بقلم أكرم حسن مرسي المحامي قالوا على سبيلِ الاستهزاءِ: كان في بيتِ رسولِكم مخنث! ماذا كان يفعل هذا المخنث في بيتِه ؟ أليس هذا من الشذوذ ؟!! وتعلقوا بما جاء في صحيح الإمام البخاري في كتاب ( اللباس ) باب ( إخراج المتشبهين بالنساء ) برقم 5436 حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَقَالَ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ قَالَ: فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فُلَانًا وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا.
الرد على الشبهة أولاً : كان على أصحابِ الشبهةِ أن يفرقوا أولاً بين المخنثِ و الخنثى لو كانوا يفقهون ! المخنث: هو الذي لا يشتهي النساء ، ويتشبه بهن في مشيتِه أو في كلامِه وحركاتِه ،ولا يشترط أنه كان يؤتى من الخلف... والخنثى :هو ما يطلق عليه في زماننا (الجنس الثالث) تشترك فيه أعضاء الذكورة والأنوثة معًا ... ولا شك أن الحديث يتكلم عن الأول ثانيًا : إن بعضَ كلامِهم صحيح ؛ فقد كان في بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم مخنثًا يخدم بيتَه ؛ هو أنجشة ،وبقيته افتراء وكذب ينمُ على فكرٍ مريضٍ وسوء ظن برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... قال ابنُ حجرٍ في الفتح : كَانَ أَنْجَشَة حَبَشِيًّا يُكَنَّى أَبَا مَارِيَة. وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث وَاثِلَة أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَفَاهُمْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمُخَنَّثِينَ. أهـ وقال أيضًا في تعليقه على هذا الحديثِ : وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَتَمَّام الرَّازِيُّ فِي فَوَائِده مِنْ حَدِيث وَاثِلَة مِثْل حَدِيث اِبْن عَبَّاس هَذَا بِتَمَامِهِ وَقَالَ فِيهِ " وَأَخْرَجَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمأَنْجَشَة ، وَأَخْرَجَ عُمَر فُلَانًا " وَأَنْجَشَة هُوَ الْعَبْد الْأَسْوَد الَّذِي كَانَ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ . أهـ ثالثًا : إن هناك سؤالاً يطرح نفسه من خلاله أنسف به الشبهة نسفًا - إن شاء اللهُ – هو: لماذا أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بطرد المخنثين وطرد أنجشة ؟ الجواب :أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أن أنجشةَ من المخنثين ، ولما علِم أنه منهم طرده صلى الله عليه وسلم من بيتِه ، وأمر أصحابَه رضى الله عنهم بطردِ كل مخنثٍ من بيوتِهم ،ولو كان أنجشةُ يعمل عمل قوم لوط ( يؤتى ) لاختلاف الحكم؛ فلم يكن للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ينفيه بل يقتله فهذا حد يعمل عمل قوم لوط (القتل)؛ثبت ذلك في عدة مواضع منها: 1- سنن أبي داود برقم 3869 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ ". 2- سنن ابن ماجة برقم 2552 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِي يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ قَالَ:" ارْجُمُوا الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلَ ارْجُمُوهُمَا جَمِيعًا ". 3- تهذيب الآثار للطبري برقم 2908 عن ابنِ عباسٍ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : « من وقع على الرجلِ فاقتلوه » - يعني: عمل قوم لوط. وعليه تنسف فريتهم نسفًا، فكم فيها من همزٍ ولمزٍ حول أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم، ( الأخلاق المحمدية ) التي مدحه اللهُ سبحانه وتعالى بها قائلاً : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ( القلم 4 ) . أكرم حسن مرسي المحامي AL MO7AMY- من دعاة الجمعية الشرعية بالجيزة
شكرا جزيلا والله العظيم يرحتني وريحت قلبي ربنا يرزقك الجنة
ردحذف