يروى أن الثعلب حاول أن يصل إلى العنب فعجز، فقال: الحمد لله الذي أنجاني من الحرام! وفي لفظ أنه قال: هذا عنب حامض ولو صعدت إليه لوجدته غير ناضج، فتركه إذاً لعدم صلاحيته. وهكذا زويمر ومن معه لما عجزوا في فترة من الفترات عن الحصول عن أعداد كافية من المسلمين المتنصّرين طمأن قومه بأن ليس المقصود تنصريهم إنما المقصود إخراجهم من دينهم وهذا حصل على نطاق كبير، فهذا يكفينا (يقول)، ولا شك أن هذا هو بعض أهدافهم. ومن أهدافهم أيضاً التشكيك في بعض أحكام الإسلام، وهذا يعملونه على نطاق واسع خاصتة لدى القراء من المثقفين وأنصاف وأرباع المثقفين. ومن أبرز القضايا قضية الرق، وقضية الجهاد، وقضية تعدد الزوجات، فهذا الثلاثي لا تجد منصراً في الدنيا يتكلم عن الإسلام إلا ويبرز هذه الأمور الثلاثة، ويحاول أن يشكك المسلمين في دينهم من خلالها.
ومن أهدافهم الهيمنة على البلاد التي يكون لهم فيها وجود يذكر، بحيث يحاولون أن يرفعوا النصارى أو المتنصرين أو المتعاطفين معهم أيضاً إلى مواقع حساسة سواءً في الجيش والعسكر، أو في الإعلام، أو في التعليم، أو في المناصب السياسية، أو غيرها.. وليس سراً أن عدداً من البلاد الإسلامية أصبحت في قبضة النصارى بسبب وصول بعض عملاءهم إلى السلطة، بل ليس سراً أن أكبر بلد إسلامي في العالم؛ إندونيسيا -190000000- أكثر من 90 % منهم في الأصل مسلمين، هذا البلد يتعرض اليوم لحملة تنصيرية بلغ من وقاحتها وضراوتها أنهم يعدون رجل مسئولاً الآن عن العسكر وعن الأمن ليدخل في معركة الرئاسة (رئاسة الدولة). أي أن من الممكن أن يتولى رئاسة هذه الدولة رجل نصراني! لا تستغرب، ففي هذا البلد ذاته 190000000 عطلتهم يوم الأحد، ولا أحد يعترض هناك.
كل وسيلة شريفة أو دنيئة فهي مباحة عندهم، فالغاية تبرر الوسيلة، ومتى كان للنصارى عهد أو عقد أو ميثاق؟!
خاصة بعدما كفروا برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتركوا دينه، وأصرّوا على الكفر. فمن وسائلهم:
أولاً: الخدمات الإنسانية، هم يقولون التبشير، السلام، الديموقراطية، الإنسانية.. فالخدمات الإنسانية مثل: الإغاثة، والطب، والمساعدات من أهم ما يتوسلون ويتوصلون به. فهم يحملون الإنجيل بيد والعلاج باليد الأخرى، بل إن الكوارث التي تقع في البلاد الإسلامية هي فرصتهم السانحة، يفرحون بها، لأنهم من خلالها يلتقطون ما يريدون، ويضعون الحب ليصطادوا به..
منظمة الصليب الأحمر الدولية مثلاً: منظمة إغاثية عالمية كبرى، حتى بعض إغاثات المسلمين التي تؤخذ من جيوبهم بالقرش والريال تقوم أحياناً منظمة الصليب الأحمر الدولي بتوزيعها على مسلمين آخرين في بلادهم. في بنغلادش مثلاً قامت منظمة الصليب الأحمر بتوزيع بعض الإعانات -التي دفعتها دول إسلامية- على المسلمين هناك ليتنصروا بها، من ضحايا الفيضانات وغيرها. وهذه وصمة عار تلحق المسلمين. نعم، ووصمة عار أيضاً تلحق النصارى أنهم يستغلون ضعف الإنسان وحاجة الإنسان وفقر الإنسان من أجل الضغط عليه لتغيير دينه. وقد دافع الدكتور بيتر مكوليا عن ردة الفعل التي توجد لدي المسلمين (يسميهم "الجيران") من الاستغلال النصراني للكوارث من أجل ذبح نصارى جدد، وقال لهم: "أبداً نحن أولاً دوافعنا للمساعدة دوافع إنسانية، فنحن نلبي نداء المسيح الذي أمرنا أن نمسح على جراح المجروحين".
ثانياً: قال: "نحن نعالج الحاجات كلها، الحاجات الظاهرة والباطنة، فنعالج الفقير بالطعام، والمريض بالغذاء، والعاري بالكساء، وأيضاً نعالج الضال بالهداية التي نعطيها له من الكتاب المقدس" (يعني الإنجيل!). وقال: الشفاء نوعان: "شفاء طبيعي، وشفاء فوق طبيعي، فنحن نقدم لهم بيد الشفاء الطبيعي بالقارورة، ونقدم لهم باليد الأخرى الشفاء فوق الطبيعي وهو الدعوة إلى النصرانية". وليس خافياً عليكم أن الأمم المتحدة بمنظماتها، والبنك الدولي، مثلاً منظمة الصحة العالمية الصليب الأحمر، اليونسكو، وغيرها، هي وسائل بيد مجلس الكنائس العالمي وعملائه المغروسين في أنحاء العالم.
الوسيلة الثانية: التخريب الأخلاقي، فالكنسية تدار فيها الخمور، وتقام فيها علب الليل، وحفلات الرقص الماجن للمراهقين والمراهقات من أجل استهواء الشباب وجلبهم إلى النصرانية خاصة إن كانوا من شباب المسلمين. ومن الطريف، ذكرت لجنة مسلمي أفريقيا أن منصراً أقام في النيجر مسجداً. يقولون: ذهبنا ورأيناه بعيوننا فتعجبنا فوجدنا أنه أقام بجوار المسجد مرقصاً وملهى! فصار يأتي الشباب -الذين هم يصلون أصلاً- فإذا اجتمعوا في هذا المسجد تحدث إليهم وأخذهم إلى المرقص والملهى، ويسر لهم أسباب الفساد. يقولون: حاولنا أن نقف دونه لكن عبثاً نحاول لأن قوانين البلد تسمح بإقامة المراقص والملاهي ولو بجوار المساجد، والله المستعان.
وآخر -منصر فرنسي- أقام في بلد مجاور مسجداً، يقول: تعجبنا وذهبنا ورأيناه، فقال لنا المسلمون: بنى لنا هذا المسجد القس فلان، فقلنا: عجيب قس يبني مسجداً؟! قالوا: نعم وأكثر من ذلك، وبنى لأطفالنا مدرستاً بجوار المسجد يدرس فيها أولادنا، يقولون: فذهبنا إلى المدرسة فوجدنا الأطفال ولم نجد القس ومن معه ممن يدرسون الأطفال، فسألنا الأطفال سؤالاً: من ربك؟ وطلبنا أن يقوموا على السبورة ليكتبوا، يقول: فقام أحدهم وقال: الله هو المسيح! هذا من أولاد المسلمين، إذن النصارى يحملون معهم جراثيم الانحلال المتوارث حيث حلوا وحيث رحلوا، وما أخبار البيئات التي يكثرون فيها هنا في هذه البلاد عنا ببعيد، فما نسمعه وتسمعونه من أخبار أرامكو مثلاً حيث الاحتفالات الراقصة، وحيث الاختلاط، وحيث الزينة، وحيث التبرج، وحيث قيادة النساء للسيارة، وحيث الفساد، وحيث ألوان المخالفات الشرعية، هي نموذج لذلك.
الوسيلة الثالثة: توزيع الكتب والكتيبات بشتى اللغات، وبشتى الأساليب، وفي شتى الموضوعات، مع تعمّد دس التشويه والكذب في مثل هذه الدراسات والكتب والمقالات، وعندي من ذلك مئات أرجو أن أذكر منها شيء في المستقبل لكن يكفي أن تعلم أنهم طبعوا في العام المنصرم ثمان وثمانين ألف وستمائة كتاب، أنا متأكد أن أكثركم فوجئوا، قال: رقم قليل، ثمان وثمانين ألف وستمائة "بسيطة"..
لا، هذه ثمان وثمانين ألف وستمائة عنوان، يعني كتب جديدة، لكن من كل كتاب منها يطبع مئات الألوف من النسخ. فثمان وثمانين ألف وستمائة كتاب أضربها في مئة ألف أيضاً لأن كل واحد من هذه الثمان وثمانين ألف عنوان يطبع منه أحياناً مئات الآلاف من النسخ وتوزع بالمجان. هذا فضلاً عن أنه طبع في العام الماضي فقط ثلاث وخمسين مليون نسخة من الإنجيل غالبها يوزع على المسلمين، بل قبل سنتين وأثناء أزمة الخليج طبعت مؤسسة فرانكلين من الإنجيل أكثر من سبعمائة ألف نسخة مخصصة للخليج العربي، وقد وصلني منها نصيب لا بأس به. فضلاً عن الكتب والكتيبات، والنشرات المطويات الصغيرة التي تتعجب منها، كل الأحجام التي تتصورها وكل المقاسات، فضلاً عن التقاويم (الزرنامات) وفي كل يوم تجد التقويم مرصع بآية من الإنجيل مكتوبة بخط جميل وملونة وزهور، وأشياء حقيقةً تلفت الانتباه وتشد الذهن، ويتعجب الإنسان! ملصقات ممكن تلصق على السيارة أو على الباب، أو في المدخل، أو في البيت، أو على المكتب..
كروت التهاني مثلاً بالأعياد: أعياد الميلاد، الكرسمس، عيد رأس السنة، عيد القيامة، إلى غير ذلك من أعيادهم، وبخطوط جميلة وألوان وصور عارية أحياناً، وصور يزعمون أنها لمريم أو لعيسى أو فيها آيات من الإنجيل، إلى غير ذلك. فضلاً عن نشر الصلبان في كل مجال وفي كل ميدان: في الملابس، في السيارات، في الأواني، في الذهب، في كل شيء لو تأملت تكاد تجد صليباً موضوعاً على عمد. دعك من الوسوسات والتخيلات والأوهام، الصلبان التي تلوح وتلمع ولا يمكن تجاهلها، لا تكاد تجد شيئاً صدر منهم إلا وتجد فيه صليباً -ظاهراً أو خفياً- أو صورة عارية، أو صورة للعذراء كما يزعمون، أو صورة لعيسى، أو صورة للإنجيل، أو غير ذلك. بل إن منشوراتهم ومطوياتهم وصلت إلى المساجد، وإلى البيوت، وإلى المدارس. ولعل من الطريف أنه أرسل لي أحد الأخوة -جزاه الله تعالى كل خير- من ينبع أوراق جاءت من الإنجيل، تصوروا كيف جاءت هذه الأوراق؟! جاءت مع الفواكه التي تباع، مع كراتين الشمام، كراتين التفاح، كراتين البرتقال، تجد أنها فوقها وتحتها وعن يمنها ويسارها أوراق من الإنجيل يقصدون بها أن تصل إلى المسلمين، والكل يتذكرون تلك المطويات التي وصلت إلى معظم البيوت، مثل مطوية: "شهادة القرآن"، التي أجزم أنه وزع منها هنا ملايين، وهي عندي من أخطر ما يكون لأنها تشكك المسلم المغفل أو البسيط -ضعيف الثقافة- بأن القرآن يعترف بأن الإنجيل غير محرف، هذه خلاصة النشرة، ومثلها نشرة أخرى: "عندما تقابل الله"، نشرت في كل مكان، والثالثة: "صلاة الأسرار المقدسة"، وهي أيضاً نشرت على نطاق واسع.
من الوسائل أيضاً: المجلات، والدوريات، والصحف، عدد الصحف التي تخدم التنصير -المخصصة لهذا الغرض- أربع وعشرين ألف وتسعمائة مجلة ودورية، هذه إحصائية العام الماضي1991، يطبع من العدد الواحد أحياناً ملايين ويوزع بالمجان، ويرسل بالبريد لمن يريد، والرقيب على هذه المطويات والمنشورات في صدد! من وسائلهم: الإعلام المرئي، والمقروء، والمسموع؛ مثلاً: الإنجيل كله فرغوه على أشرطة كاسيت، أشرطة وعظية: فيها وعظ وكلمات من الإنجيل، وموسيقى دينية -كما يقولون-، وترانيم دينية، وابتهالات، وكلمات، استمعت إلى بعض هذه الأشرطة، بعضها معد خصيصاً للمسلمين، فتجد: كلمات، دعاء وابتهال ربما يسمعه الإنسان من أوله إلى آخره أحياناً لا يكتشف أنها تنصيرية! لأنها تقوم بالتمهيد لدعوة التنصير. منظمة في أفريقيا اسمها: "منظمة آر بي أم" قامت بخمسين تحويل من الإنجيل إلى الأشرطة، يعني خمسين إصدار -كما يقال-، وتقول هذه المنظمة: "يجب أن تتوفر في جميع الترجمات بكل اللغات للإنجيل بصورة أشرطة صوتية في نهاية عام ألفين للميلاد ( بعد نحو ثمان سنوات )، والعجيب أن هذه الأشرطة تصل حتى للفقراء الذين لا يجدون لقمة العيش في المخيمات! حدثني طبيب سعودي ثقة من الأخوة الطيبين، يقول: رأيناهم في بعض المخيمات إذا كان هناك كهرباء أهدوا للمسلم جهاز تسجيل على الكهرباء، وإذا لم يوجد أعطوه جهاز تسجيل ومعه البطاريات، فإذا لم يتمكن من هذا ولا ذاك أعطوه جهاز تسجيل يشتغل بالهندل، حتى يستمع إلى مضمون هذه الأشرطة.. أين الذين يحاربون الشريط الإسلامي؟! وكأن خصمهم الوحيد هو الشريط الإسلامي! ومثل الأشرطة الإذاعات -وسأذكر إحصائية الإذاعات بعد قليل-، لكن من أشهر الإذاعات وخاصة التي تتكلم بالعربية: صوت الغفران، حول العالم، نداء الرجاء؛ وهذه كلها تذاع من ألمانيا، دار الهداية من سويسرا، صوت الحق من لبنان، ثلستار من زائير، زيون من إندونيسيا، كلمة الحق، نور على نور مرسيليا. لاحظ الأسماء! المسلم العادي لا ينتبه أحياناً. عندهم برامج في الإذاعة اسمها: الله أكبر ، يقدمه الشيخ عبد الله!
المسلم في أدغال أفريقيا ماذا يدريه أن هذا برنامج تنصيري؟! البث في هذه الإذاعات متبادل على مدى عشرين ساعة، منسق بين جميع هذه الإذاعات، بحيث أنها لا تبث في وقت واحد، بل تتوقف هذه لتبث تلك مما يدل على التنسيق. وتبث هذه الإذاعات بأكثر من ثمانين لغة، ولها صناديق بريد في العواصم العربية وغيرها، وتستخدم المراسلة والمطبوعات وغيرها للتواصل مع مستمعيها، ليست تقول كلمة وتمشي..
لا، هناك برامج مخصصة للمستمعين: رسائلهم، بريد لهم يذاع باستمرار. ثم من الإذاعة يراسلونهم، وينقلون أسماء الذين يتصلون بالإذاعة إلى محطات التنصير في العالم لتتم مراسلتهم من تلك المراكز. ومن ذلك أشرطة الفيديو والتلفزة، وقد أغرقوا الأسواق بالأفلام التنصيرية المحضة في مصر وفي غيرها، فضلاً من أن معظم الأفلام التي تصدر من عدنهم فيها لوثات تنصيرية، حتى لو كانت بعيدة عن التنصير تجد أن فكرة الصلب أو فكرة الفداء أو الكلمات النصرانية تأتي على كلمات أبطال تلك المسرحيات وغيرها. ومن الطرائف والعجائب -وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء- أن مصر وصلها أشرطة عديدة تنصيرية منها شريط يتناول سورة البقرة، وفي مطلع هذا الشريط صوت خوار كخوار البقرة، ومغلف بآيات من سورة البقرة، وفي أثناءه كلام لا يمد إلى الدين بصلة، ليس فيه إلا السخرية والبذاءة والاستهزاء بالقرآن وبسورة البقرة. طبعاً صودر هذا الشريط، ولكن عام 89 ميلادي تم تنسيق بين تلفزيون مصر وبين الفاتيكان من أجل إعداد وإخراج معاني القرآن الكريم من خلال ما يسمى بالرسوم المتحركة التي تخاطب الأطفال غالباً، والخبر نشر في جريدة المسلون بقلم أحد الكتاب المصريين. رسوم متحركة يعدها الفاتيكان لتفسير القرآن تقدم لمصر، وتقدم للعالم الإسلامي من خلال البث الفضائي المصري الموجه إلى العالم الإسلامي. وهذا تمهيد للبث التلفازي التنصيري الذي سوف يتم عبر الأقمار الاصطناعية، وهذه خطة أعدها الفاتيكان لعام ألفين، ويرغب ويرجو ويأمل أنه خلال ذلك العام يكون قد غطى العالم كله ببث تنصيري من خلال الأقمار الصناعية. وليس سراً أن بابا الفاتيكان ألقى خطاب قبل أشهر بسبعين لغة منها العربية، والتقط هذا الخطاب في أنحاء العالم، ولا أذيع سراً إذا قلت: هذا الخطاب الذي ألقاه بابا الفاتيكان التقط في (الجزيرة)، حيث كان جهاز الاستقبال في المستشفى التخصصي ينقل محطة روسيا والسي أن أن آنذاك، ونقل بعض البرامج التنصيرية، ونقل خطاب البابا إلى العالم. هناك مؤسسة اسمها: "إعلام الشرق الأوسط" تقوم بالتعاون مع ست هيئات نصرانية بإنتاج برامج مشتركة، وتقول هذه المؤسسة في إحدى منشوراتها: "بالرغم من عدم سيطرة المسيحيين على برامج التلفزيون -أنا أنقل كلامها- في الشرق الأوسط إلا أن الأمور تسير بسرعة" وقدام بسرعة علامة تعجب، يعني الأمور على ما يرام ولو ما سيطرنا لكن الأمور بأيدينا. ثم تقول: "إن البث المباشر عن طريق الأقمار الصناعية يتدفق تدفقاً، ويلاحظ أن أعداداً كبيرة قد اشترت فعلاً الأجهزة الخاصة بالتقاط برامج البث المباشر بالرغم من فقر الكثيرين منهم".
سادساً (من وسائلهم): الرياضة، وقبل سنوات نشرت صحف سعودية منها جريدة "اليوم" كلاماً يدل على اكتشاف خطة تنصيرية لاستغلال مباراة كأس العالم لبث التنصير وتوزيع الكتب والأشرطة والنشرات، يقوم وراءها الفاتيكان، هذا وهي كانت أقيمت في السعودية، فكيف إذا كانت في بلد آخر من البلاد التي تعتبر مفتوحة للدعوة النصرانية؟! ومثله كل الألعاب والدورات الأولمبية التي تقام في العالم تستخدم التنصير، ومن آخرها ما يسمى بدورة "برشلونا" -والشباب يتابعون، لكن الكثير يمكن أول مرة يسمع هذا الكلام- ومعرض أشبيليا، هذه الدورة وهذا المعرض عندي وثائق على أنه هناك خطة أن يتولى النصارى العرب الاتصال والتنصير فردياً هناك، وتوزيع النشرات والأفلام، وعناوين المؤسسات التنصيرية في العالم على الحضور وعلى المسافرين إليها.
الوسيلة السابعة: العمل الاجتماعي في مجال المرأة، وفي مجال المجتمع، وفي مجال حل المشكلات، فمن ذلك -مثلاً- منظمة فيليبينية تنصيرية اسمها "منظمة شادي"، وكلمة شادي عندهم بلغتهم معناها: الرب، هذه المنظمة تهتم بشكل خاص بالمرضى والمعوقين وأصحاب المشكلات النفسية والذين يواجهون صعوبات في حياتهم، والغريب في الأمر أن هذه المنظمة لها نشرة اسمها "شادي" -وعندي أعداد من هذه النشرة-، أحد الأعداد نشرت فيه أربعة عناوين لمندوبي هذه المنظمات، وجدنا أن عنوانين منها في داخل الجزيرة، أحدها في بريدة (في المدينة الصناعية أدوان طبال، وصندوق البريد لمندوب هذه المنظمة). ويدخل لعمل الاجتماعي الذي يهدف إلى نشر النصرانية: العمل على تحديد النسل، صحيح هم يحاولون تنصير النسل، لكن أيضاً بودهم أن لا يوجد أصلاً مسلم على الأرض يحتاج إلى التنصير، وقد دفعت -هذه معلومات مؤكدة- أمريكا لمصر معونات ضخمة بشرط أن تستخدم في تحديد النسل! فضلاً عن هبات، ومعونات، ومعدات، وأجهزة أرسلت إلى كليات الطب في مصر، حتى كلية الطب في الأزهر ذاته -تتعلق بموضوع الإجهاض، وإمكانية إسقاط الأطفال من أرحام الحوامل. هذه الأخبار نشرتها عدة صحف منها جريدة المسلمون في العدد 275.
ومن ذلك أن مجلس الكنائس العالمي -وهو ربما أعلى سلطة مسؤولة عن التنصير- حشد الآلاف من المربيات -كما يقول رئيس إرسالية التنصير في الشرق الأوسط-: "إن مجلس الكنائس العالمي أرسل الآلاف من المربيات والخادمات والممرضات والأطباء والمهندسين لدعم خطة لتنصير المسلمين عام ألفين". هم مصرون على أن يتحول المسلمون عام ألفين إلى نصارى، ولذلك استخدموا حتى: المربيات، والخادمات، والممرضات، والأطباء، والمهندسين. ويقول هذا المسؤول: "إن هؤلاء الذين أرسلوا قد اتخذوا الوسائل والأسباب التي تمهد لهم التوغل في جزيرة العرب!
ثامناً (من الوسائل): المراسلات وهي من أخطر ما يكون، وأنجح الوسائل لسهولتها وحصولها في الغالب وإمكانية تداولها، وأنا أعجب من البريد في العالم العربي! الذي يلاحق رسائل الخير، والدعوة إلى الإسلام، والرسائل الموجهة إلى العلماء والدعاة، ويصادرها أحياناً، ويكشفها أحياناً أخرى، وتفوت منه القليل، أما رسائل النصارى فتأتي ليست على استحياء! رأيت بعيني طرداً بريدياً ضخماً في داخله نسخ من الإنجيل وأوراق ومجلات وأشياء كثيرة، مبعوثة من النصارى إلى مواطن عربي في بلد ما! الإذاعات التنصيرية لها برامج للتعليم بالمراسلة وهي برامج مجانية، وهي تعقد الصدقات، وترسل الكتب، والأشرطة، والمجلات، مجاناً إلى من يريد، كل ما يهمهم هو الحصول على عنوانك ثم بعد ذلك نم فسوف يأتيك كل شيء!
مثال: جمعية " طريق الحياة" في لبنان -للتنصير بالمراسلة- ترسل كتب وكتيبات وأشرطة وغير ذلك، بل وتمنح شهادات للخريجين وعندي نماذج من الأسئلة، ونماذج من الاختبار، ونماذج من هذه الشهادات. بل حتى ترسل لمن لم يطلب! بمجرد التعرف على عنوانه. وقد اكتشفت أن مجلة "الوطن العربي" -وهي وكر من أوكار النصارى في فرنسا، ومع الأسف أنها عملية لبعض الأنظمة العربية أيضاً، واتخذت هذا ذريعة لضرب الإسلام والمسلمين، والنيل من الدعاة بطريقة مهينة- مجلة تنصيرية وهي عندها ركن للتعارف، ويبدوا أن هناك تعاون بينها وبين المنظمات التنصيرية، فهي ترسل ركن للتعارف لتقوم بمراسلة الشباب والفتيات الذين يعلنون وينشرون أسمائهم وعناوينهم هناك. كذلك هناك المسابقات الثقافية التي تعد على كتب، أو من خلال الإذاعة، أو من خلال بعض البرامج، ويرصد لها جوائز ضخمة وتكون وسيلة للاتصال بين المؤسسات التنصيرية وبين القراء. وكذلك بعض السفارات تقوم بالعمل نفسه، وعندي نماذج من طرود تبعث بها السفارات وترسلها إلى المواطنين في كل مكان بحجة الدعوة إلى الترفيه أو السياحة أو التعريف ببلد ما، وهي تحمل في داخلها دعوة إلى التنصير.
بعض المنصرين يكتب لك: إذا لم يصلك خلال عشرين يوماً فأرجو إشعارنا بالبريد لنقوم ببعث طردٍ آخر، مع العلم أننا سوف نرد حالاً على جميع رسائلك. في أحد المرات طلب منهم أحد المسلمين كتاب (الإنجيل) -أو ما يسمى بالإنجيل وليس هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى، بكل حال هذا أمر معروف لدى كل مسلم- فقالوا له: "أما بالنسبة لهذا الكتاب فسوف نرسله لك من داخل بلدك لنضمن وصوله". لأنه بلد محافظ.. بلد مغلق! يخشون أن يكتشفه رقيب البريد.
هذا البحث: هو عبارة عن تفريغ لمحاضرة للشيخ سلمان بن فهد العودة، بنفس العنوان.
حدف بعض المقاطع، مع تصرف يسير.
_المصدر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1611
ومن أهدافهم الهيمنة على البلاد التي يكون لهم فيها وجود يذكر، بحيث يحاولون أن يرفعوا النصارى أو المتنصرين أو المتعاطفين معهم أيضاً إلى مواقع حساسة سواءً في الجيش والعسكر، أو في الإعلام، أو في التعليم، أو في المناصب السياسية، أو غيرها.. وليس سراً أن عدداً من البلاد الإسلامية أصبحت في قبضة النصارى بسبب وصول بعض عملاءهم إلى السلطة، بل ليس سراً أن أكبر بلد إسلامي في العالم؛ إندونيسيا -190000000- أكثر من 90 % منهم في الأصل مسلمين، هذا البلد يتعرض اليوم لحملة تنصيرية بلغ من وقاحتها وضراوتها أنهم يعدون رجل مسئولاً الآن عن العسكر وعن الأمن ليدخل في معركة الرئاسة (رئاسة الدولة). أي أن من الممكن أن يتولى رئاسة هذه الدولة رجل نصراني! لا تستغرب، ففي هذا البلد ذاته 190000000 عطلتهم يوم الأحد، ولا أحد يعترض هناك.
وسائل التنصير
كل وسيلة شريفة أو دنيئة فهي مباحة عندهم، فالغاية تبرر الوسيلة، ومتى كان للنصارى عهد أو عقد أو ميثاق؟!
خاصة بعدما كفروا برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتركوا دينه، وأصرّوا على الكفر. فمن وسائلهم:
أولاً: الخدمات الإنسانية، هم يقولون التبشير، السلام، الديموقراطية، الإنسانية.. فالخدمات الإنسانية مثل: الإغاثة، والطب، والمساعدات من أهم ما يتوسلون ويتوصلون به. فهم يحملون الإنجيل بيد والعلاج باليد الأخرى، بل إن الكوارث التي تقع في البلاد الإسلامية هي فرصتهم السانحة، يفرحون بها، لأنهم من خلالها يلتقطون ما يريدون، ويضعون الحب ليصطادوا به..
منظمة الصليب الأحمر الدولية مثلاً: منظمة إغاثية عالمية كبرى، حتى بعض إغاثات المسلمين التي تؤخذ من جيوبهم بالقرش والريال تقوم أحياناً منظمة الصليب الأحمر الدولي بتوزيعها على مسلمين آخرين في بلادهم. في بنغلادش مثلاً قامت منظمة الصليب الأحمر بتوزيع بعض الإعانات -التي دفعتها دول إسلامية- على المسلمين هناك ليتنصروا بها، من ضحايا الفيضانات وغيرها. وهذه وصمة عار تلحق المسلمين. نعم، ووصمة عار أيضاً تلحق النصارى أنهم يستغلون ضعف الإنسان وحاجة الإنسان وفقر الإنسان من أجل الضغط عليه لتغيير دينه. وقد دافع الدكتور بيتر مكوليا عن ردة الفعل التي توجد لدي المسلمين (يسميهم "الجيران") من الاستغلال النصراني للكوارث من أجل ذبح نصارى جدد، وقال لهم: "أبداً نحن أولاً دوافعنا للمساعدة دوافع إنسانية، فنحن نلبي نداء المسيح الذي أمرنا أن نمسح على جراح المجروحين".
ثانياً: قال: "نحن نعالج الحاجات كلها، الحاجات الظاهرة والباطنة، فنعالج الفقير بالطعام، والمريض بالغذاء، والعاري بالكساء، وأيضاً نعالج الضال بالهداية التي نعطيها له من الكتاب المقدس" (يعني الإنجيل!). وقال: الشفاء نوعان: "شفاء طبيعي، وشفاء فوق طبيعي، فنحن نقدم لهم بيد الشفاء الطبيعي بالقارورة، ونقدم لهم باليد الأخرى الشفاء فوق الطبيعي وهو الدعوة إلى النصرانية". وليس خافياً عليكم أن الأمم المتحدة بمنظماتها، والبنك الدولي، مثلاً منظمة الصحة العالمية الصليب الأحمر، اليونسكو، وغيرها، هي وسائل بيد مجلس الكنائس العالمي وعملائه المغروسين في أنحاء العالم.
الوسيلة الثانية: التخريب الأخلاقي، فالكنسية تدار فيها الخمور، وتقام فيها علب الليل، وحفلات الرقص الماجن للمراهقين والمراهقات من أجل استهواء الشباب وجلبهم إلى النصرانية خاصة إن كانوا من شباب المسلمين. ومن الطريف، ذكرت لجنة مسلمي أفريقيا أن منصراً أقام في النيجر مسجداً. يقولون: ذهبنا ورأيناه بعيوننا فتعجبنا فوجدنا أنه أقام بجوار المسجد مرقصاً وملهى! فصار يأتي الشباب -الذين هم يصلون أصلاً- فإذا اجتمعوا في هذا المسجد تحدث إليهم وأخذهم إلى المرقص والملهى، ويسر لهم أسباب الفساد. يقولون: حاولنا أن نقف دونه لكن عبثاً نحاول لأن قوانين البلد تسمح بإقامة المراقص والملاهي ولو بجوار المساجد، والله المستعان.
وآخر -منصر فرنسي- أقام في بلد مجاور مسجداً، يقول: تعجبنا وذهبنا ورأيناه، فقال لنا المسلمون: بنى لنا هذا المسجد القس فلان، فقلنا: عجيب قس يبني مسجداً؟! قالوا: نعم وأكثر من ذلك، وبنى لأطفالنا مدرستاً بجوار المسجد يدرس فيها أولادنا، يقولون: فذهبنا إلى المدرسة فوجدنا الأطفال ولم نجد القس ومن معه ممن يدرسون الأطفال، فسألنا الأطفال سؤالاً: من ربك؟ وطلبنا أن يقوموا على السبورة ليكتبوا، يقول: فقام أحدهم وقال: الله هو المسيح! هذا من أولاد المسلمين، إذن النصارى يحملون معهم جراثيم الانحلال المتوارث حيث حلوا وحيث رحلوا، وما أخبار البيئات التي يكثرون فيها هنا في هذه البلاد عنا ببعيد، فما نسمعه وتسمعونه من أخبار أرامكو مثلاً حيث الاحتفالات الراقصة، وحيث الاختلاط، وحيث الزينة، وحيث التبرج، وحيث قيادة النساء للسيارة، وحيث الفساد، وحيث ألوان المخالفات الشرعية، هي نموذج لذلك.
الوسيلة الثالثة: توزيع الكتب والكتيبات بشتى اللغات، وبشتى الأساليب، وفي شتى الموضوعات، مع تعمّد دس التشويه والكذب في مثل هذه الدراسات والكتب والمقالات، وعندي من ذلك مئات أرجو أن أذكر منها شيء في المستقبل لكن يكفي أن تعلم أنهم طبعوا في العام المنصرم ثمان وثمانين ألف وستمائة كتاب، أنا متأكد أن أكثركم فوجئوا، قال: رقم قليل، ثمان وثمانين ألف وستمائة "بسيطة"..
لا، هذه ثمان وثمانين ألف وستمائة عنوان، يعني كتب جديدة، لكن من كل كتاب منها يطبع مئات الألوف من النسخ. فثمان وثمانين ألف وستمائة كتاب أضربها في مئة ألف أيضاً لأن كل واحد من هذه الثمان وثمانين ألف عنوان يطبع منه أحياناً مئات الآلاف من النسخ وتوزع بالمجان. هذا فضلاً عن أنه طبع في العام الماضي فقط ثلاث وخمسين مليون نسخة من الإنجيل غالبها يوزع على المسلمين، بل قبل سنتين وأثناء أزمة الخليج طبعت مؤسسة فرانكلين من الإنجيل أكثر من سبعمائة ألف نسخة مخصصة للخليج العربي، وقد وصلني منها نصيب لا بأس به. فضلاً عن الكتب والكتيبات، والنشرات المطويات الصغيرة التي تتعجب منها، كل الأحجام التي تتصورها وكل المقاسات، فضلاً عن التقاويم (الزرنامات) وفي كل يوم تجد التقويم مرصع بآية من الإنجيل مكتوبة بخط جميل وملونة وزهور، وأشياء حقيقةً تلفت الانتباه وتشد الذهن، ويتعجب الإنسان! ملصقات ممكن تلصق على السيارة أو على الباب، أو في المدخل، أو في البيت، أو على المكتب..
كروت التهاني مثلاً بالأعياد: أعياد الميلاد، الكرسمس، عيد رأس السنة، عيد القيامة، إلى غير ذلك من أعيادهم، وبخطوط جميلة وألوان وصور عارية أحياناً، وصور يزعمون أنها لمريم أو لعيسى أو فيها آيات من الإنجيل، إلى غير ذلك. فضلاً عن نشر الصلبان في كل مجال وفي كل ميدان: في الملابس، في السيارات، في الأواني، في الذهب، في كل شيء لو تأملت تكاد تجد صليباً موضوعاً على عمد. دعك من الوسوسات والتخيلات والأوهام، الصلبان التي تلوح وتلمع ولا يمكن تجاهلها، لا تكاد تجد شيئاً صدر منهم إلا وتجد فيه صليباً -ظاهراً أو خفياً- أو صورة عارية، أو صورة للعذراء كما يزعمون، أو صورة لعيسى، أو صورة للإنجيل، أو غير ذلك. بل إن منشوراتهم ومطوياتهم وصلت إلى المساجد، وإلى البيوت، وإلى المدارس. ولعل من الطريف أنه أرسل لي أحد الأخوة -جزاه الله تعالى كل خير- من ينبع أوراق جاءت من الإنجيل، تصوروا كيف جاءت هذه الأوراق؟! جاءت مع الفواكه التي تباع، مع كراتين الشمام، كراتين التفاح، كراتين البرتقال، تجد أنها فوقها وتحتها وعن يمنها ويسارها أوراق من الإنجيل يقصدون بها أن تصل إلى المسلمين، والكل يتذكرون تلك المطويات التي وصلت إلى معظم البيوت، مثل مطوية: "شهادة القرآن"، التي أجزم أنه وزع منها هنا ملايين، وهي عندي من أخطر ما يكون لأنها تشكك المسلم المغفل أو البسيط -ضعيف الثقافة- بأن القرآن يعترف بأن الإنجيل غير محرف، هذه خلاصة النشرة، ومثلها نشرة أخرى: "عندما تقابل الله"، نشرت في كل مكان، والثالثة: "صلاة الأسرار المقدسة"، وهي أيضاً نشرت على نطاق واسع.
من الوسائل أيضاً: المجلات، والدوريات، والصحف، عدد الصحف التي تخدم التنصير -المخصصة لهذا الغرض- أربع وعشرين ألف وتسعمائة مجلة ودورية، هذه إحصائية العام الماضي1991، يطبع من العدد الواحد أحياناً ملايين ويوزع بالمجان، ويرسل بالبريد لمن يريد، والرقيب على هذه المطويات والمنشورات في صدد! من وسائلهم: الإعلام المرئي، والمقروء، والمسموع؛ مثلاً: الإنجيل كله فرغوه على أشرطة كاسيت، أشرطة وعظية: فيها وعظ وكلمات من الإنجيل، وموسيقى دينية -كما يقولون-، وترانيم دينية، وابتهالات، وكلمات، استمعت إلى بعض هذه الأشرطة، بعضها معد خصيصاً للمسلمين، فتجد: كلمات، دعاء وابتهال ربما يسمعه الإنسان من أوله إلى آخره أحياناً لا يكتشف أنها تنصيرية! لأنها تقوم بالتمهيد لدعوة التنصير. منظمة في أفريقيا اسمها: "منظمة آر بي أم" قامت بخمسين تحويل من الإنجيل إلى الأشرطة، يعني خمسين إصدار -كما يقال-، وتقول هذه المنظمة: "يجب أن تتوفر في جميع الترجمات بكل اللغات للإنجيل بصورة أشرطة صوتية في نهاية عام ألفين للميلاد ( بعد نحو ثمان سنوات )، والعجيب أن هذه الأشرطة تصل حتى للفقراء الذين لا يجدون لقمة العيش في المخيمات! حدثني طبيب سعودي ثقة من الأخوة الطيبين، يقول: رأيناهم في بعض المخيمات إذا كان هناك كهرباء أهدوا للمسلم جهاز تسجيل على الكهرباء، وإذا لم يوجد أعطوه جهاز تسجيل ومعه البطاريات، فإذا لم يتمكن من هذا ولا ذاك أعطوه جهاز تسجيل يشتغل بالهندل، حتى يستمع إلى مضمون هذه الأشرطة.. أين الذين يحاربون الشريط الإسلامي؟! وكأن خصمهم الوحيد هو الشريط الإسلامي! ومثل الأشرطة الإذاعات -وسأذكر إحصائية الإذاعات بعد قليل-، لكن من أشهر الإذاعات وخاصة التي تتكلم بالعربية: صوت الغفران، حول العالم، نداء الرجاء؛ وهذه كلها تذاع من ألمانيا، دار الهداية من سويسرا، صوت الحق من لبنان، ثلستار من زائير، زيون من إندونيسيا، كلمة الحق، نور على نور مرسيليا. لاحظ الأسماء! المسلم العادي لا ينتبه أحياناً. عندهم برامج في الإذاعة اسمها: الله أكبر ، يقدمه الشيخ عبد الله!
المسلم في أدغال أفريقيا ماذا يدريه أن هذا برنامج تنصيري؟! البث في هذه الإذاعات متبادل على مدى عشرين ساعة، منسق بين جميع هذه الإذاعات، بحيث أنها لا تبث في وقت واحد، بل تتوقف هذه لتبث تلك مما يدل على التنسيق. وتبث هذه الإذاعات بأكثر من ثمانين لغة، ولها صناديق بريد في العواصم العربية وغيرها، وتستخدم المراسلة والمطبوعات وغيرها للتواصل مع مستمعيها، ليست تقول كلمة وتمشي..
لا، هناك برامج مخصصة للمستمعين: رسائلهم، بريد لهم يذاع باستمرار. ثم من الإذاعة يراسلونهم، وينقلون أسماء الذين يتصلون بالإذاعة إلى محطات التنصير في العالم لتتم مراسلتهم من تلك المراكز. ومن ذلك أشرطة الفيديو والتلفزة، وقد أغرقوا الأسواق بالأفلام التنصيرية المحضة في مصر وفي غيرها، فضلاً من أن معظم الأفلام التي تصدر من عدنهم فيها لوثات تنصيرية، حتى لو كانت بعيدة عن التنصير تجد أن فكرة الصلب أو فكرة الفداء أو الكلمات النصرانية تأتي على كلمات أبطال تلك المسرحيات وغيرها. ومن الطرائف والعجائب -وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء- أن مصر وصلها أشرطة عديدة تنصيرية منها شريط يتناول سورة البقرة، وفي مطلع هذا الشريط صوت خوار كخوار البقرة، ومغلف بآيات من سورة البقرة، وفي أثناءه كلام لا يمد إلى الدين بصلة، ليس فيه إلا السخرية والبذاءة والاستهزاء بالقرآن وبسورة البقرة. طبعاً صودر هذا الشريط، ولكن عام 89 ميلادي تم تنسيق بين تلفزيون مصر وبين الفاتيكان من أجل إعداد وإخراج معاني القرآن الكريم من خلال ما يسمى بالرسوم المتحركة التي تخاطب الأطفال غالباً، والخبر نشر في جريدة المسلون بقلم أحد الكتاب المصريين. رسوم متحركة يعدها الفاتيكان لتفسير القرآن تقدم لمصر، وتقدم للعالم الإسلامي من خلال البث الفضائي المصري الموجه إلى العالم الإسلامي. وهذا تمهيد للبث التلفازي التنصيري الذي سوف يتم عبر الأقمار الاصطناعية، وهذه خطة أعدها الفاتيكان لعام ألفين، ويرغب ويرجو ويأمل أنه خلال ذلك العام يكون قد غطى العالم كله ببث تنصيري من خلال الأقمار الصناعية. وليس سراً أن بابا الفاتيكان ألقى خطاب قبل أشهر بسبعين لغة منها العربية، والتقط هذا الخطاب في أنحاء العالم، ولا أذيع سراً إذا قلت: هذا الخطاب الذي ألقاه بابا الفاتيكان التقط في (الجزيرة)، حيث كان جهاز الاستقبال في المستشفى التخصصي ينقل محطة روسيا والسي أن أن آنذاك، ونقل بعض البرامج التنصيرية، ونقل خطاب البابا إلى العالم. هناك مؤسسة اسمها: "إعلام الشرق الأوسط" تقوم بالتعاون مع ست هيئات نصرانية بإنتاج برامج مشتركة، وتقول هذه المؤسسة في إحدى منشوراتها: "بالرغم من عدم سيطرة المسيحيين على برامج التلفزيون -أنا أنقل كلامها- في الشرق الأوسط إلا أن الأمور تسير بسرعة" وقدام بسرعة علامة تعجب، يعني الأمور على ما يرام ولو ما سيطرنا لكن الأمور بأيدينا. ثم تقول: "إن البث المباشر عن طريق الأقمار الصناعية يتدفق تدفقاً، ويلاحظ أن أعداداً كبيرة قد اشترت فعلاً الأجهزة الخاصة بالتقاط برامج البث المباشر بالرغم من فقر الكثيرين منهم".
سادساً (من وسائلهم): الرياضة، وقبل سنوات نشرت صحف سعودية منها جريدة "اليوم" كلاماً يدل على اكتشاف خطة تنصيرية لاستغلال مباراة كأس العالم لبث التنصير وتوزيع الكتب والأشرطة والنشرات، يقوم وراءها الفاتيكان، هذا وهي كانت أقيمت في السعودية، فكيف إذا كانت في بلد آخر من البلاد التي تعتبر مفتوحة للدعوة النصرانية؟! ومثله كل الألعاب والدورات الأولمبية التي تقام في العالم تستخدم التنصير، ومن آخرها ما يسمى بدورة "برشلونا" -والشباب يتابعون، لكن الكثير يمكن أول مرة يسمع هذا الكلام- ومعرض أشبيليا، هذه الدورة وهذا المعرض عندي وثائق على أنه هناك خطة أن يتولى النصارى العرب الاتصال والتنصير فردياً هناك، وتوزيع النشرات والأفلام، وعناوين المؤسسات التنصيرية في العالم على الحضور وعلى المسافرين إليها.
الوسيلة السابعة: العمل الاجتماعي في مجال المرأة، وفي مجال المجتمع، وفي مجال حل المشكلات، فمن ذلك -مثلاً- منظمة فيليبينية تنصيرية اسمها "منظمة شادي"، وكلمة شادي عندهم بلغتهم معناها: الرب، هذه المنظمة تهتم بشكل خاص بالمرضى والمعوقين وأصحاب المشكلات النفسية والذين يواجهون صعوبات في حياتهم، والغريب في الأمر أن هذه المنظمة لها نشرة اسمها "شادي" -وعندي أعداد من هذه النشرة-، أحد الأعداد نشرت فيه أربعة عناوين لمندوبي هذه المنظمات، وجدنا أن عنوانين منها في داخل الجزيرة، أحدها في بريدة (في المدينة الصناعية أدوان طبال، وصندوق البريد لمندوب هذه المنظمة). ويدخل لعمل الاجتماعي الذي يهدف إلى نشر النصرانية: العمل على تحديد النسل، صحيح هم يحاولون تنصير النسل، لكن أيضاً بودهم أن لا يوجد أصلاً مسلم على الأرض يحتاج إلى التنصير، وقد دفعت -هذه معلومات مؤكدة- أمريكا لمصر معونات ضخمة بشرط أن تستخدم في تحديد النسل! فضلاً عن هبات، ومعونات، ومعدات، وأجهزة أرسلت إلى كليات الطب في مصر، حتى كلية الطب في الأزهر ذاته -تتعلق بموضوع الإجهاض، وإمكانية إسقاط الأطفال من أرحام الحوامل. هذه الأخبار نشرتها عدة صحف منها جريدة المسلمون في العدد 275.
ومن ذلك أن مجلس الكنائس العالمي -وهو ربما أعلى سلطة مسؤولة عن التنصير- حشد الآلاف من المربيات -كما يقول رئيس إرسالية التنصير في الشرق الأوسط-: "إن مجلس الكنائس العالمي أرسل الآلاف من المربيات والخادمات والممرضات والأطباء والمهندسين لدعم خطة لتنصير المسلمين عام ألفين". هم مصرون على أن يتحول المسلمون عام ألفين إلى نصارى، ولذلك استخدموا حتى: المربيات، والخادمات، والممرضات، والأطباء، والمهندسين. ويقول هذا المسؤول: "إن هؤلاء الذين أرسلوا قد اتخذوا الوسائل والأسباب التي تمهد لهم التوغل في جزيرة العرب!
ثامناً (من الوسائل): المراسلات وهي من أخطر ما يكون، وأنجح الوسائل لسهولتها وحصولها في الغالب وإمكانية تداولها، وأنا أعجب من البريد في العالم العربي! الذي يلاحق رسائل الخير، والدعوة إلى الإسلام، والرسائل الموجهة إلى العلماء والدعاة، ويصادرها أحياناً، ويكشفها أحياناً أخرى، وتفوت منه القليل، أما رسائل النصارى فتأتي ليست على استحياء! رأيت بعيني طرداً بريدياً ضخماً في داخله نسخ من الإنجيل وأوراق ومجلات وأشياء كثيرة، مبعوثة من النصارى إلى مواطن عربي في بلد ما! الإذاعات التنصيرية لها برامج للتعليم بالمراسلة وهي برامج مجانية، وهي تعقد الصدقات، وترسل الكتب، والأشرطة، والمجلات، مجاناً إلى من يريد، كل ما يهمهم هو الحصول على عنوانك ثم بعد ذلك نم فسوف يأتيك كل شيء!
مثال: جمعية " طريق الحياة" في لبنان -للتنصير بالمراسلة- ترسل كتب وكتيبات وأشرطة وغير ذلك، بل وتمنح شهادات للخريجين وعندي نماذج من الأسئلة، ونماذج من الاختبار، ونماذج من هذه الشهادات. بل حتى ترسل لمن لم يطلب! بمجرد التعرف على عنوانه. وقد اكتشفت أن مجلة "الوطن العربي" -وهي وكر من أوكار النصارى في فرنسا، ومع الأسف أنها عملية لبعض الأنظمة العربية أيضاً، واتخذت هذا ذريعة لضرب الإسلام والمسلمين، والنيل من الدعاة بطريقة مهينة- مجلة تنصيرية وهي عندها ركن للتعارف، ويبدوا أن هناك تعاون بينها وبين المنظمات التنصيرية، فهي ترسل ركن للتعارف لتقوم بمراسلة الشباب والفتيات الذين يعلنون وينشرون أسمائهم وعناوينهم هناك. كذلك هناك المسابقات الثقافية التي تعد على كتب، أو من خلال الإذاعة، أو من خلال بعض البرامج، ويرصد لها جوائز ضخمة وتكون وسيلة للاتصال بين المؤسسات التنصيرية وبين القراء. وكذلك بعض السفارات تقوم بالعمل نفسه، وعندي نماذج من طرود تبعث بها السفارات وترسلها إلى المواطنين في كل مكان بحجة الدعوة إلى الترفيه أو السياحة أو التعريف ببلد ما، وهي تحمل في داخلها دعوة إلى التنصير.
بعض المنصرين يكتب لك: إذا لم يصلك خلال عشرين يوماً فأرجو إشعارنا بالبريد لنقوم ببعث طردٍ آخر، مع العلم أننا سوف نرد حالاً على جميع رسائلك. في أحد المرات طلب منهم أحد المسلمين كتاب (الإنجيل) -أو ما يسمى بالإنجيل وليس هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى، بكل حال هذا أمر معروف لدى كل مسلم- فقالوا له: "أما بالنسبة لهذا الكتاب فسوف نرسله لك من داخل بلدك لنضمن وصوله". لأنه بلد محافظ.. بلد مغلق! يخشون أن يكتشفه رقيب البريد.
هذا البحث: هو عبارة عن تفريغ لمحاضرة للشيخ سلمان بن فهد العودة، بنفس العنوان.
حدف بعض المقاطع، مع تصرف يسير.
_المصدر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1611
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يشرفنى اضافة تعليقك على الموضوع سواء نقد او شكر