نظير نظير..لم شبقتني؟!_مقالة للشيخ الصارم _من جريدة المبشر:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خير خلْق الله أجمعين، وعلى آله وأزواجه وأصحابه الأخيار الطاهرين.
وبعد:
يبدو
أن شدة معاناة المجرم نظير جيّد الشهير بشنودة قد زادت عن حدود احتماله
فصار يصرخ ألمًا وكمدًا، ولم يجد بُدًّا ومخرجًا سوى البحث عن شخص يحمل
عنه قدرًا من اللعائن والإهانات على طريقة يسوع في عقيدته البلهاء التي
جعلت المسيح يحمل اللعائن عن الناس حتى صار هو نفسه ملعونًا، كما وُصف على
لسان بولس فيما جاء في رسالته لأهل غلاطية (3/13): "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة"!!
ولم
يجد نظير أفضل من عبده الشاذ بيشوي ليحمل عنه تلك اللعنات، فأوصاه بإطلاق
التصريحات التي تستفز المسلمين ليحوّلوا وجهتهم إليه ويتركوا معبوده،
وانطلق بيشوي ليؤدّي هذا الدور بحماقته المعتادة، والمعهودة في أقرانه من
رجال الكنيسة المصرية الأرثوذكسية عمومًا الذين اشتهر عنهم الجمع بين
الغباء والجهل.
فكان
أول أمره أن قال أن أسياده المسلمين هم ضيوف في بلادهم مصر، والأدهى من
ذلك أنه قال أن نصارى مصر تلك الأقلية المشرذمة هم أصحاب البلاد الأصليون!!
ولست
أدري هل كان بيشوي وقتها في كامل قواه العقلية أم أنه كان تحت تأثير جرعات
زائدة من مشروب دم ربه يسوع كان قد احتساها في سر الإفخارستيا، لكني أتمنى
أن يذكر لي عابد الخروف اسم حاكم نصراني مصري واحد حكم مصر في يوم من
الأيام؟ أريده أن يذكر لي أمارة واحدة على أنهم أصحاب البلاد.
فهل
نسي ذلك الأحمق أن أهل ملته من الأرثوذكس لم يعرفوا طعم الكرامة
والإنسانية إلا على يد المسلمين الذين أنقذوهم من إذلال واستعباد إخوانهم
الرومان الكاثوليك؟ هل نسي أن أباه بنيامين كان هاربًا ذليلاً مطاردًا حتى
أمّنه الصحابي القائد العظيم عمرو بن العاص وسمح له بالعودة ليمارس شعائر
دينه في حرية لم يشم رائحتها من إخوانه في المحبة اليسوعية المزعومة؟
لا جرم أننا لو كنّا أحسنّا إلى كلب لرأينا منه الوفاء والامتنان، ولكنا أحسنا إلى الأوغاد وكما قال الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا
وفي تصريحات أخرى نشرتها صحيفة الدستور في العشرين من سبتمبر ومنشورة على هذا الرابط:
قال
بيشوي أنه أثناء لقاء جمعه بسفير مصر بقبرص حضره كل رجال السفارة هناك
أورد السفير له نصوصًا قرآنية مثل و"أيدناه بروح قدس" وأن المسيح "كلمة
منه" وأن القرآن بذلك ذكر الأب والكلمة والروح القدس وأنهم إله واحد؟!
فبيشوي
العاجز عن إثبات التثليث وإلهية المسيح من كتابه، أراد أن يستدل على هذا
الباطل من القرآن، ومن المعلوم أن روح القدس هو جبريل (انظر: تفسير
القرطبي 2/24)، وأن معنى كلمة الله أن المسيح خلق بكلمة الله التي هي:
"كن" فكان المسيح (انظر: تفسير الطبري 8/48).
فأين هذا من عقيدة الشرك والضلال التي يؤمن بها بيشوي وأتباعه؟
وأين وصف الله بالأب في القرآن أيها الغشاش المدلس بيشوي، وقد قال الله تعالى: " وَقَالُوا
اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)
تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ
وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)
وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا
(93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) " (مريم: 88-95).
ثم
أخذ بيشوي ينبح ويعوي ويدجّل على السفهاء الذين يضيعون وقتهم في الاستماع
لأمثاله محاولاً إقناعهم أن القرآن قد تكون آيات منه كتبت بعد وفاة النبي
الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولعله يظن أن القرآن المحفوظ المنقول كله
بالتواتر الذي يفيد قطعية الثبوت، مثل كتابه المحرف المؤلف الذي يكتب فيه
كل من شاء ما شاء، فهذا يتغزّل في جسد بنت الكريم صعودًا من نعليها إلى
شعرها، وذاك يذكر علاجًا مبتكرًا لبرص يصيب الملابس والجدران، وآخر يخصّص
سفرًا يسلّم فيه على الأهل والأصحاب والخلان، وآخر يذكر قصة المرأة التي
سلقت ولدها وأكلته.. إلى آخر تلكم الخرافات والترهات.
وأضاف بيشوي "إن المسلمين يقولون أن المسيح لم يمت، ونرد عليهم: فلماذا يقال في قرآنهم: "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" ( مريم 32) ، وكذلك "لماذا يقال: " يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" (آل عمران: 54).
ولست
أدري كيف لم ينتبه هذا الأحمق أن الآية الأولى تقول: "يوم أموت" ولم تقل:
يوم متُّ؟ فالآية استخدمت الفعل المضارع ولم تستخدم الفعل الماضي حتى
يستدل بها على أنه مات بالفعل.
فهل
لو قلت مثلاً: السلام عليّ يوم أدخل الجنة، فهذا يعني أنني دخلت الجنة
فعلاً؟ كلا بالطبع، لكن هذا هو فهم أغبياء الكنيسة المصرية.
وليس
أدل على أن الفعل (أموت) في الآية يدل على حدوث الموت في المستقبل من أن
هذه الكلمات قالها المسيح عليه السلام وهو في المهد صبيًا:
قال الله تعالى: " فَأَشَارَتْ
إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
(29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي
نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي
بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ
وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)" (مريم: 29-33).
ولا
ريب أن المسلمين يعتقدون أن المسيح سيموت فعلاً حين ينزل إلى الأرض في آخر
الزمان فيكسر الصليب ويضع الجزية ويقتل الخنزير (البخاري 2296).
أما الآية الثاتية وهي قوله تعالى: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ"(آل
عمران: 54)، فالتوفّي لا يعني بالضرورة الموت، فكما قال الراغب الأصفهاني
في المفردات ص878: "قد عُبِّر عن الموت والنوم بالتوفي"، ومما يدلّ على
ذلك قوله تعالى: "اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي
مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ
الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ " (الزمر:42)، وقوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ" (الأنعام:60).
فهل يفهم هذا الغبي مدى سقوط استدلالاته وتفاهتها؟ وهل يدرك النصارى يومًا أنهم أجهل دواب الأرض في اللغة العربية ومعانيها؟
ثم أضاف بيشوي بحسب نفس الجريدة: "هم يردون بالنص القائل "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ" (النساء:
156)، وفي هذا الصدد قلت لهم أن المعتدلين من كبار المفسرين المسلمين عبر
التاريخ يؤيدون المسيحية ويفسرون هذه العبارة بقولهم إذا كان المقصود شخص
يشبه لقال " شبه به لهم " وليس شبه لهم، فالمقصود أنه خيل إليهم ولم يكن
هناك من يشبهه، واستشهد بيشوي بتفسير الرازي قائلا "في تفسيره السبع
مجلدات المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب" والذي وصفه بأنه أقوي
المراجع الإسلامية".
وفي الردّ على ذلك نقول:
اذكر لنا أيها الدجال بيشوي مفسرًا واحدًا فقط من أولئك الذي وصفتهم بالمعتدلين قد وافق المسيحية كما زعمت كاذبًا.
أما عن استشهادك بتفسير الرازي فهذا أكبر دليل على جهلك وغبائك، وهذا من وجوه منها:
أولاً: وصفت التفسير بأنه "السبع
مجلدات" وهذا يدل على مدى جهلك بالكتب لأن عدد المجلدات يختلف باختلاف
الطبعات، فليس عدد المجلدات في أي كتاب سمة مميزة له، وهذا أمر يعلمه من
له أدنى علم بالكتب.
ثانيًا:
استشهادك بكلام الرازي يعدّ تدليسًا وغشًا اعتدناه من أبناء ملتك، ولأدلل
على ذلك سأنقل ما جاء في تفسير الرازي (6/426) عند تفسيره لهذه الآية، قال
الرازي: "وفي الآية سؤالان:
السؤال
الأول: قوله "شبه"مسند إلى ماذا؟ إن جعلته مسندًا إلى المسيح فهو مشبه به
وليس بمشبه، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر.
والجواب من وجهين:
الأول: أنه مسند إلى الجار والمجرور، وهو كقولك: خُيّل إليه كأنه قيل: ولكن وقع لهم الشبه.
الثاني:
أن يسند إلى ضمير المقتول؛ لأن قوله: (وما قتلوه) يدل على أنه وقع القتل
على غيره فصار ذلك الغير مذكورًا بهذا الطريق، فحسن إسناد (شبه) إليه".
فالرازي
يذكر إيرادًا ثم يردّ عليه من وجهين، فإذا بالغشاش بيشوي يستدل بما جاء في
الإيراد ويترك ما جاء في الرد، فهل رأيتم أعجب من هذا التدليس؟!
وليته
هذا الغبي قد أحسن الاستدلال بما جاء في الإيراد لكنه لفرط غبائه وجهله
فهم من عبارة: "إن جعلته مسندًا إلى المسيح فهو مشبه به، وليس بمشبه" أن
الآية كانت ينبغي أن تكون: "شبه به لهم"، فما أشدّ حماقتك يا عابد الصليب!
ثم
انظر كيف ترك بيشوي الجزء الأول من الآية وهو قوله تعالى: "وَمَا
قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ" والذي يدلّ دلالة قطعية على عدم وقوع القتل
والصلب، وذهب ليناقش معنى "وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ" وهو بعيد عن القضية
التي كان يناقشها وهي هل مات المسيح أم لا؟ فسواء كان المعنى أن الشبه قد
وقع على شخص آخر غير المسيح فقتل بدلاً منه، أو كان المعنى أنهم قد خُيّل
لهم أن الصلب قد وقع، ففي كلتا الحالتين لم يقتل المسيح ولم يصلب، ففي أي
شيء يناقش هذا الأحمق؟!
ثم
أضاف بيشوي عابد رغيف الخبز: "إنها إهانة لله أن يجعل شخص شبه يصلب بدلاً
منه لأن هذا يعني أن الله غير قادر أن ينجيه وما ذنب الذي صلب في هذه
الحالة يعتبر ظلم".
وبعيدًا عن صياغة بيشوي الركيكة للعبارات نقول:
أولاً:
إن هذا الشخص الذي ألقي عليه الشبه قد يكون قد فعل ذلك باختياره رغبة في
فداء المسيح عليه السلام وبذلك يكون له الجنة، أو يكون هذا الشخص هو الذي
خان المسيح ودلّ عليه أعداءه فيكون ذلك عقوبة له، وفي كلتا الحالتين لا
يوجد أي شبهة في وقوع الظلم عليه.
ثانيًا: الذي يعتقد أن الله تخلى عن المسيح وتركه، هو يسوع نفسه بحسب كتاب النصارى، فقد جاء في إنجيل متى (27/46): "ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: إيلي إيلي لما شبقتني، أي: إلهي إلهي لماذا تركتني؟".
ثالثًا: هل يعقل أن يتحدث النصارى عن الظلم؛ وهم يعتقدون أن الإله الآب قتل الإله الابن ليغفر خطايا البشر؟!
فرغم كل توسلات الابن للآب أن ينجيه كما جاء في إنجيل متى (27/46): "وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلاً: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكاس"،
إلا أن هذا الأب الظالم لم يتقبل تضرعات ابنه ولم يشفق عليه، وتركه رغم
أنفه يلقى مصيرًا أليمًا مهينًا ليضرب ويصفع ويبصق عليه ويجرّد من ملابسه
ثم يقتل ويصلب ذليلاً مهانًا، وهذا الذي دفع يسوع إلى أن يصرخ في إلهه
الآب قائلاً: لماذا تركتني؟
وأخيرًا
أيها الوغد الحقير بيشوي، اعلم أن معبودك نظير لن ينفعك، وأن افتراءاتك
وأكاذيبك لن توقف تيار المتحولين من النصرانية إلى الإسلام، وأن تطاولك لن
يجلب عليك وعلى سيدك نظير سوى المزيد من الإهانات والفضائح، فعُد إلى
الجُحر الذي خرجت منه قبل أن يصيبك ما أصاب يسوعك، ووقتها ستصرخ: نظير
نظير لم شبقتني؟!
أبو عبد الله الصارم
_المصدر: جريدة المبشر