رد
شبهة نبيٌّ يتقرب للرجز (الأصنام)!
الشيخ/ أكرم حسن مرسي |
بعد
أن قمتُ بالردِ على شبهةِ قصة الغرانيق الواهية ،
وبيّنتُ أنها مكذوبة ، وموضوعة ؛ كان
الردُ من أحدِهم سلمت
لك بذلك، فماذا
عن
هذه الآية التي تقول : ] وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
[ (المدثر5) ؟
فقلت
له : وماذا تعرف أنت عن الآيةِ الكريمةِ؟
قال
: نحن لا نفسر من أنفسنا بل نقول ما جاء في
التفاسيرِ، والتفاسيرُ تقول :( الرجز)
أي: الأصنام
والأوثان فاهجر، فهل كان
نبيُّك يتقربُ إلى الأصنامِ ، ويعظمها ...
أم أن
قصةَ الغرانيقِ صحيحةٌ ولذلك قال له ربُّه
: " والرجز فأهجر " ؟!
·
الرد على
الشبهة
·
أولاً : إن شبهة الغرانيق سبق
الرد عليها فهي قصةٌ مكذوبةٌ
،وموضوعةٌ لا
يعترف بها المسلمون كما تقدم معنا - بفضلِ اللِه I-
·
ثانيًا : إن معنى
(الرجز) في
الآيةِ الكريمةِ هو كما قال المفسرون : الأصنام والأوثان ،
·
ومعنى
قولِه سبحانه
لنبيِّه :" والرجز فأهجر " أي:
دم واستمر على
هجرك للأصنام والأوثان ، وليس المعنى كما فهم المعترض...
·
و كم من عائبٍ قولاً صحيحًا
***
وآفته
من الفهمِ السقيم .
·
يدلل على ذلك ما جاء في
كتبِ التفاسير منها ما يلي:
·
تفسير الجلالين: "وَالرُّجْز"
فَسَّرَهُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
بِالْأَوْثَانِ "فَاهْجُرْ"
أَيْ دُمْ عَلَى هَجْره.أهـ-1
2-التفسير
الميسر: يا أيها المتغطي بثيابه،
قم مِن مضجعك، فحذِّر الناس من عذاب الله، وخُصَّ
ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة،
وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛
فإن طهارة
الظاهر من تمام
طهارة الباطن، ودُمْ على
هَجْر الأصنام والأوثان وأعمال
الشرك كلها، فلا تقربها، ولا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس
أكثر
منها، ولمرضاة ربك فاصبر
على الأوامر والنواهي. أهـ
ثالثًا : كان على المعترض أن يرجع إلى السابقِ
واللاحقِ
للآيةِ الكريمةِ قبل عرضه للشبهةِ ...
الآياتُ برمتها في سورةِ المدثر
تقول : ] يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
(1) قُمْ
فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
(5) وَلَا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
[.
إن الآيات وصايا من اللهِ I لنبيِّه
r ، وهذا
ما جاء في
التفسيرِ الميسر- كما تقدم معنا- فالملاحظ أن المعترضين
اقتطعوا الآيةَ
الكريمة
من
الآياتِ ، وجعلوها شبهةً ،وفهذا يدل علي مدى حقده
وكراهيه لنبيِّنا r ، وعدم إنصافه في
بحِثه الخال عن منهجيِة
البحث العلمي !
رابعًا: إن
الناظرَ في كتبِ المفسرين يجدها لم تقل
: إن النبيَّ rكان
يتقرب للأصنام ،ويعظمها كما قال
المعترض ؛
فهذا
يدل على كذبِه أو سوء فهمِه إن أحسنتُ
به الظن
وأتساءل:
هل ثبت أن النبيَّ r تقرب للأصنام وعظمَها ،
وحياته صفحة يعرفها كلُّ
إنسانٍ على مر العصور من
زمانِه إلى زماننا ؟
الجواب :لا ، بل الثابت أن النبيَّ r كسَر الأصنامَ يوم فتح مكة
، وكان يوصى عليّا t أن لا يدع صنمًا إلا طمس
وجهَه ولا
قبرًا مشرفًا إلا سواه ، وذلك في
صحيحِ
مسلمٍ باب ( الأمر بتسوية القبر ) برقم1609
عَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ: قَالَ لي عَلِىُّ بْنُ أَبِى
طَالِبٍ:"
أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا
بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r ؟ أَنْ لاَ تَدَعَ
تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ
وَلاَ
قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ ".
فعلى ما سبق بيانه يتضح لنا:
أن معنى قولِه I لنبيِّه r:
" والرجز فأهجر " أي : دم يا محمد r واستمر
على هجرك للأصنامِ
والأوثانِ....
" والرجز فأهجر " أي : دم يا محمد r واستمر
على هجرك للأصنامِ
والأوثانِ....
وبالمثال يتضح المقال:
أولاً: حينما يقول الوالدُ لابنِه الصغير الذي يطيع ربَّه
ويصاحب الأبرار ولا يعرف الفجار
فيقول له إياك ومصاحبة
الفجار فهل المعنى أنه يصاحب الفجار؟!
الجواب
: لا ،ولكن المعنى: دم واستمر على مصاحبتك
للأبرار وبعدك عن الفجار أصحاب السوء.
انيًا: حينما
يدخل المدرسُ في الفصلِ ويجدُ التلاميذَ في
هدوءٍ تامٍ، ثم يقول لهم: التزموا
الهدوءَ فهل هم لا يلتزمون
الهدوء ، أم أن المعني استمروا على
هدوئكم في
الفصل ؟! هذا هو.
ثالثًا: لما قال لقمانُ لابنِه ] : َيا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ
بِاللَّهِ
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [ (لقمان13) .
هل
كان ابنُ لقمان مشركًا باللهِ I ؟
الجواب:
لا ؛ وإنما هي نصيحةٌ، ووعظ له ؛لأن الشركَ
أعظم الكبائر على الإطلاق.......
خامسًا : إن الكتابَ المقدس في
العهدِ القديم
يذكر لنا ما قاله اللهُ لموسى
في الوصايا العشر
: " لا تقتل ،
لاتزنِ
، لا تسرق.......... وهي أيضًا من وصايا
المسيح u في العهد الجديد.
فهل
المعنى أن موسى uكان
يزنى فقال
اللهُ له : " لا تزنِ " ؟ !
وهل
المعنى أن موسىu كان يقتل فقال
اللهُ له : " لا تقتل "
؟!
أو
كان يسرق u فقال اللهُ له: " لا تسرق "
؟! أفلا يعقلون
؟!
جاءت
هذه الوصايا في موضعين:
الأول:
سفر الخروج إصحاح 23 عدد12أَكْرِمْ أَبَاكَ
وَأُمَّكَ
لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ.
13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ
تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ تَشْهَدْ عَلَى
قَرِيبِكَ
شَهَادَةَ زُورٍ. 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ
امْرَأَةَ
قَرِيبِكَ،
وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ،
وَلاَ حِمَارَهُ،
وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
الثاني:إنجيل متى أصحاح 19 عدد 16
وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ
وَقَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ،
أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ
لِتَكُونَ لِيَ
الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ
لَهُ:«لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟
لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ
اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ
الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ:«أَيَّةَ
الْوَصَايَا؟» فَقَالَ
يَسُوعُ:«لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ
تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ
أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ
لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ
كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا
يُعْوِزُني بَعْدُ؟»..
من كتابات فضيلة الشيخ - أكرم حسن مرسي
من دعاه الجمعية الشرعية بالجيزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يشرفنى اضافة تعليقك على الموضوع سواء نقد او شكر