة ..
“ تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين “ رواه الإمام البخاري ومسلم وعنده "سبع سنين" .
قال النووي :
“ كان لها ست وكسر، ففي رواية اقتصرت على السنين وفي رواية عدت السنة التي دخلت فيها “ شرح الإمام مسلم (9/207) .
نُقل الإجماع على جواز تزويج الأب البكر الصغيرة - على الأقل إجماع الصحابة - وممن نقل الإجماع : الإمام أحمد بن حنبل في " المسائل " - رواية صالح – ( 3/129 ) والمروزي في " اختلاف العلماء " ( ص 125 ) ، وابن المنذر في " الإجماع " ( ص91 ) وابن عبد البر في " التمهيد "، والبغوي في " شرح السنة "( 9/37 ) والنووي في " شرح مسلم " ( 9/206 ) وابن حجر في" الفتح " ( 12/27 ) ، والباجي في " المنتقى " ( 3 / 272 ) ، وابن العربي في " عارضة الأحوذي " ( 5 / 25 ) ، والشنقيطي في " مواهب الجليل " (3/27) .
و لكن القاعدة أيضاً هي صلاحية الفتاة للزواج و عدم الإضرار بها ..
قال النووي :
وأما وقت زفاف الصغيرة المزوجة والدخول بها : فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة : عُمل به ، وإن اختلفا : فقال أحمد وأبو عبيد : تجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها ، وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة : حدُّ ذلك أن تطيق الجماع ، ويختلف ذلك باختلافهن ، ولا يضبط بسنٍّ ، وهذا هو الصحيح ، وليس في حديث عائشة تحديد ولا المنع من ذلك فيمن أطاقته قبل تسع ولا الإذن فيمن لم تطقه وقد بلغت تسعا ، قال الداودي : وكانت عائشة قد شبَّت شباباً حسناً رضى الله عنها .
" شرح مسلم " ( 9 / 206 ) .
قال ابن قدامة في المغني
(5635) فصل : وإمكان الوطء في الصغيرة معتبر بحالها واحتمالها لذلك . قاله القاضي . وذكر أنهن يختلفن , فقد تكون صغيرة السن تصلح , وكبيرة لا تصلح . وحده أحمد بتسع سنين , فقال في رواية أبي الحارث في الصغيرة يطلبها زوجها : فإن أتى عليها تسع سنين , دفعت إليه , ليس لهم أن يحبسوها بعد التسع .
وذهب في ذلك إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة وهي ابنة تسع .
قال القاضي : وهذا عندي ليس على طريق التحديد , وإنما ذكره لأن الغالب أن ابنة تسع يتمكن من الاستمتاع بها , فمتى كانت لا تصلح للوطء , لم يجب على أهلها تسليمها إليه , وإن ذكر أنه يحضنها ويربيها وله من يخدمها , لأنه لا يملك الاستمتاع بها , وليست له بمحل , ولا يؤمن شره نفسه إلى مواقعتها , فيفضها أو يقتلها . وإن طلب أهلها دفعها إليه , فامتنع , فله ذلك , ولا تلزمه نفقتها ; لأنه لا يمكن من استيفاء حقه منها .
قلت: من الثابت طبياً أن أول حيضة تبدأ بعد بدء مرحلة البلوغ بسنتين(1) . فأول حيضة و المعروفة باسم المينارك menarche تقع بين سن التاسعة و الخامسة عشر(2) .
أما علامات البلوغ في الفتيات فهي :
1. تغير الصوت نحو الطبيعة الأنثوية .
2. استدارة منحنيات الجسم فتأخذ زوايا الجسم تدورات لطيفة بسبب الترسيب الإنتقائي للدهون .
3. نمو الحلمتين و الثديين بتأثير هرمون الإستروجين .
4. وجود بعض الميول النفسية مثل الخجل و الإنعزال و الميل للجنس الآخر .
5. النمو السريع للرحم و المهبل و باقي الأعضاء الجنسية .
6. ظهور أول حيضة(3) .
فثبت أن الحيض يتأخر عن البلوغ و لا يحدد بدايته . و هكذا نجمع بين كل الآراء فقد كان علمائنا يقصدون بوطء الصغيرة الفتاة التي لم تحض بعد و إن كانت أعراض البلوغ قد نالتها .
و قد نبه خالق المرأة إلى هذا الأمر في كتابه فلم يشترط نزول دم المحيض كعلامة على بدء البلوغ و ما هي بعلامة له أصلاً عند أهل الطب بل هي تدل على اكتمال عملية البلوغ و تقع بعد بدئه بسنتين .
و أيضاً د. دوشني - و هي طبيبة أمريكية - تقرر أن الفتاة البيضاء في أمريكا قد تبدأ في البلوغ عند السابعة أو الثامنة و الفتاة ذات الأصل الأفريقي عند السادسة(4) . و هذا بالتأكيد ليس له علاقة بنزول الحيض .

لذا فكلام هذا النصراني عن زواج الأطفال و غيره من الهراء بعيد عن الصحة فالفتاة عادة تبدأ سن البلوغ في سن الثامنة أو التاسعة بظهور علامات البلوغ المعتبرة عند أهل الطب و في هذا السن يمكن الدخول بها بلا مشاكل طبية أو نفسية من أي نوع بغض النظر عن نزول الحيض من عدمه و إنما الضابط هنا هو بلوغ الفتاة و صلاحيتها للزواج .
و الله أعلم .
(1)The different changes of puberty in body and mind , what we call the secondary sexual characters, start to appear about two years before the first period. (Toppozada’s Textbook of Gynaecology, p. 82)
(2) Menstruation starts between 9-15 years of age. In Egypt, the menarche usually occurs between 11-13 years depending on constitutional factors or ethnic origin. (ibid. p. 83)
(3) ibid., p. 83
(4) http://www.mercyporthuron.com/news/january2003/

 بركات المتعال في دحض شبهة زواج الأطفال --
بقلم د. هشام عزمي
اقرأ المزيد...

رد شبهة واللائي لم يحضن



السؤال:
 {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }الطلاق4
أثار تفسير ابن كثير رحمه الله للآية رقم 4 من سورة الطلاق جدلاً كبيراً في فرنسا وخاصة علي المنتديات، فإبن كثير فسر قوله تعالى "وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ" أي الصغيرات اللاتي لم يحضن بعد، فقال العلمانيون إن القرآن يبيح الزواج بالبنات اللاتي لم يبلغن الحلم مما أدى ببعض المسلمات أن يشككن في كون أن القرآن نزل وفي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأعرف مسلمة ارتدت بعد ما تأكدت من تفسير ابن كثير رحمه الله، هل هناك معنى آخر لهذا الجزء من الآية وكيف نرد لتثبيت المسلمين والمسلمات، فهل البلوغ شرط من شروط الدخول?
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه أولاً إلى أنه ينبغي الرجوع إلى أهل العلم عند ورود بعض الشبهات حول الإسلام، وعلى المسلم أن يبادر أولاً إلى اتهام فهمه وقصور علمه قبل أن يتهم الإسلام.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فلا يجوز لمن لم يكن له إلمام بالعلم الشرعي الدخول لمثل هذه المنتديات التي تثير مثل هذه الشبهات لأن هذا قد يترتب عليه من الأمور ما لا تحمد عقباه كما هو الحال فيما ذكرت من أمر هذه الفتاة التي ارتدت عن الإسلام بسبب هذه الشبهة، ونوصي الأخوات المسلمات بالحرص على مناصحتها والاهتمام بأمرها وأمر أمثالها، وكذا نوصي بذلك الإخوة القائمين على المراكز الإسلامية.
وأما الآية المذكورة فلا شك أنها قد دلت على جواز نكاح الصغيرة التي هي دون البلوغ وأنها تعتد بالأشهر إذا دخل بها الزوج، قال ابن العربي في كتابه أحكام القرآن: المسألة الرابعة: قوله تعالى: واللائي لم يحضن دليل على أن للمرء أن ينكح ولده الصغار، لأن الله تعالى جعل عدة من لم يحض من النساء ثلاثة أشهر ولا تكون عليها عدة إلا أن يكون لها نكاح فدل ذلك على هذا الغرض وهو بديع في فنه. انتهى. 

ولكن لا يجوز للزوج أن يطأها إلا إذا كانت مطيقة للوطء، بل قد جعل بعض بعض الفقهاء الصغر مانعاً من تسليم المرأة لزوجها، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 108613، 45168، 11251.
وننبه هنا إلى أمر مهم وهو أنه ليس من الغريب أن يطعن من لا يؤمن بالله واليوم الآخر في شيء من أحكام الله تعالى، ولكن الغريب أن يؤدي إثارة مثل هذه الشبهات ببعض المؤمنين إلى الردة بسببها، وقديما قال المشركون بشأن تحريم أكل الميتة: إن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله، فما ذبح الله بسكين من ذهب فلا يأكلونه وما ذبحوه هم يأكلونه، فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء، فأنزل الله: وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ. وإذا كان الشخص متزلزل الإيمان بحيث إنه كلما مرت عليه عاصفة شبهة عصفت به فهذا حقيقة يجب أن يراجع نفسه وإيمانه بالله تعالى، فما زال أعداء الإسلام ولن يزالوا يثيرون مثل هذه الشبه السخيفة غير أن المؤمن الصلب الإيمان يدفعه بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبكلام أهل العلم.
والله أعلم.

اقرأ المزيد...

الأربعاء، يوليو 04، 2012

فيديو:رد شبهة نبي الإسلام يأمر بحرق نخل اليهود


فيديو:رد شبهة نبي الإسلام يأمر بحرق نخل اليهود



الشيخ أكرم حسن مرسى على قناة الامة وحلقة رد شبهة :نبي الإسلام يأمر بحرق نخل اليهود (بني النضير)
اقرأ المزيد...

الأحد، مارس 04، 2012

نسف شبهة اضطجاع الرسول صلى الله عليه وسلم مع امرأة ميتة


فيديو | إفحام القس زكريا بطرس نسف شبهة اضطجاع الرسول صلى الله عليه وسلم مع امرأة ميتة - أبو عمر الباحث 

اقرأ المزيد...

الاثنين، فبراير 27، 2012

رد شبهة أن أبا بكر وعمر حاولا قتل النبي!

الرد على مَن زعم مِن الرافضة أن أبا بكر وعمر وابنتيهما حاولا قتل النبي !
يا إخوان ، أنا مسلم ، سنَّي ، ذات يوم جعلت أقلب في موقع " اليوتيوب " ، ورأيت مقاطع فيديو لأحد علماء الشيعة ، وكان حديثه عن أن عائشة هي مَن قتلت النبيَّ صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله !! - : وأن هناك ثلاث محاولات لقتل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ! من أبي بكر ، وعمر بن الخطاب ، رضوان الله عليهم عن طريق ابنتيهما حفصة ، وعائشة ، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم المحاولات الثلاثة مذكورة في أحد المنتديات الخاصة بهم على الرابط التالي : (تم حذف الرابط). وأكثر ما جعلني خائفاً هو حديث عائشة : لددنا رسولَ الله ، في معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن لدِّه ، ولكنهم لدوه ، وحينما استفاق سألهم ، أو وبخهم ، وغضب من عائشة ، وبعدها مرض النبي ، وتوفي ، فيقول الشيعة : إن عائشة سممته !! لا حول ولا قوة إلا بالله .

الجواب:
الحمد لله
أولاً:
قبل الإجابة على سؤالك أخي الفاضل لا بد من التنبه لأمرين :
1. اعلم أن الرافضة أكذب الفرق المنتسبة للإسلام ، وأن دينهم بُني على ذلك الكذب ، وأنه ليس لهم أعداء يحقدون عليهم ، ويسبونهم الليل والنهار أكثر من الصحابة رضي الله عنهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وقد اتفق أهل العلم بالنقل ، والرواية ، والإسناد ، على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب .
قال الشافعي : لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة .
وقال محمد بن سعيد الأصبهاني : سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل من لقيتَ إلا الرافضة ؛ فإنهم يضعون الحديث ، ويتخذونه ديناً .
" منهاج السنّة " ( 1 / 59 ) .
2. واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن ينظر في مواقع أهل البدع عموماً ، وأهل الرفض خصوصاً ، ولا أن يقرأ كتبهم ، إلا أن يكون متمكناً من دينه ، وعلى علم بمداخل ، ومخارج أهل الضلال .
وانظر في ذلك جواب السؤال رقم : ( 126041 ) .
ثانياً:
ما في الرابط المحال عليه في السؤال يؤكد ما قلناه من كون هذه الطائفة أكذب الفرق المنتسبة إلى الإسلام ، وقد جمعوا مع كذبهم على دين الله : حقدهم العظيم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وسبهم ، وشتمهم ، وتكفيرهم ، وقذفهم لعائشة الطاهرة رضي الله عنها ، فلا يعجب من يعلم ذلك عنهم عندما يقرأ مثل ذلك المقال المبني على الجهل ، والكذب ، والافتراء ، فقد زعم كاتبه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاول اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ، وقتله ! وأنه فشل في محاولتين ، ونجح في الثالثة ! بالاشتراك مع أبي بكر الصدِّيق ، وحفصة بنت عمر ، وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً ، والرد على هذا الزعم الضال يكون من وجوه إجمالية ، وأخرى تفصيلية .
أما الرد من الوجوه الإجمالية :
1. ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه قد توفرت فرص كثيرة للصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الخلوة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فهما وزيراه ، وصاحباه ، وقد زوجاه من ابنتيهما ، وصاحبه الصدِّيق في الهجرة من مكة إلى المدينة في رحلة استغرقت عشرة أيام ، وقد كان هذا معروفاً عند المسلمين والكفار ، ولذا فقد اختارهما الصحابة الأجلاء أمراء عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنَّى لعاقل أن يزعم أنه لم تتوفر لمثل هؤلاء الصحابة إلا فرصة أو فرصتان لقتل النبي صلى الله عليه وسلم ! بل هي فرص كثيرة ؛ فالزعم بأن أبا بكر وعمر أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم زعم باطل ، يعلم قائله أنه سيصير أضحوكة بين العالَمين بسبب قوله الخبيث هذا ، لكن لأنهم فقدوا الدين ، والعقل ، والحياء : فلم يعد يهمهم ما يقال عنهم ، وكل همهم تفريغ حقدهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، والسعي في تشويه صورتهم ، وأنَّى لعاقل يرى هؤلاء الرافضة وما فعلوه في المسلمين قتلاً وتشريداً ، وما فعله سلفهم من الكيد والمكر في أهل السنَّة ، أنَّى لعاقل أن يصدِّق ترهاتهم ، وتنطلي عليه أكاذيبهم ؟!.
2. وقد كانت الفرص لقتله صلى الله عليه وسلم من قبَل نسائه أكثر ، وخاصة عائشة رضي الله عنها ، والتي كان لها ليلتان مع النبي صلى الله عليه وسلم كل تسع ليالٍ ؛ فقد وهبتها سودة رضي الله عنها ليلتها ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان زوجاً لهن ، يختلي بهن ، وينام على فراشهن ، وكل تلك السنين لم تتوفر فرصة لهن لقتله صلى الله عليه وسلم ؟! هكذا يفكر الرافضة ، وهذه هي عقولهم التي رضوا بتأجيرها لأشياخهم الفرس ، فراحوا يعبثون بها ذات اليمين ، وذات الشمال ، وراحوا يزينون لهم الباطل لتصديقه ، والخرافة لجعلها حقيقة ، والشرك لجعله توحيداً ، والحمد لله الذي نزَّه عقول المسلمين من أن تتلوث بمثل هذه الأفكار ، وقد أكرم الله عبيده بدين مطهَّر ، وخصَّ نبيه صلى الله عليه وسلم بأشرف الناس بعد الأنبياء عليهم السلام لصحبته ، وخصَّ أطهر النساء ليكنَّ زوجاتٍ له ، وأمهات للمؤمنين ، وإن مجرد التفكير بمثل تلك الترهات التي يزعمها الرافضة يبعث على الغثيان ، فكيف أن تكون اعتقاداً ينام معها الواحد منهم ويقوم ؟! .
وأما وجوه الرد التفصيلية :
1. فقد ذكر الكاتب الرافضي ، والذي رضي لنفسه بكنية أخيه وشبيهه : " أبو لؤلؤة " ! أن أول محاولة اغتيال للنبي صلى الله عليه وسلم من قبَل عمر كانت قبل أن يُسلم ! فهل هذا الكاتب المجوسي يعي ما يقول ويكتب ؟! إذ كيف يعد نية عمر – حال شركه - قتل النبي صلى الله عليه وسلم من " محاولات اغتياله " ؟! لقد كان على دين مضاد للإسلام ، وهو لمَّا يسلم بعد ، فماذا تنتظر ممن هذا حاله ؟ لقد اجتمع المشركون على قتاله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة ، وفي أكثر من غزوة ، وهذا من الطبيعي أن يفعله من كان متلبساً بالشرك ، وله أرباب كثيرون ، مع من يدعو إلى التوحيد ، ويسفِّه تلك الأرباب والآلهة .
وهذا كله على فرض صحة القصة الواردة في مقاله ! والتي فيها خروج عمر متهددا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، والصواب المقطوع به : أنها قصة منكرة ، ليس لها إسناد صحيح سالم من علَّة ، وأنَّى للرافضة أن يكون لهم نصيب من علم التحقيق والأسانيد ؟! .
فالقصة المذكورة المشهورة في إسلام عمر بعد أن كان يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم : رواها ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 267 – 269 ) ، والدارقطني في " السنن " ( 1 / 123 ) مختصرة ، والحاكم في " المستدرك " (4/59 - 60) من طريق إسحاق بن الأزرق ، عن القاسم بن عثمان البصري ، عن أنس به .
والقاسم بن عثمان البصري هذا هو علَّة الحديث .
قال الذهبي – رحمه الله - في ترجمته - :
القاسم بن عثمان البصري ، عن أنس ، قال البخاري : له أحاديث لا يتابع عليها .
قلت : حدَّث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ ، وبقصة إسلام عمر ؛ وهي منكرة جدّاً .
 " ميزان الاعتدال " ( 3 / 375 ) .
2. والمحاولة الثانية لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعم الرافضي : حدثت بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من " تبوك " ، حيث تعرَّض له مجموعة من المنافقين ، وأرادوا قتله صلى الله عليه وسلم بإلقائه من مكانٍ عالٍ ، وقد نجَّاه الله تعالى من هذا ، وكان المكان الذي تم فيه تلك المحاولة يقال له " العقَبة " .
قال ابن الجوزي – رحمه الله - :
هذا الحديث يشكل على المبتدئين ؛ لأن أهل العقبة إذا أطلقوا : فإنما يشار بهم إلى الأنصار المبايعين له ، وليس هذا من ذاك ، وإنما هذه عقبة في طريق تبوك ، وقف فيها قوم من المنافقين ليفتكوا به .
" كشف المشكل من حديث الصحيحين " ( 1 / 257 ) .

والقصة صحيحة ، لا إشكال فيها ، لكن الرافضة الكذَبة زعموا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا من أولئك المنافقين الذين حاولوا قتله صلى الله عليه وسلم ، وهو زعم تافه ، والوقت أنفس من أن يضيع في الرد عليه ، لولا أننا نطمع بإسلام بعض من اغتر بالدين الرافضي ، ونطمع بأن نثبت قلوب عامة أهل السنَّة على الحق الذي وفقهم الله لاتباعه .
روى مسلم ( 2779 ) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ : كَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ وَبَيْنَ حُذَيْفَةَ بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللهِ ؛ كَمْ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ ؟ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ : أَخْبِرْهُ إِذْ سَأَلَكَ ، قَالَ - يعني حذيفة - : كُنَّا نُخْبَرُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْهُمْ فَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْهُمْ حَرْبٌ للهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ، وَعَذَرَ ثَلاثَةً ، قَالُوا : مَا سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا عَلِمْنَا بِمَا أَرَادَ الْقَوْمُ ، وَقَدْ كَانَ فِي حَرَّةٍ ، فَمَشَى ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَاءَ قَلِيلٌ فَلا يَسْبِقْنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ ، فَوَجَدَ قَوْمَاً قَدْ سَبَقُوهُ ، فَلَعَنَهُمْ يَوْمَئِذٍ .
انتهى
هذه خلاصة القصة ، كما رواها مسلم رحمه الله ، فهل يمكن لعاقل أن يصدِّق أن يترك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفقة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يتلثمان ، ويحاولان قتله ؟! ولماذا لم يفعلا هذا قبل ذهابهما معه لـ " تبوك " ؟ ولماذا لم يفعلا هذا أثناء خلوتهما بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عليهما يسير ؟! وقد أوحى الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأسماء أولئك ، وقد عذر منهم ثلاثة ، فكيف يكون أولئك الأجلاء منهم ولا ينبه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين منهم ؟! وكيف يثني عليهما ، ويأمر بتقديمهما ، ويرضى صحبتهما ونسبهما ؟! وكيف يبايع حذيفة رضي الله عنه ذينك الإمامين أبي بكر وعمر وهو يعلم أنهما من المنافقين ؛ بل جزم لعمر رضي الله عنه أنه ليس من المنافقين ، وقد كان عنده خبر المنافقين من النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
أسئلة كثيرة ترد إلى القلب الطاهر ، والعقل الصريح ، ولا جواب عليها إلا أن ما زُعم من الرافضة هو محض كذب ، وافتراء ، وإن عقلية المؤامرة التي يعيشون معها ، ونفسية المريض التي يحيون بها ، والعقيدة الخربة التي يعتقدونها ، كل ذلك يدفعهم إلى إنشاء مثل تلك الخرافة غير المحبوكة ، والتي يضحك منها العقلاء .
إن ناقل هذه القصة هو حذيفة رضي الله عنه ، وهو يخبر بأن من قام بتلك الفعلة الشنيعة هم " أهل العقبة " ، وأين أبو بكر وعمر منهم ؟! وكيف يفعل الرافضة في الروايات التي صرَّحت بأسماء أولئك المنافقين وليس بينهم من ذكروا من الصحابة الأجلاء ؟! .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقد ترجم الطبراني في " مسند حذيفة " تسمية أصحاب " العقبة " ، ثم روى عن علي بن عبد العزيز عن الزبير بن بكار أنه قال : هم مُعَتِّب بن قشير ، ووديعة بن ثابت ، وجد بن عبد الله بن نَبْتَل بن الحارث من بني عمرو بن عوف ، والحارث بن يزيد الطائي ، وأوس بن قَيْظِي ، والحارث بن سُوَيْد ، وسعد بن زرارة ، وقيس بن فهد ، وسويد وداعس من بني الحبلي ، وقيس بن عمرو بن سهل ، وزيد بن اللصيت ، وسلالة بن الحمام ، وهما من بني قينقاع أظهرا الإسلام .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 182 ، 183 ) .
وقد لبَّس صاحب المقال على الناس بالنقل عن " ابن حزم " رحمه الله مرتين :
الأولى : زعمه أن " الوليد بن جُميع " له رواية يذكر فيها أسماء الصحابة الذين شاركوا في مؤامرة الاغتيال تلك ، وبما أن ابن حزم يضعف هذا الرواي : فإنه يلزم قبول الرواية عند من يوثقه ، ويحسن حديثه ! .
والثانية : ذِكر كتاب ابن حزم المسمى بـ " المحلى " كأحد مصادر وجود تلك الرواية التي احتوت على أسماء أولئك الصحابة .
وهذا نص كلامه :
ابن حزم في " المحلى بالآثار " ج12 ح 2203 كتاب الحدود يقول :
" وأما حديث حذيفة : فساقط ؛ لأنه من طريق الوليد بن جميع ، وهو هالك ! ولا نراه يعلم من وضع الحديث ؛ فإنه قد روى أخباراً فيها أن أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنهم : أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وآله ، وإلقاءه من " العقبة " في " التبوك " !! " .
نرى أن ابن حزم يُسقط الحديث لوليد بن جميع ، والحال : أن وليد من رجال البخاري ، ومسلم ، وسنن أبي داود ، وصحيح ترمذي ، وسنن نسائي ، والحال : أن كثيراً من كتب الرجال صرحوا بوثاقة ! وليد بن جميع .
انتهى
والرد على ذلك من وجوه :
1. " الوليد بن جُميع " ليس من رجال البخاري ؛ إذ لم يرو له في الصحيح حديثاً واحداً ، بل روى له خارجه ، ومثله لا يقال عنه " من رجال البخاري " .
2. أخطأ ابن حزم رحمه الله في وصف الوليد بالهلاك ، وأعدل الأقوال فيه أنه " صدوق يهم " كما وصفه به الحافظ ابن حجر في التقريب .
وفي " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم ( 9 / 8 ) :
عن الإمام أحمد وأبي زرعة أنهما قال فيه : " ليس به بأس " ، وأن يحيى بن معين وثقه ، وقال أبو حاتم الرازي : " صالح الحديث " .
3. لا يُعرف في الدنيا إسناد فيه ذِكر أولئك الصحابة الأجلاء أنهم اشتركوا في محاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، وابن حزم يضعف ذلك الراوي أصلاً ، قبل هذا الحديث ، والمفهوم من كلامه رحمه الله أن وضع أسماء أولئك الصحابة كان مقحماً في إسناد الوليد الأصلي للحديث ، وأنه لا دخل له به ، ومما قاله ابن حزم رحمه الله في هذا الصدد : " ولا نراه يَعلم مَن وضع الحديث " ، فالحديث بذكر أولئك الصحابة مكذوب قطعاً على الوليد بن جُمَيع رحمه الله ، ومن هنا كان لا بدَّ من تبيه المسلمين على ما حذفه ذلك الرافضي من كلام ابن حزم رحمه الله ، فإنه قال بعدها مباشرة :
" وهذا هو الكذب الموضوع ، الذي يَلعن الله تعالى واضعَه ، فسقط التعلق به ، والحمد لله رب العالمين " .
" المحلى " ( 11 / 224 ) .
فانظر كيف دلَّس ، ولبَّس ، في نقله عن ابن حزم رحمه الله ، وهذا الدعاء الذي دعا به ابن حزم رحمه الله لا يمكن إلا أن يصيب رافضيّاً ؛ لأنهم هم الذين يكذبون مثل هذه الأكاذيب ، ويركبونها على أسانيد صحيحة ، مشهورة .
4. ولو أننا جعلنا ذِكر أسماء المنافقين الذين ذكرهم الزبير بن بكار ، والواردة أسماؤهم في رواية البيهقي في " دلائل النبوة " من الضعيف غير المقبول : فإننا نقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم استأمن حذيفة رضي الله عنه على أسمائهم ، وهو أمين سر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكاتمه ، فمِن أين عرفوا أسماء أولئك الملثمين من المنافقين الذين هموا بقتله صلى الله عليه وسلم ؟! وللإجابة على هذا السؤال كذب الرافضة فزعموا أن حذيفة رضي الله عنه أخبر بأسمائهم ! فانظر إليهم كيف جعلوا حذيفة خائناً للسر ، وليس المهم عندهم إلا تحقيق مأربهم من الطعن في أجلاء الصحابة رضي الله عنهم ، ولا يهمهم الثمن الذي يبذلونه من أجل ذلك .
قال ذلك الرافضي المجوسي في مقاله :
" وفي زمن حكم عثمان بن عفان صرَّح حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه بأسماء الذين حاولوا قتل النبي في العقبة ، وكان منها أسماء أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبا موسى الاشعري ، وأبو سفيان بن حرب ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الرحمن بن عوف .
المصدر : " المحلى " لابن حزم الأندلسي ج 11 ص 225 ، و" منتخب التواريخ " ص 63 ".
انتهى كلامه بما فيه من أخطاء نحوية وركاكة .
والرد على هذا من وجوه مختصرة :
أ. أنتم بذلك جعلتم حذيفة رضي الله خائناً لسر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن كان كذلك فهو حري أن لا يُقبل كلامه ! وقد ائتمنه النبي صلى الله عليه وسلم عموماً بكتم أسماء المنافقين ، وتحديداً أسماء هؤلاء ، فكيف تترضون عنه مع خيانته للأمانة ؟! وأما نحن فننزه حذيفة رضي الله عنه عن خيانة الأمانة ، ونجزم بأنه لم يفعل ما تفترونه عليه .
ب. أين الرواية التي فيها إخبار حذيفة بأسماء من نوى قتل النبي صلى الله عليه وسلم ؟! وما هو إسنادها ؟ .
ج. ما ذكروه هنا يؤكد ما قلناه من براءة " الوليد بن جمَيع " من الكذب ، وذِكر أسماء أولئك الأجلاء من الصحابة ، فروايته للحديث كانت خالية من الأسماء ، والرافضة قد نسبوا الإخبار بتلك الأسماء لحذيفة رضي الله عنه ! فليس توثيق الوليد يعني قبول الرواية التي فيها أسماء أولئك الصحابة – كما سبق ذِكره – فهو ليس موجوداً في إسنادها ، بل الرواية نفسها ليست موجودة أصلاً ! .
د. إحالتهم على " المحلى " من التدليس ، والتلبيس ، فابن حزم رحمه الله كذَّب الرواية التي فيها ذِكر تلك الأسماء ، وغير خافٍ على أحد عظيم كذب الرافضة .
هـ. إحالتهم على " منتخب التواريخ " ليس بنافعهم ؛ لسبيين :
الأول : الكتاب مؤلفه محمد هاشم الخراساني ، وهو رافضي خبيث ، متأخر الوفاة (ت: 1352هـ) ، فهو قريب العهد جدا من ذلك الكذاب الذي نناقشه .
الثاني : لا يقبل كلام أحد غير مسنَد ، ولو كان ثمة إسناد لنقلوه فرحين .
5. لا يلزم من مخالفة الأئمة لابن حزم في الحكم على " الوليد بن جُميع " أن تكون الرواية التي فيها أسماء : أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومن معهم : صحيحة ؛ إذ لا وجود لها أصلاً ، وإنما يلزم الأئمة قبول رواية مسلم التي فيها ذِكر الحادثة من طريق " الوليد " ، ولا نعلم أحداً من المشتغلين بالحديث يقدِّم ابن حزم على مَن ذكرنا مِن أئمة الشأن مِن أهل الحديث .
6. وعليه : فثمة أمران :
الأول : الرواية الأصلية التي في صحيح مسلم من غير ذِكر أسماء أحد من المنافقين الذين هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم : ضعيفة عند ابن حزم ؛ لضعف الوليد بن جُميع عنده ، وقد سبق أن ضعفه في حديث حذيفة وأبيه عندما عاهدوا المشركين على عدم قتالهم في " بدر " ، والحديث رواه مسلم أيضاً .
والثاني : الرواية التي فيها ذِكر أسماء من قام بتلك المحاولة ، والتي فيها ذِكر أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، وغيرهم : موضوعة ، مكذوبة موضوعة ، كما قال ابن حزم رحمه الله ! وقد دعا رحمه الله على من افتراها ، وجزم بكذبها ، وليست علة الرواية هذه وجود الوليد بن جميع ، وإنما افتراها كذاب مجهول ، وألصقها برواية الوليد ، وقد جزم ابن حزم رحمه الله بأن الوليد لا يعلم من وَضعها ، وهو الذي نجزم به .
7. والعجيب عندنا هو أنه لا توجد رواية عند الرافضة في إثبات أن أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، رضي الله عنهم حاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم في " عقبة تبوك " ، ولم يجدوا ما يتعلقوا به غير كلام ابن حزم رحمه الله ، ولنسمل عيونهم ، ونرغم أنوفهم بهذا النقل عنه ، لعلهم يكفوا عن الاستدلال بكلامه .
قال – رحمه الله - :
وأما قولهم – أي : النصارى - في دعوى الروافض تبديل القرآن : فإن الروافض ليسوا من المسلمين ! إنما هي فرَقة حدثَ أولُّها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة ، وكان مبدؤها : إجابة ممن خذله الله تعالى لدعوة مَن كاد الإسلام ، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب ، والكفر !!
وهي طوائف ، أشدهم غلوّاً : يقولون بإلهية علي بن أبي طالب ، وإلهية جماعة معه ، وأقلهم غلوّاً : يقولون إن الشمس رُدَّت على علي بن أبي طالب مرتين ، فقومٌ هذا أقل مراتبهم في الكذب : أيُستشنع منهم كذب يأتون به ؟! .
وكل مَن لم يزجره عن الكذب ديانة ، أو نزاهة نفس : أمكنه أن يكذب ما شاء ، وكل دعوى بلا برهان : فليس يَستدل بها عاقل ، سواء كانت له ، أو عليه ، ونحن إن شاء الله تعالى نأتي بالبرهان الواضح الفاضح لكذب الروافض فيما افتعلوه من ذلك .
" الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحَل " ( 2 / 65 ) ط الخانجي ، و ( 2 / 213 ) ط الجيل .
فسقط – بفضل الله – تعلق الرافضة المجوس بتلك الرواية غير الموجودة أصلاً ، وتبين للناس أن ابن حزم رحمه الله يجزم بكذبها ، فما نراه في مواقع الرافضة من تعلقهم بكلام ابن حزم رحمه الله قد تبين لهم وجهه ، وأنه لا يفيدهم في إثبات دعواهم ، والحمد لله رب العالمين .

ثالثاً:
أما المحاولة الثالثة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي نجحت بزعم الرافضة : فهي زعمهم أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما قد وضعتا السم في فم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه مات نتيجة لذلك ! وأن ذلك الفعل منهما كان بتحريض أبويهما : أبي بكر وعمر ، رضي الله عنهما .
وكان مما قاله ذلك الأفاك الأثيم :
" وهذه الروايات الموثقة في كتب الحديث عند أهل السنة تكشف أن هناك مؤامرة كبرى دبرها المخططون لقلب النظام الإسلامي ، والسيطرة على دفة الحكم ، وذلك لاغتيال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وتجريعه سمّاً على أنه دواء للشرب ! " .
انتهى
وقال :
" والأرجح ! أنَّ من نفذ هذه العملية هي عائشة وحفصة ! زوجتا النبي صلى الله عليه وآله ، وبتخطيط من عمر بن الخطاب ، وأبي بكر ، وأمرٍ منهما ؛ حيث إن المستفيد الأكبر : هما ، وهما اللذان تحققت أهدافهما ، ومصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه وآله " .
انتهى
وهذا نص الرواية ، وكلام العلماء فيها ، وأوجه الرد على الرافضة في زعمهم الكاذب :
عن عَائِشَة قالت : لَدَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ، وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا ( لَا تَلُدُّونِي ) ، فَقُلْنَا : كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ بِالدَّوَاءِ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : ( أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي ) ، قُلْنَا : كَرَاهِيَةٌ لِلدَّوَاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ،  إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ ) .
رواه البخاري ( 6501 ) ومسلم ( 2213 ) .
وعن أَبي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ : أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَتَشَاوَرَ نِسَاؤُهُ فِي لَدِّهِ ، فَلَدُّوهُ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : ( مَا هَذَا ؟ ) ، فَقُلْنَا : هَذَا فِعْلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ - وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِيهِنَّ قَالُوا : كُنَّا نَتَّهِمُ فِيكَ ذَاتَ الْجَنْبِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( إِنَّ ذَلِكَ لَدَاءٌ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيَقْرَفُنِي بِهِ ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا الْتَدَّ ، إِلَّا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَعْنِي : الْعَبَّاسَ - ) .
قَالَ : فَلَقَدْ الْتَدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ ، وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ ، لِعَزْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه أحمد ( 45 / 460 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 3339 ) .
اللّدود : هو الدواء الذي يُصب في أحد جانبي فم المريض ، أو يُدخل فيه بأصبع وغيرها ويحنك به ، وأما الوُجور : فهو إدخال الدواء في وسط الفم ، والسُّعوط : إدخاله عن طريق الأنف .
وذات الجنب : ورمٌ حار يَعْرِضُ فى نواحى الجَنب فى الغشاء المستبطن للأضلاع .
ويلزم ذاتَ الجنب الحقيقى خمسةُ أعراض ، وهى : الحُمَّى ، والسعال ، والوجع الناخس ، وضيق النَّفَس ، والنبضُ المنشاري .
ينظر: " زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 4 / 81 – 83 ) .

ولنا مع هاتين الروايتين وقفات :
1. إن مَن نقل هذه الحادثة للعالَم هو عائشة رضي الله عنها ! فكيف تنقل للناس قتلها لنبيها ، وزوجها ، وحبيبها ، صلى اله عليه وسلم ؟! وكذلك روت الحادثةَ أم سلمة ، وأسماء بنت عُمَيس ، رضي الله عنهما ، وكل أولئك متهمات في دينهن عند الرافضة ، ومشاركات في قتله صلى الله عليه وسلم ! ومع ذلك قبلوا روايتهن لهذا الحديث ؛ فاعجبوا أيها العقلاء !
2. كيف عرف الرافضة المجوس مكونات الدواء الذي وضعته عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟! .
3. النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يوضع الدواء نفسه في فم كل من كان في الغرفة ، إلا العباس رضي الله عنه ، فلماذا مات هو صلى الله عليه وسلم منه ، ولم يموتوا هم ؟! .
4. لماذا لم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمَّه العباس رضي الله عنه بما فعلوه من وضع السم في فمه صلى الله عليه وسلم حتى يقتص ممن قتله ؟! إذا قلتم أخبره : فأين الدليل على إخباره ، وإن قلتم : لم يخبره : فكيف علمتم أنه سمٌّ وليس دواء ، والعباس نفسه لم يعلم ؟! .
5. السم الذي وضعته اليهودية في الطعام الذي قُدِّم للنبي صلى الله عليه وسلم كُشف أمره من الله تعالى ، وأخبرت الشاةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنها مسمومة ، فلماذا لم يحصل معه صلى الله عليه وسلم الأمر نفسه في السمّ ! الذي وضعته عائشة في فمه ؟! .
6. لم يُعط الدواء للنبي صلى الله عليه وسلم من غير علَّة ، بل أعطيه من مرضٍ ألمَّ به .
7. لم يُعط النبي صلى الله عليه وسلم الدواء إلا بعد أن تشاور نساؤه رضي الله عنهن في ذلك الإعطاء .
8. لا ننكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مات بأثر السم ! لكن أي سم هذا ؟ إنه السم الذي وضعته اليهودية للنبي صلى الله عليه وسلم في طعام دعته لأكله عندها ، وقد لفظ صلى الله عليه وسلم اللقمة ؛ لإخبار الله تعالى بوجود السم في الطعام ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيامه أنه يجد أثر تلك اللقمة على بدنه ، ومن هنا قال من قال من سلف هذه الأمة إن الله تعالى جمع له بين النبوة والشهادة .
والعجيب أن بعض الرافضة يُنكرون هذه الرواية ، ويبرؤون اليهود من تلك الفعلة الدنيئة ، مع تواتر الرواية ، وصحة أسانيدها ، ومع إخبار الله تعالى أن اليهود يقتلون النبيين ، ومع ذلك برأتهم الرافضة ! وغير خاف على مطلع سبب ذلك الدفاع عن اليهود من قبَل الرافضة ، وما ذاك إلا لأن مؤسس هذا المذهب هو " عبد الله بن سبأ " اليهودي ! فصار من الطبيعي أن يُبرَّأ اليهود مع صحة الرواية ، وتلصق التهمة بأجلاء الصحابة مع عدم وجود مستند صحيح ، ولا ضعيف ! .
9. من الواضح في الرواية أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لم يفهمن من نهي النبي صلى الله عليه وسلم بعدم لدِّه أنه نهي شرعي ، بل فهموا أنه من كراهية المريض للدواء ، وفهمهم هذا ليس بمستنكر في الظاهر ، وقد صرَّحوا بهذا ، وإن لم يكن لهم عذر عند النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الأصل هو الاستجابة لأمره صلى الله عليه وسلم ، قد أخطؤوا في تشخيص دائه صلى الله عليه وسلم ، لذا فقد ناولوه دواء لا يناسب علته .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
وإنما أنكر التداوى لأنه كان غير ملائم لدائه ؛ لأنهم ظنوا أن به " ذات الجنب " ، فداووه بما يلائمها ، ولم يكن به ذلك ، كما هو ظاهر في سياق الخبر ، كما ترى .
" فتح الباري " ( 8 / 147 ، 148 ) .
10. وهل اقتص منهم صلى الله عليه وسلم ، أم أراد تأديبهم ؟ الظاهر أن ما فعله صلى الله عليه وسلم من إلزامهم بتناول ذلك اللدود أنه من باب التأديب ، ومما يدل على أنه ليس من باب القصاص : أنه لم يلزمهم بالكمية نفسها التي وضعوها له .
قال أبو جعفر الطحاوي – رحمه الله -
فإن قال قائل : فهل كان ما أمر أن يُفعل قصاصاً ممن أمر أن يفعل ذلك به مما فعلوه به ؟ قيل له : قد يحتمل أن يكون ذلك كان منه على العقوبة ، والتأديب , حتى لا يَعُدن إلى مثله , ومما يدل على أن ذلك ليس على القصاص : أنه لم يَأمر أن يُلدُّوا بمقدار ما لَدُّوه به من الدواء ؛ لأنه لو كان قصاصاً : لأمر أن يُلدوا بمقدار ما لَدوه به ، لا بأكثر منه .
" شرح مشكل الآثار " ( 5 / 198 ) .
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم ؛ لئلا يعودوا ، فكان ذلك تأديباً ، لا قصاصاً ، ولا انتقاماً .
" فتح الباري " ( 8 / 147 ) .
11. الاشتباه بنوع مرضه صلى الله عليه وسلم : محتمل ؛ لأن كلاًّ منهما – أي : ما كان فيه صلى الله عليه وسلم من مرض ، وما ظنوه – له الاسم نفسه ، فكلاهما يُطلق عليه " ذات الجنب " ، وكلاهما له مكان الألم نفسه ، وهو " الجنب " .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
وذاتُ الجنب عند الأطباء نوعان : حقيقي ، وغيرُ حقيقي ، فالحقيقي : ورمٌ حار يَعْرِضُ في نواحي الجَنب ، في الغشاء المستبطن للأضلاع ، وغير الحقيقي : ألم يُشبهه يَعْرِضُ في نواحي الجنبِ ، عن رياح غليظة ، مؤذيةٍ ، تحتقِن بين الصِّفاقات – وهي الأغشية التي تغلف أعضاء البطن - ، فتُحْدِث وجعاً قريباً من وجع ذات الجنب الحقيقي ، إلا أن الوجعَ فى هذا القسم ممدودٌ ، وفي الحقيقي ناخسٌ .
وقال :
والعلاج الموجود في الحديث : ليس هو لهذا القسم ، لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة ، فإنَّ القُسْطَ البحري - وهو العود الهندى على ما جاء مفسَّراً فى أحاديث أُخَر - صِنفٌ من القُسْط ، إذا دُقَّ دقاً ناعماً ، وخُلِط بالزيت المسخن ، ودُلِكَ به مكانُ الريح المذكور ، أو لُعِق : كان دواءً موافقاً لذلك ، نافعاً له ، محلِّلاً لمادته ، مُذْهِباً لها ، مقويّاً للأعضاء الباطنة ، مفتِّحاً للسُّدد ، والعودُ المذكور فى منافعه كذلك .
" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 4 / 81 ، 82 ) .
فهنَّ رضي الله عنهن اعتقدن أن مرضه صلى الله عليه وسلم هو الأول الحقيقي ، وهو الذي استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتليه الله به ، وقد ناولوه دواء المرض الآخر ، وكان الدواء هو " القُسط الهندي " وقد دقوه وخلطوه بزيت – كما في رواية الطبراني - ، وهو مفيد لمن تناوله حتى لو لم يكن به مرض ، لذا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم كل من شارك في إعطائه له ، ومن رضي به : أمر أن يلد به ! ولو كان فيه ضرر لم يكن ليأمر بذلك صلى الله عليه وسلم .
12. ليس في الروايتين – ولا في غيرها – ذِكرٌ لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وإنما الذي تشاور في الأمر هم نساؤه رضي الله عنهن ، ولا فيهما أن عائشة وحفصة استشارتا أبويهما في ذلك التصرف .

وبما سبق يتبين – بفضل الله وتوفيقه – عدم ثبوت أيٍّ من مزاعم ذلك الرافضي ، ومثله ما زعمه من سمِّي " نجاح الطائي " في كتابه الهالك " هل اغتيل النبي محمَّد " .
ولقد تبين لنا ، كلما رددنا على الرافضة شبهة من شبهاتهم ، ضحالة تفكيرهم ، وسوء معتقدهم ، كما تبين لنا قوة أهل السنَّة في حجتهم ، وصحة أدلتهم ، واستدلالاتهم ، وهي نعمة عظيمة منَّ الله بها أن أخرجنا من الظلمات إلى النور ، وأن رزقنا منهجاً سليماً ، وطريقاً مستقيماً ، وأبان لنا المحجة ، وأنار لنا الدرب ، فلا يزيغ عن الطريق بعد ذلك إلا هالك .
والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب
اقرأ المزيد...
youtube الخلاصات RSS