بسم الله الرحمن الرحيم
يعتمد على كتب النصارى التي تتكلم عن الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكتب الشيعة والملحدين و( التنويريين ) في إثبات قضاياه ، وحين يأتي بمصدر صحيح كالقرآن العظيم وصحيح السنة النبوية فإنه يبتر النص ليخرجه عن سياقه الحقيقي . وأعرض على حضراتكم مصادره التي يستقي منها أقواله حول الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم
ـ وقد قسمت هذا الفصل لعدة مباحث .
الأول : المصادر الأساسية التي يعتمد عليها في إثبات قضاياه .
الثاني : المصادر الفرعية .
الثالث : كيف يستدل بالكتب الصحيحة ؟
الرابع : تعليق على مصادر زكريا بطرس ، وهذا المبحث بمثابة تلخيص لبعض النقاط المهمة المتعلقة بمصادرة التي يستدل بها .
أولا المصادر الأساسية التي يعتمد عليها في إثبات ما يتكلم به .وهي :
1. دائرة المعارف الإسلامية.(Encyclopaedia of Islam)[1]
هذه أهم المصادر التي يعتمد عليها زكريا بطرس فيما يفتريه على الإسلام ، وكلَّ حينٍ يضعها أمام الشاشة ، ويقول أنه حين بدأ يستدل بها أو منها صادرها المسلمون من السوق وقالوا عنها أنها محرفة ، تُرى ما حقيقة هذه الموسوعة التي يعتمد عليها زكريا بطرس كليا وجزئيا ؟ وهل هي حقا مصدر إسلامي كما يدعي أنه يعتمد على مصادر إسلامية ، وأن كل ما يقوله هو من كتب المسلمين .
في عام 1998 أي قبل أن يدخل زكريا بطرس إلى قناة الحياة أو قبل أن تبدأ قناة الحياة بثها صدرت رسالة دكتوراه حول ( دائرة المعارف الإسلامية ) بعنوان ( دائرة المعارف الإسلامية ـ أضاليل وأكاذيب ) .للدكتور إبراهيم عوض، ورسالة دكتوراه أخرى بعنوان ( العقيدة الإسلامية في دائرة المعارف الإسلامية ) للدكتور/ خالد بن عبد الله القاسم[2]، وصدر عن غيرهما كتابات أخرى في ذات الموضوع ، فالمسلمون يرفضونها قبل أن يدري بها زكريا بطرس نفسه .لا أنهم رفضوها بعد أن استدل بها .
والسؤال : لماذا يرفض المسلمون دائرة المعارف الإسلامية كمصدر يُستدل به على الإسلام ؟
تصدر دائرة المعارف الإسلامية.(Encyclopaedia of Islam) عن دار نشر هولندية تسمى بريلBRILL[3] . وليست دار نشر إسلامية ، ظهرت أول طبعة منها بين عامي 1913 و 1938 بعدة لغات ثم ظهرت نسخ مختصرة منها عام 1953. ثم بدأ العمل في الطبعة الثانية عام 1954 و اكتملت عام 2005.
و قد ذكر ستيفن همفري(Humphreys Stephen)[4] أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة كاليفورنيا - سانتا باربارا في كتابه (( التاريخ الإسلامي: إطار البحث )) Islamic History: A Framework for Inquiry ما نصه :
“دائرة المعارف الإسلامية مؤلفة بالكامل من قبل باحثين أوروبيين و هي لا تعبر إلا عن النظرة و المفهوم الأوروبي للحضارة الإسلامية . و تناقض هذه المفاهيم و تختلف اختلافا كبيرا عن المفاهيم التي يؤمن بها و يتبعها المسلمون أنفسهم. و ما ذكر في هذه الموسوعة لا يتوافق مع التعاليم و المبادئ الإسلامية للمراجع الإسلامية كالأزهر بل يتناقض معها”
القائمون على هذه الدائرة هم مجموعة من المستشرقين النصارى واليهود المعروفين بحقدهم على الإسلام والمسلمين مثل المستشرق الهولندي أرند جان فنسنك A. J. Wensinck و هو من أشد المتعصبين ضد الإسلام و قد كان عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة و فُصل منه نتيجة مؤلفاته التي هاجمت الإسلام و القرآن و الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، وهذا المستشرق المتعصب هو المشرف على الطبعة الأولى.
و شارك أيضا في إعداد هذه الموسوعة المنصر و المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون Louis Massignon و هو رائد الحركة التبشيرية في مصر. و قد اشتهر بالعمل على تنصير الأميين من خلال خداعهم بتحوير آيات القرآن الكريم لإيهامهم بموافقتها النصرانية[5].
و قد اشترك أيضا كثير من اليهود في تحريرها مثل جوزيف شخت Joseph Schacht المستشرق الهولندي و إجناس جولذيهر Ignaz Goldziher المستشرق المجري و جورجيو ليفي دلا فيدا Giorgio Levi Della Vida ، والمستشرق الايطالي و برنارد لويس Bernard Lewis المستشرق الامريكي. و برنارد لويس هذا من اشد المناصرين لإسرائيل و هو صاحب مصطلح “صراع الحضارات” الذي أعلنه عام 1990 و قصد به الصراع بين الغرب و الإسلام كعدو قادم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. و كل كتبه عن الإسلام تدعوا إلى محاربته بشتى الطرق.
واشترك في كتابتها قساوسة و علماء لاهوت و منصرون مثل القس دافيد صموئيل مرجليوث David Samuel Margoliouth و كان قسا بالكنيسة الانجليزية و عرف عنه التعصب ضد الإسلام.و كذلك عالم اللاهوت و المستشرق هنري لامنس Henry Lammans و قد عمل بالتنصير في بيروت و عرف عنه الحقد الشديد على الإسلام. و كذلك المستشرق ج. كريمرز J. H. Kramers و كتاباته تركز على التنصير. ودانكن بلاك ماكدونلد Duncan Black Macdonald وهو منصر أمريكي عرف بحقده الشديد على الإسلام و تتركز مؤلفاته حول تنصير المسلمين و انشأ معهد متخصص لهذا الغرض. و أدوين كالفرلي Edwin Calverley وهو منصر أمريكي متعصب رأس تحرير مجلة العالم الإسلامي التنصيرية و التي تهتم بتنصير المسلمين.
هذه فقط مجرد أمثلة للقائمين على ( دائرة المعارف الإسلامية ) التي يستدل بها زكريا بطرس ، وكل من أراد أن يهاجم الإسلام في الشرق والغرب .
أقول : ولذلك تجد زكريا بطرس لا يذكر مؤلف الدائرة ولا الدار التي تقوم على نشرها كما يفعل مع بعض المصادر الأخرى التي يجلبها ، يكتفي فقط باسمها ، وهذا من كذبه وتدليسه على المشاهدين .
2. رسالة ماجستير عن بحيرى الراهب [6].من جامعة برمنجهام بانجلترا 1983م
اعتمد زكريا بطرس على هذه الرسالة في إحدى قضاياه الكبرى وهي القول بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تتلمذ على يد بحيرى الراهب ، أو تأثر به تأثرا كبيرا ، أو أن بحيرى الراهب هو الذي خطط لنبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلمه كل شيء حتى القرآن ، وسآتي على هذا الكلام إن شاء الله تعالى حين مناقشة مصدر الوحي عند زكريا بطرس ومن قال بقوله أو قال بقولهم ، وما يعنيني هنا ، هو بيان أن هذه الرسالة نصرانية ، قام بها أحد الطلبة النصارى واعتمد في بحثه على مصادر نصرانية ، فالباب الثالث من هذه الرسالة على حسب ما نقله زكريا بطرس هو : ( لقاء بحيرى ومحمد وفقا للتراث المسيحي ) ، لا حظ وفقا للتراث المسيحي . والباب الرابع : تقييم تاريخي ثيولوجي ( لاهوتي ) لقصة بحيرى الراهب .
فلاحظ .. مصادر نصرانية . . كاتب نصراني .. تقييم نصراني للرسالة .
وحين تَعَرَّضَ صاحب الرسالة للمصادر الإسلامية ذكر أنها ـ أي المصادر الإسلامية ـ لم تذكر أن بحيرى التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا مرتين [7]، الأولى في سن الثانية عشر من عمره ، وقد تعرف عليه بحيرى من خاتم النبوة ، وما وجد اللئيم زكريا بطرس ردا على هذا سوى الاستهزاء والسخرية ودعوى أنها كانت ( وحْمِه ) في كتفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والثانية بين العشرين والخمسة والعشرين من عمره ، ولم يكلمه بحيرى بل أشار إليه وقال هذا رسول رب العالمين الذي سوف يرسله الله بالسيف المسلول والقتال الشديد فمن أطاعه نجا ومن لم يطعه هلك " هذا على حد قول الرسالة على لسان بطرس .
فالرسالة التي قام بها هذا الطالب النصراني وفي جامعة نصرانية وتحت إشراف أساتذة نصارى لا تتكلم بأن بحيرى في المرة الأولى أو الثانية تكلم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشيء أي شيء .بل تقول أن اللقاء الأول كان دقائق تعرَّف فيها بحيرى على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقرَّ له بالنبوة ، وأن الثاني كان فقط كلام من سطرٍ واحد ومن طرفٍ بحيرى لا من طرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم . وغير ذلك مما يردد كلُّه من كلام النصارى الذي ليس له مصدر في كتب المسلمين .. هذا باعترافهم هم[8] .
أقول : اعترفوا بأنه لا يوجد في كتب المسلمين أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلس لبحيرى ولو ساعة واحدة ، ولا أنه التقاه وتكلم إليه .فمن أين لهم كل هذا الكلام ؟
إنه قولهم هم . من مصادرهم هم . لا نعرفه . ولا نلتزم به . هذا فقط ما أردت الإشارة إليه بخصوص قصة بحيرى الراهب .. فقط أردت ألقي الضوء على مصدر ما يردده زكريا بطرس في هذه القصة على لسانه هو .
يبقى أن أشير إلى شيء ما تتكلم به المصادر الإسلامية فيما يتعلق بهذا الأمر ، وهو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخرج من مكة قط ، إلا مرتين الأولى وهو غلام صغير في الثانية عشر من عمره ، وهي التي التقى فيها بحيرى الراهب ، وعاد من الطريق ، ولم يخالط غير قريش فقد كان بينهم وحين عاد عاد مع أحدهم ، والثانية وهو في الرابعة والعشرين من عمره ولم تتكلم المصادر الإسلامية بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى بحيرى الراهب فضلا عن أن يكونا التقيا وتكلما وتتدارسا ، وإنما فقط ( نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ قال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم ; فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي )[9] هذا قول ابن هشام ، والسهيلي في الروض الأُنُف يزيد على هذا بأن الراهب لم يكن بحيرى وإنما راهب آخر [10]
3. مخطوطة سريانية من جامعة مانشستر ببريطانيا للبروفيسور Richard Gottheil
كل ما عرضه زكريا بطرس برهانا على هذه الوثيقة هو غلاف كتاب كُتب عليه اسم ( الوثيقة ) و اسم مَن تبناها ، وفي هذه الوثيقة أن الراهب بحيرى حين التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المرتين ـ وكان اللقاءان في دير الراهب بحيرى في بصرى الشام على طريق القوافل ـ وجد في النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضالته فبدأ يعلمه بقوله أنه استشف به علامات النبوة فانتقل إلى مكة وتابع تعليمه والقس ورقة كذلك .
سأناقش هذا الهراء بعد إن شاء الله تعالى وأنا أتكلم عن مصدر الوحي ، ولكن فقط أريد أن أثبت أنها وثيقة نصرانية .. مصدر نصراني .. من جامعة نصرانية ، لا يعتمد على المصادر الإسلامية في شيء . وأن الكلام الذي بها يناقض الكلام الذي ذكره صاحب رسالة الماجستير ـ المصدر السابق ـ إذ أن صاحب رسالة الماجستير يؤكد أن بحيرى لم يتكلم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في اللقاءين وإنما كان حوارا عابرا لم يستغرق دقائق ـ هذا على حد قوله ، فلا ندري أيهم نصدق صاحب رسالة الماجستير ( الموثقة ) أم صاحب الوثيقة التي لا نعلم لها مصدرا ؟
وعلى كلٍ هو من قول النصارى ومن مصادرهم . تكلم من كتبها من أم رأسه . يكفيني هذا هنا الآن.
4. شعراء النصرانية[11]
وهذا الكتاب ركز عليه جدا ونادي على حامل الكاميرا أن يصوره للجمهور ، وهو أحد مصادره الأساسية في القول بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نقل كثيرا من آيات القرآن من شعراء الجاهلية ، الذين يدعي أنهم كانوا يدينون بالنصرانية من أمثال أمية بن أبي الصلت وورقة بن نوفل وامرئ القيس وغيرهم .
وكتاب شعراء النصرانية كتاب شهير لواحد من أشهر الحاقدين على الإسلام والمسلمين وهو القس ( لويس شيخو اليسوعي ) واسمه كاملا هو :رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب بن شيخو اليسوعي. 1859 بالعراق وتوفى في 1927م في بيروت .
يقول صاحب رواد النهضة الحديثة عن لويس هذا ما نصه ( ولم يكن تعصبه لنصرانيته معتدلا ولا مستورا، بل كان تعصبا عاليا عنيفا مجاهرا به، مما جعل أبناء ملته يلومونه على ذلك ويعدونه من أخطائه)[12]
ومن آثار تعصبه أنه جعل جمهور الشعراء الجاهليين نصارى، مخالفا بذلك كل من كتب عن شعراء الجاهلية بل عن الجاهلية التي سبقت الإسلام .
وقال مارون عبود متعجبا أو ساخرا من ابن مِلَّتِه لويس شيخو الذي يستدل به بطرس اللئيم : ( سمعنا بكتاب شعراء النصرانية فاستقدمناه، فإذا هو لهذا العلامة الجليل " لويس شيخو " وإذا كل من عرفناهم من شعراء جاهلين قد خرجوا من تحت سن قلمه نصارى. كان التعميد بالماء فإذا به قد صار بالحبر)[13] .
ومن ملامح تعصب شيخو أنه حين كتب تاريخ الآداب العربية جعل يبرز أدباء النصارى ولم يذكر أحدا من مشاهير الأدب المسلمين وكأنهم غير موجودين اللهم إلا النذر اليسير [14]
5. أبو موسى الحريري وكتاب قس ونبي[15]
وهذا كتاب نصراني لقس نصراني ، يُدعي جوزيف قذي أخذ علي عاتقه أبان الحرب الأهلية اللبنانية أن يوصل أفكار المستشرقين وأراء طائفته حول الإسلام والمسلمين في كتب أربعه هي: قس ونبي ، ونبي الرحمة ، وعالم المعجزات ، وأعربي هو؟. وما زال هذا القس على قيد الحياة إلى الآن
.اعتمد عليه في القول بأن ورقة بن نوفل هو الذي علَّم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه هو الذي زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على النصرانية ، وبالتالي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزوجته السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانا على النصرانية !!
وكما ترى فإن كاتب الكتاب قس نصراني على مِلة زكريا بطرس ، ومُدلِّس مثله تماما يختفي وراء اسم مستعار يبدو وكأنه إسلامي .
ولم يستشهد زكريا بطرس بما كتبت يد أبي موسى الحريري أو جوزيف قذي إلا مرة واحدة وعلى عجالة ، وأحسب أنه تعجل في الاستدلال به ، وقد قدمته كواحد من أهم مصادره لأمر آخر . أذكره لحضراتكم بعد قليل إن شاء الله تعالى .
6. سيد القِمْني وكتابيه ( الإسلاميات ) و( الأسطورة في التراث ) .
يمتدح شخص ( سيد القمني ) ويقول أنه من أفضل من حلل فترة البعثة الأولى لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .وفترة الجاهلية ، ويوصي كثيرا باقتناء كتبه[16].
فمن هو سيد القمني ؟
كاتب مصري ماركسي ، يعتقد أن الإسلام مجرد "إفراز " أفرزته " القواعد الماضوية" يعني بها الجاهلية ، وليس وحيا من عند الله . وكل جهده في إثبات أن الرسالة النبوية كانت تطور لبعض المفاهيم الرامية لإقامة دولة عربية قرشية هاشمية . وقارورة الزجاج الهشة حين يرمي بها قوي على حجر أملس أشدُّ تماسكا من حجج القمني وأمثاله ، وسنضعه إن شاء الله تعالى بجوار بطرس ومن قال بقولهم ونرد عليهم جميعا بعد ذلك إن شاء الله تعالى .
والمراد بيانه هنا أن هذا هو الذي يستدل به زكريا بطرس ، واحد يحمل اسما إسلاميا ولا يؤمن برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبيا ولا بالقرآن كتابا من عند الله .
7. خليل عبد الكريم وكتابيه ( فترة التكوين في حياة الصادق الأمين )[17] و (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية[18])
وهو يثني على هذا الكاتب جدا ، ويلقبه بالشيخ خليل عبد الكريم ، ويؤكد مرارا على أنه شيخ من الأزهر الشريف .
وخليل عبد الكريم ماركسي .. يساري ، هو فقط الذي يطلق على نفسه لقب شيخ ،ولص لم يأتِ بجديد ، فكتابه الذي يستدل به زكريا بطرس كثيرا عبارة عن نسخة مشوهة من كتاب القس اللبناني الماروني ( أبو موسى الحريري أو جوزيف قذى ) الموسوم بـ ( قس ونبي ) ، وحججه التي ساقها ـ نقلا عمن سرق منه أفكاره ـ قبيحة كسيحة لا يقبلها الدون من الناس ، وسنأتي بها في حينها ونعرضها على حضراتكم ، لترو كيف قبحها وسوء حالها ، فصبرا .
لماذا قدمتُ أبا موسى الحريري ( جوزيف قذى ) على سيد القمني وخليل عبد الكريم ؟[19]
لأمور ثلاث :
الأول : أن ذات الأفكار التي تكلم بها خليل عبد الكريم ،وسيد القمني مأخوذة بأم عينها من كتابات القس اللبناني أبو موسى الحريري أو جوزيف قذى ، فالكلام كله الذي يستدل به بطرس مَردّه للنصارى وإن بدى على لسان بعض المنتسبين للملة .
الثاني : أن الكتب التي حملت اسم ( أبو موسى الحريري) صدرت تحت مجموعة بعنوان ( الحقيقة الصعبة ) ، وبقليل من التدبر يمكن القول بأن مؤلف هذه الكتب ليس فردا واحدا وإنما فريق من الباحثين المتمكنين ، ومن تتبع مساحة انتشار الكتبِ وغضِّ الطرف عن سرقة ما بها من أفكار بل وتعمد تسريب الأفكار للصوص الكلمة وتعمد إخفاء من قاموا بها حين صدروها أو التمويه باسم إسلامي يعلم أن هناك من يريد أن يضل الناس ، وأن يسمم أفكار الباحثين وخاصة الكسالى السارقين والتبع المنهزمين .
الثالث : مَكْرُ زكريا بطرس في الاستدلال بخليل عبد الكريم ، وتكراره بأن هذا شيخ وأزهري ، وكذا بسيد القمني ، ومن قبله من ألفوا ( الحقيقة الصعبة) ووضعوا عليها أسماء إسلامية . فالقوم أفلسوا ولم يعد عندهم حيلة سوى الكذب والتدليس على الناس الذين يثقون في كل من تكلم ولا يرجعون للمصادر الأساسية .
المبحث الثاني : المصادر الغير أساسية .
1. أبكار السقاف ( 1913م ـ 1989م ) وكتابها ( نحو آفاق أوسع )
ينقل عنها بعضا مما تكلم به عن عبد المطلب بن هاشم جدِّ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ[20] . وكتابها هذا صدر عام 1945م ، وحدثت ( دوشة ) كبيرة حول الكتاب انتهت بمصادرته[21] عام 1946م[22] . لا حظ أن الكتاب تم مصادرته في فترة لم يكن ظهرت فيها ما يسمونه بالأصولية الإسلامية ، ولم يكن ظهر فيها زكريا بطرس نفسه .وهو لا يفتئ يُذَكِّر المشاهد بأنه كلما استشهد ـ هو ـ من كتابٍ صادروه ، فتدبر كذبه ، وتدبر أن هذه الكتب صودرت قبل أن يخرج بطرس للناس بنصف قرن أو يكاد من الزمن .
وأبكار السقاف من المعاصرين ومن المعمرين ( 1913م ـ 1989م) ولا يعرف عنها التاريخ سوى أنها إحدى الحسناوات ربيبة القصور وزوجة الأمراء والأثرياء ، وأن العقاد أعجب بجمالها حين التقاها في احد المكاتب وزارها في بيتها وزارته في ناديه ، وقد أجهد نفسه من يترجم لكتب شيئا عنها فلم يجد سوى التعجب من أن تهمل هذه الحسناء بنت الأثرياء .
أقول وهذا حالها فقد صدر كتابها ( نحو أفاق أوسع ) في عام 1945م وكان عمرها اثنان وثلاثين عاما والكتاب موسوعة ضخمة في أربع مجلدات ويشبه التحقيق الكبير ، كيف أخرجته هذه الصبية الجميلة وكانت قد تزوجت ـ أو خطبت ـ وطلقت ـ أو انفصلت ـ من أمير ( برقة )ثم تزوجت ومات زوجها .. ثم لم تخرج بعده عملا في نفس قيمته مع أنها عمّرت وتفرغت بعد ذلك .
وإذا وضعنا في الحسبان أن هذه الفترة كان النصارى مشغولون فيها بإعادة قراءة التاريخ الإسلامي من جديد ، وإخراج كوادر ( إسلامية ) ( متنورة) وهي ذات الفترة التي خرجت فيها ( دائرة المعارف الإسلامية ) ألا يدل كل ذلك على أن هذه الفتاة كُتب لها أو أعدت لها الأفكار والمفاهيم وهي صاغتها ؟
مجرد تساءل ، لا أجد صعوبة في الإجابة عليه بالإثبات ، وإن حلف غيري لا أظن أنه يحنث .
وحتى تستيقن أنت أخي القارئ من قولي أبين لك شيء هو أن كثيرا من الأفكار التي راجت في تلك الفترة كان النصارى ( المستشرقين ) المتواجدين في الدوائر الحكومية في مصر وتركيا والشام كانوا هم مصدرها ، وكانت الصالونات هي مصدر تسريب هذه الأفكار ، وأشهر مثال يضرب على ذلك هو ( العبقريات ) ، وهي فكرة ألمانية ، إذ يعتقد الألمان أن العباقرة هم الذين يصنعون التاريخ ، تلقف الفكرة العقاد ، وراح في صمتٍ وجِد عجيب يقرأ التاريخ بعين الألمان وخرج علينا بسلسلته الشهيرة ( العبقريات ) ، وردد التبع المنهزمون ، أصحاب العقول الخاوية والمنابر العالية . مَن يبحثون عن أي جديد يكلمون به الناس في زواياهم الصحفية أو خطبهم الدورية . فكانت أشبه ما تكون ( بالموضة) أو ( التقليعة ) بلهجة أهل مصر . كتب الجميع عن خالد وعن الجيل الأول بمنظور ( العبقرية )[23] .
وكذا طه حسين كتب ما كتب حول السيرة متأثرا بأقوال ( أو مترجما لأقوال ) جيل لوميتر في كتابه ( على هامش الكتب القديمة) و إميل درمنجم في كتابه (حياة محمد).
وكانت موضة أخرى بدأت على يد النصارى تهدف إلى إعادة قراءة الجاهلية العربية قبل الإسلام من جديد للقول بأن الإسلام إفراز للجاهلية أو نوع من التطور الطبعي لبعض المفاهيم السائدة في الجزيرة العربية ،ولا مانع أبدا أن يكونوا قد سربوا المفاهيم الأساسية إلى بعض أصحاب الأقلام ، وما المانع أن يكون منهم أبكار السقاف؟ .
2. دانا جلال
كاتب عراقي كردستاني شيوعي .
3. مفهوم النص / نصر حامد أبو زيد[24]
مشهور معروف ، حكمت عليه المحاكم المصرية بالردة والتفريق بينه وبين زوجته.
4. على هامش السيرة لطه حسين [25]
وهو من الكتب التي اشتد النكير عليها حتى من المحسوبين على التنويريين ، كمحمد حسين هيكل ـ وهو صديق لطه حسين[26]
5. صلاح الدين محسن ومقالاته في الحوار المتمدن[27]
وصلاح الدين محسن كاتب مصري معاصر يصف القرآن بأنه كتاب جهل وأن الإسلام هو سبب تخلف الأمة ، وحوكم في منتصف عام 2000م ولم ينكر هذه التهم .
6. الفتوحات المكية لمحي الدين بن عربي[28]
أجمع علماء السلف والخلف من المنتسبين لأهل السنة على ذم بن عربي وجمهورهم على تكفيره ، وقد ألف الإمام برهان الدبن البقاعي كتـاب اسماه : " تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي" ، وكذا شيخ الإسلام بن تيمية كفر بن عربي ، والإمام الشوكاني في كتابه "الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد" ،وأورد فيه تكفير العز بن عبد السلام لابن عربي .وأمر ابن عربي مشهور لا يحتاج لتعريف .
7. الملل والنحل لأبي القاسم الشهرستاني[29]
8. الإمام نور الدين الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب [ يستدل به على تحريف القرآن][30]
9. الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري[31]
10. المصاحف للإمام السجستاني[32]
11. بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئئمة الأطهار للإمام الباقر المجلسي[33]
والستة مراجع الأخيرة لعلماء شيعة ، يحتج بهم في القول بتحريف القرآن ، ومعلوم أن الشيعة لا يؤخذ بقولهم في احتجاج القرآن ، والاستدلال بقول الشيعة في تحريف القرآن كمن يستدل على فساد الإسلام بقول الهندوس أو أي ملة أخرى .
المبحث الثالث : كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الصحيحة ؟
يستدل زكريا بطرس ببعض المصادر الإسلامية الصحيحة مثل القرآن الكريم وكتب السنة الصحيحة مثل البخاري ومسلم ومسند أحمد وكتب التفسير مثل القرطبي وغير ذلك من المصادر الصحيحة . ويتكلم صراحة بأن هذا قول البخاري ومسلم وأحمد وابن كثير [34] .. ولا يخفى أن هذا من شأنه أن يجعل المستمع أو القارئ يسلم ولا يناقش ، ولا أريد أن أستبق الأحداث ، سأعرض عليك أخي القارئ بعض الأمثلة لاستدلالاته لتتبين لك الصورة على حقيقتها ، وتعلم أي كذوب هذا .
المثال الأول :
ـ وهو يتكلم عن موسم الحج في الجاهلية وأنه كان موسم إخصاب وتجارة ، وأن الأمر لم يتغير في الإسلام يقول نصا : (( محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ أباح جواز المتعة في الحج ، وهذا الكلام في تفسير القرطبي سورة النساء آية 24 { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن } يقول أبو ذر كانت المتعة لنا في الحج خاصة) وأخرجه مسلم )) ويتساءل لماذا؟ ويجيب نفسه لأنه نفس النظام ويشير بيده بما يفهم منه التكرار ، أي تكرار ما كانت عليه الجاهلية من الاجتماع في الحج من أجل الزنى والتجارة [35] !!
انظر ماذا يفعل لتعلم أنه كذّاب لئيم يتعمد الكذب .
نعم الحديث صحيح عند مسلم[36] ، والمتعة هنا التي يتكلم عنها أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ هي إحدى نسك الحج الثلاث المشهورة ( الإفراد والتمتع والقران ) وتعني كما يقول النووي في شرح الحديث ( أن فسخ الحج إلى العمرة كان للصحابة في تلك السنة ) ويوضح هذا ما جاء في سنن النسائي حديث ( 2762) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فَقُلْتُ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْمَعَ الْعَامَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لَوْ كَانَ أَبُوكَ لَمْ يَهُمَّ بِذَلِكَ قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّمَا كَانَتْ الْمُتْعَةُ لَنَا خَاصَّةً . فالمتعة هنا هي التمتع .. هي الفصل بين الحج والعمرة .. هي تحويل الحج إلى عمرة لمن أهلَّ بالحج ثم يهل بالحج بعد ذلك من مكة في يوم التروية . . هذا يسمى التمتع بالحج ، لا أنها الزواج المؤقت الذي حرمه الشرع كما يدعي هذا المفتري .
وينقل هذا الحديث أيضا عن القرطبي في آية { فما استمتعتم به منهن }ليوهم القارئ بأن المعنى المقصود هو نكاح المتعة .. أقول العجيب أنه بالرجوع لما كتبه القرطبي في تفسير هذه الآية من سورة النساء تجد أنه يتكلم عن تحريم جواز المتعة في الإسلام يقول القرطبي (( ولا يجوز أن تحمل الآية على جواز المتعة ؛ لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن نكاح المتعة وحرمه )).
وبالرجوع إلى تفسير القرطبي عند الآية التي ذكرها هو لا تجد ذِكْرٌ لحديث أبي ذر هناك أبدا .
فانظر كيف يكذب . وانظر كيف يدلس على مستمعيه .
هكذا يستدل بالمصادر الصحيحة الكتاب والسنة ، ويخرج القارئ الطيب من أمامه وهو يظن أن الرجل يستمد أقواله من الكتاب والسنة بفهم المشهورين من علماء المسلمين ( القرطبي هنا ).
وشيء آخر موسم الحج تحديدا يحضره ثلاثة ملايين كل عام . هل قال أحد أن المتعة تباح في الحج ؟!. هل تكلم أحد بأن الحج موسم إخصاب وتجارة ؟! هل تكلم أحد أن النساء يمسسن الحجر الأسود بدم الحيض ؟!
يكذب في أمر يشهده ثلاثة ملايين كل عام ، والعجيب أنه يجد من يصدقه !
المثال الثاني :
ـ وهو يتكلم عن أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه عبد الله ، يقول وقبحه الله بما يقول : (( وهذا الكلام موجود في كتب المسلمين ( التراث ) في البداية والنهاية لابن كثير باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله جزء 2 / 316 بلغ النبي أن رجالا من كِنْده يزعمون أن محمدا منهم وهم منه .فقال حين علم أن رجالا يقولون أنه من كِنْدَة وليس من قريش .. مش من عبد الله ـ هذا قوله ـ : ( إنا لن ننتفي من آبائنا نحن بني النضر ابن كنانة ) ، ويعلق قائلا باللهجة العامية : (بيعترف ) [37] انتهى كلامه قبّحه الله .
وانظر كيف يكذب هذا اللئيم .
أولا : الكلام الذي نقله من البداية والنهاية لابن كثير ليس تحت الباب الذي ذكره ( باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله ) . وإنما في الباب الذي يليه وهو بعنوان ((كتاب سيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه وشمائله وفضائله ودلائله الدالة عليه ـ باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ))
فعدل عن اسم الباب الحقيقي عند ابن كثير وهو ( ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ) . ولو ذكره لبان كذبه قبل أن يتكلم .
ثانيا : بَتَرَ الحديث الذي جاء به ، والنص كاملا .. من ابن كثير الذي ينقل عنه وليس من مكان آخر . يقول ابن كثير : (( وقد ورد حديثٌ في انتسابه عليه السلام إلى عدنان ، وهو على المنبر ولكن الله أعلم بصحته كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي : ... عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : بلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه ، وأنه منهم فقال : إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب ليأمنا بذلك ، وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال : وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار ، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها ، فأخْرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا "
يقول ابن كثيرا متابعا :
وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ، ولكن سنذكر له شواهد من وجوه أخر ، فمن ذلك قوله ( خرجت من نكاح لا من سفاح ) قال عبد الرزاق : عن جعفر بن محمد عن أبيه أبي جعفر الباقر في قوله تعالى( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إني خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ) وهذا مرسل جيد . وهكذا رواه البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح ).
فابن كثير يتكلم عن النسب الشريف وطيب الأصل المنيف .
وابن كثير يتكلم بأنه حديث ضعيف (وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ).
وعلى فرض صحة الحديث فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينفي ما تكلم به رجالُ كندة ، ويذكر نسبه إلى أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، وأنه ولد من نكاح وليس من سفاح.
وابن كثير بعد تضعيفه للحديث يذكر شواهد على ما صح منه وهو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد من نكاح وليس من سفاح وأنه ابن أبيه .
وسأعود لقضية النسب الشريف لسيد ولد آدم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك تحت عنوان منفصل ، وفقط أردت هنا بيان كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الإسلامية الصحيحة مثل ابن كثير . فهو ـ زكريا بطرس ـ يكذب كذبا رخيصا مكشوفا حين يستدل بالمصادر الصحيحة التي يعترف بها المسلمون .
المثال الثالث :
يستدل من مسند الإمام أحمد ويقول على لسان الإمام أحمد ( عن ابن عباس قال وكان الرسول يطوف حول الحجر سبع لفات ثلاثة منها قافزا كالظباء وأربعة منها ماشيا في احترام للحجر المقدس من مسند أحمد الحديث2835 ) [38]
وسياق كلامه على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان على ذات النُّسك التي كانت عليها الجاهلية من تقديس الأصنام وهي هنا الحجر الأسود على حد قوله قبَّحه الله .
وانظر أخي كيف يكذب كذبا مركبا مكشوفا .
الحديث بتمامه عند أحمد : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنْ الْعَجَفَِ فقَالَ أَصْحَابُهُ لَوْ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ قَالَ لَا تَفْعَلُوا وَلَكِنْ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ فَجَمَعُوا لَهُ وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً [39] فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ "
ـ هل في الحديث شيء مما قاله بطرس ؛ اللهم قَوْلَةَ قريش ( تقافز الظباء ) التي كذب وادعى أنها قولة ابن عباس ، وقريش قالتها على سبيل المدح .. تتكلم بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته في قوتهم يمشون كما تمشي الظباء أو الغزلان ـ في رواية أبي داود [40]ـ وقد كانت تحسب أنهم يمتون من العَجَفْ ؟!
ـ وفي الحديث واحدة من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي مباركة الأكل للصحابة رضوان الله عليهم ، حتى أكلوا وملئوا جرابهم من الطعام ولم ينفد ، وهي معجزة تكررت كثيرا ،عمى عنها زكريا بطرس .. مر عليها وكأنه لا يراها ولابد أنه رآها ولكن { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }[ الحج : 46]
ـ والحديث ليس بذات الرقم الذي ذكره بطرس ، وإنما برقم آخر (2646) فربما ينقل عن كذابٍ آخر ، وهي كذبة أخرى إذ أنه يدعي البحث وأن ما يتكلم به اطلع عليه بنفسه .
المثال الرابع :
بعد ذكر هذا الجزء من الآية :103 من سورة النحل {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }. يقول مستدلا : هناك شخصيات كان يحوم حولها الشبهة أنها كانت تعلم محمد ـ وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ويذكر من هؤلاء بلعام ، وعياش مولى عتبة بن أبي ربيعه وسلمان الفارسي وعدّاس و ميسرة ، يقول نصا ( دول كلهم كان يشار إليهم أنهم كلهم كانوا يملون عليه الكلام ده )[41] يعني القرآن .
ويكرر ذات الكلمات في مكان آخر قائلا جاء في كتب التفاسير . . القرطبي والطبري وابن كثير والنسفي والنيسابوري والبضاوي ـ ويعد على أصابعه ـ أن معارضي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا يشيرون إلى عبد رومي .اسمه بلعام أو يعيش ... وهذا اعتراف من علماء المسلمين بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له علاقات مع علماء النصارى يجتمع معهم ويسمع منهم.[42]
وهذا كذب هزيل قبيح .
ـ الآية بتمامها تقول : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
فهي تحكي قول قريش .. إنما يعلمه بشر ، وترد عليه وتنفيه وتتعجب منه ، إذ أن الذين سمّت قريش عجم لا يتكلمون العربية وهذا القرآن بلسان عربي مبين عجز الفصحاء والبلغاء من العرب أن يأتوا بمثله { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
ـ والمفسرون يقولون ( وكانوا إذا سمعوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما مضى وما هو آتٍ مع أنه أمي لم يقرأ قالوا : إنما يعلمه ( جبر ) وهو أعجميُّ ؛ فقال الله تعالى : " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " أي كيف يعلمه ( جبر ) وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها ) القرطبي عند تفسير الآية.
وابن كثير يقول : يقول تعالى مخبرا عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بَشر ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم غلام لبعض بطون قريش وكان بياعا يبيع عند الصفا وربما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية أو أنه كان يعرف الشيء اليسير بقدر ما يردّ جواب الخطاب فيما لا بد منه فلهذا قال الله تعالى ردا عليهم في افترائهم ذلك " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " .
ويقول الطبري " يقول تعالى ذكره : ولقد نعلم أن هؤلاء المشركين يقولون جهلا منهم : إنما يُعلم محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الذي يتلوهُ بشر من بني آدم ، وما هو من عند الله . يقول الله تعالى ذكره مكذبهم في قيلهم ذلك : ألا تعلمون كذب ما تقولون ؟ إن لسان الذي تلحدون إليه ، يقول تميلون إليه . بأنه يُعلم محمدا ، أعجمي . وذلك أنهم فيما ذُكر كانوا يزعمون أن الذي يُعلم محمدا هذا القرآن عبد رومي فذلك قول الله تعالى { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } .
المثال الخامس :
وانظر هذه ، ولا أحسبك ستنصت له بعدها .
ـ يقول : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .[43]
والآية تتكلم على لسان يوسف ـ عليه السلام ـ وهذا هو السياق كاملا : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ . وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان . وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}[ يوسف :36ـ42]
الآية تتكلم عن يوسف عليه السلام ، وآبائه إبراهيم وإسحاق أنبياء ، يستدل بها ليوهم القارئ بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بادئ أمره لم يأت بجديد وكان على ذات الوثنية التي كان عليها قومه .
المبحث الرابع : تعليق على مصادر زكريا بطرس ، وهذا المبحث بمثابة تلخيص لبعض النقاط المهمة المتعلقة بمصادرة التي يستدل بها .
تلاحظ أخي القارئ أن النصارى لم يجدوا حيلة سوى التدليس والكذب ، لم يستطيعوا أن يجدوا في الكتب الإسلامية ما يدعم رأيهم ، فعمدوا إلى تأليف كتب كتبوها بأيديهم تتكلم عن الإسلام وأهله بما يحلو لهم ( دائرة المعارف ) و ( قس ونبي ) و ( شعراء النصرانية ) ، وأنهم حاولوا تسريب المفاهيم التي تحملها هذه الكتب على لسان نفرٍ من أبناء الأمة ممن لا نعرف لهم علما ولا عدلا من أمثال ( خليل عبد الكريم ) و ( سيد القمني ) و ( أبكار السقاف ) و ( طه حسين ) ( وصلاح الدين محسن ) .وهذا يعني أن أغلب المصادر التي يستدل بها زكريا بطرس هي صراحة مصادر نصرانية وليست مصادر إسلامية كما يدعي .
ـ كثير من الكتب التي ينقل عنها زكريا بطرس تم مصادرتها قبل أن يعرف أحد زكريا بطرس ، وليس كما يدعي هو أنها صودرت حين تكلم منها ، فهو يوهم القارئ بأن المسلمين صادروا الكتب حين لم يجدوا حيلة للرد على ما فيها . وهذا غير صحيح فالكتب مصادرة قبل أن يخرج زكريا بطرس ، ومصادرة لأنها لم تتكلم بعلم وعدل وإنما بظلم من القول وزوا . وهذا يشير بوضوح إلى تطرف هذه الكتب ، وبالتالي ليس من الإنصاف أبدا الاستدلال بها على المسلمين . لا يرضى بهذا باحث عن الحقيقة .
ـ رأيت أخي القارئ كيف يكذب كذبا واضحا حين ينقل من المصادر الإسلامية الصحيحة ، يكذب ببتر النص من سياقه العملي ثم تفسيره بما يحلو له ، أو ببتر النص وإضافة بعض الجمل التوضيحية عليه وقد مرّ بنا هذا من قبل في أمثلة عدة . فهو آفاك آثيم ، يقلب الحقائق وهو يعلمها . قاتله الله .
-------------------------------------
[1] تعبر أهم مصدر يستند إليه في جميع ما يأتي به .
[2] أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود، كلية التربية، قسم الثقافة الإسلامية 1422هـ، و حتى تاريخه. أي أن الدكتوراه خرجت قبل عشر سنوات من الآن ، أي قبل أن يظهر بطرس للناس .
[3] وهذا رابط دار النشر على الإنتر نت http://www.brill.nl/ ، وهذا رابط الصفحة التي تتكلم عن دائرة المعارف :http://www.brill.nl/default.aspx?partid=17&pid=7560
[4] وهذا رابط لمعرفة المزيد عنه http://www.history.ucsb.edu/faculty/humphreys.htm
[5] قلتُ : وهو حال كل المنصرين في كل زمان يتيممون الطبقة التي تجهل دينها ، ويتحدثون إليهم .يحدث هذا في معسكرات التنصير في أفريقيا وفي نشاط خلايا التنصير في البلاد الإسلامية ، ويحدث على مستوى منظريهم تجد أنهم لا يتحاوررون إلا مع من قل علمه ، اللهم أن يحرجوا فيخرجوا قليلا ثم يتوارون .
[6] الحلقة الثالثة عشر والرابعة عشر من برنامج في الصميم كما هو الترتيب في الموقع الخاص بزكريا بطرس .
[7] في الصميم الحلقة الخامسة عشر د/10
[8] الحلقة الحادية عشر في الصميم د /8 وأكد على المعنى في بداية الحلقة التي بعدها .
[9] سيرة ابن هشام ج1/
[10] الروض الأُنُف الجزء الأول /323
[11] في الصميم الحلقة العاشرة د/16
[12] رواد النهضة الحديثة 226.
[13] (رواد النهضة الحديثة 225
[14] تاريخ الأدب العربي للدكتور عمر فروخ 1/23، ومن أراد المزيد يراجع موقع باب للدكتور عبد المحسن العسكر :( http://www.bab.com )
[15] عرضة على الشاشة في الحلقة الثامنة عشر من برنامج في الصميم د/10 ، ويستدل به على أن الرسول تزوج على النصرانية على يد ورقة بن نوفل .يقول نقلا عن موسى الحريري ، قس نصراني يبارك الزواج فعلى أي دين يكون الزوجان؟
[16] في الصميم الحلقة الرابعة والحلقة الخامسة.، والحلقة التاسعة ،
[17] استدل بهذا الكتاب كثيرا ، وكان يعرضه على الشاشة من وقت لآخر.
[18] في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الدينية في الإسلام وأثرها في الجاهلية د/2
[19] لإجابة أوسع انظر (بين خليل عبد الكريم وأبو موسى الحريري ) مهدي مصطفى
[20] في الصميم الحلقة الرابعة عشر ( هاشم ) د17
[21] انظر سقاف نت saggaf.net ، ولها ترجمة في نادي الأدب الفكري.
[22] انظر موقع أدب وفن www.adabwafan.com
[23] ودراسة التاريخ بمنظور ( العبقريات ) خطأ لأنه لا خالد ولا أبو بكر ولا عمر بل ولا الحبيب ـ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ـ هم الذين صنعوا التاريخ الإسلامي ، وإنما العقيدة هي التي تصوغ الشخصية فتغير تركيبتها تماما .ثم هؤلاء بعد أن تغيرهم العقيدة يغيرون بأمر ربهم واقع الناس ، والقول بأن خالد وعمر وأبو بكر هم الذين كونوا الدولة ومكنوا للملة ، يجعل الناس يبحثون عن خالد جديد ، وعمر جديد وأبو بكر من جديد . وهذا يصرفهم عن العودة للتوحيد . وأحسب أن هذا ما كان يرمي إليه من رمى بالألمان بين أظهرنا في مصر . ألا تبت يداه . ويدا من ولاه .
[24] في الصميم الحلقة الخامسة ( التي يتكلم فيها عن هاشم ) تم عرضه على الشاشة في الدقيقة التاسعة
[25] في الصميم الحلقة الثامنة عشر تم عرضه على الشاشة د/8:35 ويستدل به على أن قسا
[26] راجع ـ إن شئت ـ دراسات في السِّيرة النَّبَويَّة: لمحمد سرور بن نايف زين العابدين ص( 228-238).
[27] بنديكت 49 وكذب كذبا صريحا وهو يتكلم عن صلاح الدين محسن فقد أورد بعض الأشياء على لسانه وهي على لسان احد قراء صلاح محسن .
[28] في الصميم الحلقة الخامسة ( التي يتكلم فيها عن هاشم ) تم عرضه على الشاشة في الدقيقة التاسعة
[29] تم عرضه في الحلقة التاسعة د 6:21 وينقل عنه أنه كان يمارس في الحج طقس عجيب وهو الاحتكاك بالحجر الأسود.
[30] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/4
[31] [31] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/5،11 يستدل به على تحريف القرآن وهو شيعي
[32] [32] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/8
[33] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/13يستدل به على تحريف القرآن وهو إمام شيعي
[34] سؤال جريئ الحلقة الثانية هل القرآن كلام الله ؟د /14 وفي الحلقة الأولى من سؤال جريئ د/39 وكرر ذلك في كل حلقة تقريبا من حلقات في الصميم
[35] في الصميم الحلقة التاسعة د/16
[36] كتاب الحج ح2148
[37] في الصميم الحلقة الثالثة د/17
[38] في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الوثنية في الجاهلية د/22
[39] العجف هو الحرمان .وجمانة تعني راحة وري وشبع ،والنطع بساط من الجلد ، والجراب ما يوضع فيه الزاد والغميزة هي الضعف .
[40] سنن أبي داود كتاب المناسك .ح / 1613.
[41] الحلقة الحادية عشر في الصميم د /4
[42] الحلقة الخامسة عشر د/9
[43] في الصميم الحلقة العاشرة وهو يتكلم عن الحنيفية د/9
يعتمد على كتب النصارى التي تتكلم عن الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكتب الشيعة والملحدين و( التنويريين ) في إثبات قضاياه ، وحين يأتي بمصدر صحيح كالقرآن العظيم وصحيح السنة النبوية فإنه يبتر النص ليخرجه عن سياقه الحقيقي . وأعرض على حضراتكم مصادره التي يستقي منها أقواله حول الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم
ـ وقد قسمت هذا الفصل لعدة مباحث .
الأول : المصادر الأساسية التي يعتمد عليها في إثبات قضاياه .
الثاني : المصادر الفرعية .
الثالث : كيف يستدل بالكتب الصحيحة ؟
الرابع : تعليق على مصادر زكريا بطرس ، وهذا المبحث بمثابة تلخيص لبعض النقاط المهمة المتعلقة بمصادرة التي يستدل بها .
أولا المصادر الأساسية التي يعتمد عليها في إثبات ما يتكلم به .وهي :
1. دائرة المعارف الإسلامية.(Encyclopaedia of Islam)[1]
هذه أهم المصادر التي يعتمد عليها زكريا بطرس فيما يفتريه على الإسلام ، وكلَّ حينٍ يضعها أمام الشاشة ، ويقول أنه حين بدأ يستدل بها أو منها صادرها المسلمون من السوق وقالوا عنها أنها محرفة ، تُرى ما حقيقة هذه الموسوعة التي يعتمد عليها زكريا بطرس كليا وجزئيا ؟ وهل هي حقا مصدر إسلامي كما يدعي أنه يعتمد على مصادر إسلامية ، وأن كل ما يقوله هو من كتب المسلمين .
في عام 1998 أي قبل أن يدخل زكريا بطرس إلى قناة الحياة أو قبل أن تبدأ قناة الحياة بثها صدرت رسالة دكتوراه حول ( دائرة المعارف الإسلامية ) بعنوان ( دائرة المعارف الإسلامية ـ أضاليل وأكاذيب ) .للدكتور إبراهيم عوض، ورسالة دكتوراه أخرى بعنوان ( العقيدة الإسلامية في دائرة المعارف الإسلامية ) للدكتور/ خالد بن عبد الله القاسم[2]، وصدر عن غيرهما كتابات أخرى في ذات الموضوع ، فالمسلمون يرفضونها قبل أن يدري بها زكريا بطرس نفسه .لا أنهم رفضوها بعد أن استدل بها .
والسؤال : لماذا يرفض المسلمون دائرة المعارف الإسلامية كمصدر يُستدل به على الإسلام ؟
تصدر دائرة المعارف الإسلامية.(Encyclopaedia of Islam) عن دار نشر هولندية تسمى بريلBRILL[3] . وليست دار نشر إسلامية ، ظهرت أول طبعة منها بين عامي 1913 و 1938 بعدة لغات ثم ظهرت نسخ مختصرة منها عام 1953. ثم بدأ العمل في الطبعة الثانية عام 1954 و اكتملت عام 2005.
و قد ذكر ستيفن همفري(Humphreys Stephen)[4] أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة كاليفورنيا - سانتا باربارا في كتابه (( التاريخ الإسلامي: إطار البحث )) Islamic History: A Framework for Inquiry ما نصه :
“دائرة المعارف الإسلامية مؤلفة بالكامل من قبل باحثين أوروبيين و هي لا تعبر إلا عن النظرة و المفهوم الأوروبي للحضارة الإسلامية . و تناقض هذه المفاهيم و تختلف اختلافا كبيرا عن المفاهيم التي يؤمن بها و يتبعها المسلمون أنفسهم. و ما ذكر في هذه الموسوعة لا يتوافق مع التعاليم و المبادئ الإسلامية للمراجع الإسلامية كالأزهر بل يتناقض معها”
القائمون على هذه الدائرة هم مجموعة من المستشرقين النصارى واليهود المعروفين بحقدهم على الإسلام والمسلمين مثل المستشرق الهولندي أرند جان فنسنك A. J. Wensinck و هو من أشد المتعصبين ضد الإسلام و قد كان عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة و فُصل منه نتيجة مؤلفاته التي هاجمت الإسلام و القرآن و الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، وهذا المستشرق المتعصب هو المشرف على الطبعة الأولى.
و شارك أيضا في إعداد هذه الموسوعة المنصر و المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون Louis Massignon و هو رائد الحركة التبشيرية في مصر. و قد اشتهر بالعمل على تنصير الأميين من خلال خداعهم بتحوير آيات القرآن الكريم لإيهامهم بموافقتها النصرانية[5].
و قد اشترك أيضا كثير من اليهود في تحريرها مثل جوزيف شخت Joseph Schacht المستشرق الهولندي و إجناس جولذيهر Ignaz Goldziher المستشرق المجري و جورجيو ليفي دلا فيدا Giorgio Levi Della Vida ، والمستشرق الايطالي و برنارد لويس Bernard Lewis المستشرق الامريكي. و برنارد لويس هذا من اشد المناصرين لإسرائيل و هو صاحب مصطلح “صراع الحضارات” الذي أعلنه عام 1990 و قصد به الصراع بين الغرب و الإسلام كعدو قادم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. و كل كتبه عن الإسلام تدعوا إلى محاربته بشتى الطرق.
واشترك في كتابتها قساوسة و علماء لاهوت و منصرون مثل القس دافيد صموئيل مرجليوث David Samuel Margoliouth و كان قسا بالكنيسة الانجليزية و عرف عنه التعصب ضد الإسلام.و كذلك عالم اللاهوت و المستشرق هنري لامنس Henry Lammans و قد عمل بالتنصير في بيروت و عرف عنه الحقد الشديد على الإسلام. و كذلك المستشرق ج. كريمرز J. H. Kramers و كتاباته تركز على التنصير. ودانكن بلاك ماكدونلد Duncan Black Macdonald وهو منصر أمريكي عرف بحقده الشديد على الإسلام و تتركز مؤلفاته حول تنصير المسلمين و انشأ معهد متخصص لهذا الغرض. و أدوين كالفرلي Edwin Calverley وهو منصر أمريكي متعصب رأس تحرير مجلة العالم الإسلامي التنصيرية و التي تهتم بتنصير المسلمين.
هذه فقط مجرد أمثلة للقائمين على ( دائرة المعارف الإسلامية ) التي يستدل بها زكريا بطرس ، وكل من أراد أن يهاجم الإسلام في الشرق والغرب .
أقول : ولذلك تجد زكريا بطرس لا يذكر مؤلف الدائرة ولا الدار التي تقوم على نشرها كما يفعل مع بعض المصادر الأخرى التي يجلبها ، يكتفي فقط باسمها ، وهذا من كذبه وتدليسه على المشاهدين .
2. رسالة ماجستير عن بحيرى الراهب [6].من جامعة برمنجهام بانجلترا 1983م
اعتمد زكريا بطرس على هذه الرسالة في إحدى قضاياه الكبرى وهي القول بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تتلمذ على يد بحيرى الراهب ، أو تأثر به تأثرا كبيرا ، أو أن بحيرى الراهب هو الذي خطط لنبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلمه كل شيء حتى القرآن ، وسآتي على هذا الكلام إن شاء الله تعالى حين مناقشة مصدر الوحي عند زكريا بطرس ومن قال بقوله أو قال بقولهم ، وما يعنيني هنا ، هو بيان أن هذه الرسالة نصرانية ، قام بها أحد الطلبة النصارى واعتمد في بحثه على مصادر نصرانية ، فالباب الثالث من هذه الرسالة على حسب ما نقله زكريا بطرس هو : ( لقاء بحيرى ومحمد وفقا للتراث المسيحي ) ، لا حظ وفقا للتراث المسيحي . والباب الرابع : تقييم تاريخي ثيولوجي ( لاهوتي ) لقصة بحيرى الراهب .
فلاحظ .. مصادر نصرانية . . كاتب نصراني .. تقييم نصراني للرسالة .
وحين تَعَرَّضَ صاحب الرسالة للمصادر الإسلامية ذكر أنها ـ أي المصادر الإسلامية ـ لم تذكر أن بحيرى التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا مرتين [7]، الأولى في سن الثانية عشر من عمره ، وقد تعرف عليه بحيرى من خاتم النبوة ، وما وجد اللئيم زكريا بطرس ردا على هذا سوى الاستهزاء والسخرية ودعوى أنها كانت ( وحْمِه ) في كتفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والثانية بين العشرين والخمسة والعشرين من عمره ، ولم يكلمه بحيرى بل أشار إليه وقال هذا رسول رب العالمين الذي سوف يرسله الله بالسيف المسلول والقتال الشديد فمن أطاعه نجا ومن لم يطعه هلك " هذا على حد قول الرسالة على لسان بطرس .
فالرسالة التي قام بها هذا الطالب النصراني وفي جامعة نصرانية وتحت إشراف أساتذة نصارى لا تتكلم بأن بحيرى في المرة الأولى أو الثانية تكلم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشيء أي شيء .بل تقول أن اللقاء الأول كان دقائق تعرَّف فيها بحيرى على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقرَّ له بالنبوة ، وأن الثاني كان فقط كلام من سطرٍ واحد ومن طرفٍ بحيرى لا من طرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم . وغير ذلك مما يردد كلُّه من كلام النصارى الذي ليس له مصدر في كتب المسلمين .. هذا باعترافهم هم[8] .
أقول : اعترفوا بأنه لا يوجد في كتب المسلمين أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلس لبحيرى ولو ساعة واحدة ، ولا أنه التقاه وتكلم إليه .فمن أين لهم كل هذا الكلام ؟
إنه قولهم هم . من مصادرهم هم . لا نعرفه . ولا نلتزم به . هذا فقط ما أردت الإشارة إليه بخصوص قصة بحيرى الراهب .. فقط أردت ألقي الضوء على مصدر ما يردده زكريا بطرس في هذه القصة على لسانه هو .
يبقى أن أشير إلى شيء ما تتكلم به المصادر الإسلامية فيما يتعلق بهذا الأمر ، وهو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخرج من مكة قط ، إلا مرتين الأولى وهو غلام صغير في الثانية عشر من عمره ، وهي التي التقى فيها بحيرى الراهب ، وعاد من الطريق ، ولم يخالط غير قريش فقد كان بينهم وحين عاد عاد مع أحدهم ، والثانية وهو في الرابعة والعشرين من عمره ولم تتكلم المصادر الإسلامية بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى بحيرى الراهب فضلا عن أن يكونا التقيا وتكلما وتتدارسا ، وإنما فقط ( نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ قال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم ; فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي )[9] هذا قول ابن هشام ، والسهيلي في الروض الأُنُف يزيد على هذا بأن الراهب لم يكن بحيرى وإنما راهب آخر [10]
3. مخطوطة سريانية من جامعة مانشستر ببريطانيا للبروفيسور Richard Gottheil
كل ما عرضه زكريا بطرس برهانا على هذه الوثيقة هو غلاف كتاب كُتب عليه اسم ( الوثيقة ) و اسم مَن تبناها ، وفي هذه الوثيقة أن الراهب بحيرى حين التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المرتين ـ وكان اللقاءان في دير الراهب بحيرى في بصرى الشام على طريق القوافل ـ وجد في النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضالته فبدأ يعلمه بقوله أنه استشف به علامات النبوة فانتقل إلى مكة وتابع تعليمه والقس ورقة كذلك .
سأناقش هذا الهراء بعد إن شاء الله تعالى وأنا أتكلم عن مصدر الوحي ، ولكن فقط أريد أن أثبت أنها وثيقة نصرانية .. مصدر نصراني .. من جامعة نصرانية ، لا يعتمد على المصادر الإسلامية في شيء . وأن الكلام الذي بها يناقض الكلام الذي ذكره صاحب رسالة الماجستير ـ المصدر السابق ـ إذ أن صاحب رسالة الماجستير يؤكد أن بحيرى لم يتكلم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في اللقاءين وإنما كان حوارا عابرا لم يستغرق دقائق ـ هذا على حد قوله ، فلا ندري أيهم نصدق صاحب رسالة الماجستير ( الموثقة ) أم صاحب الوثيقة التي لا نعلم لها مصدرا ؟
وعلى كلٍ هو من قول النصارى ومن مصادرهم . تكلم من كتبها من أم رأسه . يكفيني هذا هنا الآن.
4. شعراء النصرانية[11]
وهذا الكتاب ركز عليه جدا ونادي على حامل الكاميرا أن يصوره للجمهور ، وهو أحد مصادره الأساسية في القول بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نقل كثيرا من آيات القرآن من شعراء الجاهلية ، الذين يدعي أنهم كانوا يدينون بالنصرانية من أمثال أمية بن أبي الصلت وورقة بن نوفل وامرئ القيس وغيرهم .
وكتاب شعراء النصرانية كتاب شهير لواحد من أشهر الحاقدين على الإسلام والمسلمين وهو القس ( لويس شيخو اليسوعي ) واسمه كاملا هو :رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب بن شيخو اليسوعي. 1859 بالعراق وتوفى في 1927م في بيروت .
يقول صاحب رواد النهضة الحديثة عن لويس هذا ما نصه ( ولم يكن تعصبه لنصرانيته معتدلا ولا مستورا، بل كان تعصبا عاليا عنيفا مجاهرا به، مما جعل أبناء ملته يلومونه على ذلك ويعدونه من أخطائه)[12]
ومن آثار تعصبه أنه جعل جمهور الشعراء الجاهليين نصارى، مخالفا بذلك كل من كتب عن شعراء الجاهلية بل عن الجاهلية التي سبقت الإسلام .
وقال مارون عبود متعجبا أو ساخرا من ابن مِلَّتِه لويس شيخو الذي يستدل به بطرس اللئيم : ( سمعنا بكتاب شعراء النصرانية فاستقدمناه، فإذا هو لهذا العلامة الجليل " لويس شيخو " وإذا كل من عرفناهم من شعراء جاهلين قد خرجوا من تحت سن قلمه نصارى. كان التعميد بالماء فإذا به قد صار بالحبر)[13] .
ومن ملامح تعصب شيخو أنه حين كتب تاريخ الآداب العربية جعل يبرز أدباء النصارى ولم يذكر أحدا من مشاهير الأدب المسلمين وكأنهم غير موجودين اللهم إلا النذر اليسير [14]
5. أبو موسى الحريري وكتاب قس ونبي[15]
وهذا كتاب نصراني لقس نصراني ، يُدعي جوزيف قذي أخذ علي عاتقه أبان الحرب الأهلية اللبنانية أن يوصل أفكار المستشرقين وأراء طائفته حول الإسلام والمسلمين في كتب أربعه هي: قس ونبي ، ونبي الرحمة ، وعالم المعجزات ، وأعربي هو؟. وما زال هذا القس على قيد الحياة إلى الآن
.اعتمد عليه في القول بأن ورقة بن نوفل هو الذي علَّم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه هو الذي زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على النصرانية ، وبالتالي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزوجته السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانا على النصرانية !!
وكما ترى فإن كاتب الكتاب قس نصراني على مِلة زكريا بطرس ، ومُدلِّس مثله تماما يختفي وراء اسم مستعار يبدو وكأنه إسلامي .
ولم يستشهد زكريا بطرس بما كتبت يد أبي موسى الحريري أو جوزيف قذي إلا مرة واحدة وعلى عجالة ، وأحسب أنه تعجل في الاستدلال به ، وقد قدمته كواحد من أهم مصادره لأمر آخر . أذكره لحضراتكم بعد قليل إن شاء الله تعالى .
6. سيد القِمْني وكتابيه ( الإسلاميات ) و( الأسطورة في التراث ) .
يمتدح شخص ( سيد القمني ) ويقول أنه من أفضل من حلل فترة البعثة الأولى لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .وفترة الجاهلية ، ويوصي كثيرا باقتناء كتبه[16].
فمن هو سيد القمني ؟
كاتب مصري ماركسي ، يعتقد أن الإسلام مجرد "إفراز " أفرزته " القواعد الماضوية" يعني بها الجاهلية ، وليس وحيا من عند الله . وكل جهده في إثبات أن الرسالة النبوية كانت تطور لبعض المفاهيم الرامية لإقامة دولة عربية قرشية هاشمية . وقارورة الزجاج الهشة حين يرمي بها قوي على حجر أملس أشدُّ تماسكا من حجج القمني وأمثاله ، وسنضعه إن شاء الله تعالى بجوار بطرس ومن قال بقولهم ونرد عليهم جميعا بعد ذلك إن شاء الله تعالى .
والمراد بيانه هنا أن هذا هو الذي يستدل به زكريا بطرس ، واحد يحمل اسما إسلاميا ولا يؤمن برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبيا ولا بالقرآن كتابا من عند الله .
7. خليل عبد الكريم وكتابيه ( فترة التكوين في حياة الصادق الأمين )[17] و (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية[18])
وهو يثني على هذا الكاتب جدا ، ويلقبه بالشيخ خليل عبد الكريم ، ويؤكد مرارا على أنه شيخ من الأزهر الشريف .
وخليل عبد الكريم ماركسي .. يساري ، هو فقط الذي يطلق على نفسه لقب شيخ ،ولص لم يأتِ بجديد ، فكتابه الذي يستدل به زكريا بطرس كثيرا عبارة عن نسخة مشوهة من كتاب القس اللبناني الماروني ( أبو موسى الحريري أو جوزيف قذى ) الموسوم بـ ( قس ونبي ) ، وحججه التي ساقها ـ نقلا عمن سرق منه أفكاره ـ قبيحة كسيحة لا يقبلها الدون من الناس ، وسنأتي بها في حينها ونعرضها على حضراتكم ، لترو كيف قبحها وسوء حالها ، فصبرا .
لماذا قدمتُ أبا موسى الحريري ( جوزيف قذى ) على سيد القمني وخليل عبد الكريم ؟[19]
لأمور ثلاث :
الأول : أن ذات الأفكار التي تكلم بها خليل عبد الكريم ،وسيد القمني مأخوذة بأم عينها من كتابات القس اللبناني أبو موسى الحريري أو جوزيف قذى ، فالكلام كله الذي يستدل به بطرس مَردّه للنصارى وإن بدى على لسان بعض المنتسبين للملة .
الثاني : أن الكتب التي حملت اسم ( أبو موسى الحريري) صدرت تحت مجموعة بعنوان ( الحقيقة الصعبة ) ، وبقليل من التدبر يمكن القول بأن مؤلف هذه الكتب ليس فردا واحدا وإنما فريق من الباحثين المتمكنين ، ومن تتبع مساحة انتشار الكتبِ وغضِّ الطرف عن سرقة ما بها من أفكار بل وتعمد تسريب الأفكار للصوص الكلمة وتعمد إخفاء من قاموا بها حين صدروها أو التمويه باسم إسلامي يعلم أن هناك من يريد أن يضل الناس ، وأن يسمم أفكار الباحثين وخاصة الكسالى السارقين والتبع المنهزمين .
الثالث : مَكْرُ زكريا بطرس في الاستدلال بخليل عبد الكريم ، وتكراره بأن هذا شيخ وأزهري ، وكذا بسيد القمني ، ومن قبله من ألفوا ( الحقيقة الصعبة) ووضعوا عليها أسماء إسلامية . فالقوم أفلسوا ولم يعد عندهم حيلة سوى الكذب والتدليس على الناس الذين يثقون في كل من تكلم ولا يرجعون للمصادر الأساسية .
المبحث الثاني : المصادر الغير أساسية .
1. أبكار السقاف ( 1913م ـ 1989م ) وكتابها ( نحو آفاق أوسع )
ينقل عنها بعضا مما تكلم به عن عبد المطلب بن هاشم جدِّ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ[20] . وكتابها هذا صدر عام 1945م ، وحدثت ( دوشة ) كبيرة حول الكتاب انتهت بمصادرته[21] عام 1946م[22] . لا حظ أن الكتاب تم مصادرته في فترة لم يكن ظهرت فيها ما يسمونه بالأصولية الإسلامية ، ولم يكن ظهر فيها زكريا بطرس نفسه .وهو لا يفتئ يُذَكِّر المشاهد بأنه كلما استشهد ـ هو ـ من كتابٍ صادروه ، فتدبر كذبه ، وتدبر أن هذه الكتب صودرت قبل أن يخرج بطرس للناس بنصف قرن أو يكاد من الزمن .
وأبكار السقاف من المعاصرين ومن المعمرين ( 1913م ـ 1989م) ولا يعرف عنها التاريخ سوى أنها إحدى الحسناوات ربيبة القصور وزوجة الأمراء والأثرياء ، وأن العقاد أعجب بجمالها حين التقاها في احد المكاتب وزارها في بيتها وزارته في ناديه ، وقد أجهد نفسه من يترجم لكتب شيئا عنها فلم يجد سوى التعجب من أن تهمل هذه الحسناء بنت الأثرياء .
أقول وهذا حالها فقد صدر كتابها ( نحو أفاق أوسع ) في عام 1945م وكان عمرها اثنان وثلاثين عاما والكتاب موسوعة ضخمة في أربع مجلدات ويشبه التحقيق الكبير ، كيف أخرجته هذه الصبية الجميلة وكانت قد تزوجت ـ أو خطبت ـ وطلقت ـ أو انفصلت ـ من أمير ( برقة )ثم تزوجت ومات زوجها .. ثم لم تخرج بعده عملا في نفس قيمته مع أنها عمّرت وتفرغت بعد ذلك .
وإذا وضعنا في الحسبان أن هذه الفترة كان النصارى مشغولون فيها بإعادة قراءة التاريخ الإسلامي من جديد ، وإخراج كوادر ( إسلامية ) ( متنورة) وهي ذات الفترة التي خرجت فيها ( دائرة المعارف الإسلامية ) ألا يدل كل ذلك على أن هذه الفتاة كُتب لها أو أعدت لها الأفكار والمفاهيم وهي صاغتها ؟
مجرد تساءل ، لا أجد صعوبة في الإجابة عليه بالإثبات ، وإن حلف غيري لا أظن أنه يحنث .
وحتى تستيقن أنت أخي القارئ من قولي أبين لك شيء هو أن كثيرا من الأفكار التي راجت في تلك الفترة كان النصارى ( المستشرقين ) المتواجدين في الدوائر الحكومية في مصر وتركيا والشام كانوا هم مصدرها ، وكانت الصالونات هي مصدر تسريب هذه الأفكار ، وأشهر مثال يضرب على ذلك هو ( العبقريات ) ، وهي فكرة ألمانية ، إذ يعتقد الألمان أن العباقرة هم الذين يصنعون التاريخ ، تلقف الفكرة العقاد ، وراح في صمتٍ وجِد عجيب يقرأ التاريخ بعين الألمان وخرج علينا بسلسلته الشهيرة ( العبقريات ) ، وردد التبع المنهزمون ، أصحاب العقول الخاوية والمنابر العالية . مَن يبحثون عن أي جديد يكلمون به الناس في زواياهم الصحفية أو خطبهم الدورية . فكانت أشبه ما تكون ( بالموضة) أو ( التقليعة ) بلهجة أهل مصر . كتب الجميع عن خالد وعن الجيل الأول بمنظور ( العبقرية )[23] .
وكذا طه حسين كتب ما كتب حول السيرة متأثرا بأقوال ( أو مترجما لأقوال ) جيل لوميتر في كتابه ( على هامش الكتب القديمة) و إميل درمنجم في كتابه (حياة محمد).
وكانت موضة أخرى بدأت على يد النصارى تهدف إلى إعادة قراءة الجاهلية العربية قبل الإسلام من جديد للقول بأن الإسلام إفراز للجاهلية أو نوع من التطور الطبعي لبعض المفاهيم السائدة في الجزيرة العربية ،ولا مانع أبدا أن يكونوا قد سربوا المفاهيم الأساسية إلى بعض أصحاب الأقلام ، وما المانع أن يكون منهم أبكار السقاف؟ .
2. دانا جلال
كاتب عراقي كردستاني شيوعي .
3. مفهوم النص / نصر حامد أبو زيد[24]
مشهور معروف ، حكمت عليه المحاكم المصرية بالردة والتفريق بينه وبين زوجته.
4. على هامش السيرة لطه حسين [25]
وهو من الكتب التي اشتد النكير عليها حتى من المحسوبين على التنويريين ، كمحمد حسين هيكل ـ وهو صديق لطه حسين[26]
5. صلاح الدين محسن ومقالاته في الحوار المتمدن[27]
وصلاح الدين محسن كاتب مصري معاصر يصف القرآن بأنه كتاب جهل وأن الإسلام هو سبب تخلف الأمة ، وحوكم في منتصف عام 2000م ولم ينكر هذه التهم .
6. الفتوحات المكية لمحي الدين بن عربي[28]
أجمع علماء السلف والخلف من المنتسبين لأهل السنة على ذم بن عربي وجمهورهم على تكفيره ، وقد ألف الإمام برهان الدبن البقاعي كتـاب اسماه : " تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي" ، وكذا شيخ الإسلام بن تيمية كفر بن عربي ، والإمام الشوكاني في كتابه "الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد" ،وأورد فيه تكفير العز بن عبد السلام لابن عربي .وأمر ابن عربي مشهور لا يحتاج لتعريف .
7. الملل والنحل لأبي القاسم الشهرستاني[29]
8. الإمام نور الدين الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب [ يستدل به على تحريف القرآن][30]
9. الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري[31]
10. المصاحف للإمام السجستاني[32]
11. بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئئمة الأطهار للإمام الباقر المجلسي[33]
والستة مراجع الأخيرة لعلماء شيعة ، يحتج بهم في القول بتحريف القرآن ، ومعلوم أن الشيعة لا يؤخذ بقولهم في احتجاج القرآن ، والاستدلال بقول الشيعة في تحريف القرآن كمن يستدل على فساد الإسلام بقول الهندوس أو أي ملة أخرى .
المبحث الثالث : كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الصحيحة ؟
يستدل زكريا بطرس ببعض المصادر الإسلامية الصحيحة مثل القرآن الكريم وكتب السنة الصحيحة مثل البخاري ومسلم ومسند أحمد وكتب التفسير مثل القرطبي وغير ذلك من المصادر الصحيحة . ويتكلم صراحة بأن هذا قول البخاري ومسلم وأحمد وابن كثير [34] .. ولا يخفى أن هذا من شأنه أن يجعل المستمع أو القارئ يسلم ولا يناقش ، ولا أريد أن أستبق الأحداث ، سأعرض عليك أخي القارئ بعض الأمثلة لاستدلالاته لتتبين لك الصورة على حقيقتها ، وتعلم أي كذوب هذا .
المثال الأول :
ـ وهو يتكلم عن موسم الحج في الجاهلية وأنه كان موسم إخصاب وتجارة ، وأن الأمر لم يتغير في الإسلام يقول نصا : (( محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ أباح جواز المتعة في الحج ، وهذا الكلام في تفسير القرطبي سورة النساء آية 24 { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن } يقول أبو ذر كانت المتعة لنا في الحج خاصة) وأخرجه مسلم )) ويتساءل لماذا؟ ويجيب نفسه لأنه نفس النظام ويشير بيده بما يفهم منه التكرار ، أي تكرار ما كانت عليه الجاهلية من الاجتماع في الحج من أجل الزنى والتجارة [35] !!
انظر ماذا يفعل لتعلم أنه كذّاب لئيم يتعمد الكذب .
نعم الحديث صحيح عند مسلم[36] ، والمتعة هنا التي يتكلم عنها أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ هي إحدى نسك الحج الثلاث المشهورة ( الإفراد والتمتع والقران ) وتعني كما يقول النووي في شرح الحديث ( أن فسخ الحج إلى العمرة كان للصحابة في تلك السنة ) ويوضح هذا ما جاء في سنن النسائي حديث ( 2762) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فَقُلْتُ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْمَعَ الْعَامَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لَوْ كَانَ أَبُوكَ لَمْ يَهُمَّ بِذَلِكَ قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّمَا كَانَتْ الْمُتْعَةُ لَنَا خَاصَّةً . فالمتعة هنا هي التمتع .. هي الفصل بين الحج والعمرة .. هي تحويل الحج إلى عمرة لمن أهلَّ بالحج ثم يهل بالحج بعد ذلك من مكة في يوم التروية . . هذا يسمى التمتع بالحج ، لا أنها الزواج المؤقت الذي حرمه الشرع كما يدعي هذا المفتري .
وينقل هذا الحديث أيضا عن القرطبي في آية { فما استمتعتم به منهن }ليوهم القارئ بأن المعنى المقصود هو نكاح المتعة .. أقول العجيب أنه بالرجوع لما كتبه القرطبي في تفسير هذه الآية من سورة النساء تجد أنه يتكلم عن تحريم جواز المتعة في الإسلام يقول القرطبي (( ولا يجوز أن تحمل الآية على جواز المتعة ؛ لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن نكاح المتعة وحرمه )).
وبالرجوع إلى تفسير القرطبي عند الآية التي ذكرها هو لا تجد ذِكْرٌ لحديث أبي ذر هناك أبدا .
فانظر كيف يكذب . وانظر كيف يدلس على مستمعيه .
هكذا يستدل بالمصادر الصحيحة الكتاب والسنة ، ويخرج القارئ الطيب من أمامه وهو يظن أن الرجل يستمد أقواله من الكتاب والسنة بفهم المشهورين من علماء المسلمين ( القرطبي هنا ).
وشيء آخر موسم الحج تحديدا يحضره ثلاثة ملايين كل عام . هل قال أحد أن المتعة تباح في الحج ؟!. هل تكلم أحد بأن الحج موسم إخصاب وتجارة ؟! هل تكلم أحد أن النساء يمسسن الحجر الأسود بدم الحيض ؟!
يكذب في أمر يشهده ثلاثة ملايين كل عام ، والعجيب أنه يجد من يصدقه !
المثال الثاني :
ـ وهو يتكلم عن أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه عبد الله ، يقول وقبحه الله بما يقول : (( وهذا الكلام موجود في كتب المسلمين ( التراث ) في البداية والنهاية لابن كثير باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله جزء 2 / 316 بلغ النبي أن رجالا من كِنْده يزعمون أن محمدا منهم وهم منه .فقال حين علم أن رجالا يقولون أنه من كِنْدَة وليس من قريش .. مش من عبد الله ـ هذا قوله ـ : ( إنا لن ننتفي من آبائنا نحن بني النضر ابن كنانة ) ، ويعلق قائلا باللهجة العامية : (بيعترف ) [37] انتهى كلامه قبّحه الله .
وانظر كيف يكذب هذا اللئيم .
أولا : الكلام الذي نقله من البداية والنهاية لابن كثير ليس تحت الباب الذي ذكره ( باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله ) . وإنما في الباب الذي يليه وهو بعنوان ((كتاب سيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه وشمائله وفضائله ودلائله الدالة عليه ـ باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ))
فعدل عن اسم الباب الحقيقي عند ابن كثير وهو ( ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ) . ولو ذكره لبان كذبه قبل أن يتكلم .
ثانيا : بَتَرَ الحديث الذي جاء به ، والنص كاملا .. من ابن كثير الذي ينقل عنه وليس من مكان آخر . يقول ابن كثير : (( وقد ورد حديثٌ في انتسابه عليه السلام إلى عدنان ، وهو على المنبر ولكن الله أعلم بصحته كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي : ... عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : بلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه ، وأنه منهم فقال : إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب ليأمنا بذلك ، وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال : وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار ، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها ، فأخْرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا "
يقول ابن كثيرا متابعا :
وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ، ولكن سنذكر له شواهد من وجوه أخر ، فمن ذلك قوله ( خرجت من نكاح لا من سفاح ) قال عبد الرزاق : عن جعفر بن محمد عن أبيه أبي جعفر الباقر في قوله تعالى( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إني خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ) وهذا مرسل جيد . وهكذا رواه البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح ).
فابن كثير يتكلم عن النسب الشريف وطيب الأصل المنيف .
وابن كثير يتكلم بأنه حديث ضعيف (وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ).
وعلى فرض صحة الحديث فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينفي ما تكلم به رجالُ كندة ، ويذكر نسبه إلى أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، وأنه ولد من نكاح وليس من سفاح.
وابن كثير بعد تضعيفه للحديث يذكر شواهد على ما صح منه وهو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد من نكاح وليس من سفاح وأنه ابن أبيه .
وسأعود لقضية النسب الشريف لسيد ولد آدم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك تحت عنوان منفصل ، وفقط أردت هنا بيان كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الإسلامية الصحيحة مثل ابن كثير . فهو ـ زكريا بطرس ـ يكذب كذبا رخيصا مكشوفا حين يستدل بالمصادر الصحيحة التي يعترف بها المسلمون .
المثال الثالث :
يستدل من مسند الإمام أحمد ويقول على لسان الإمام أحمد ( عن ابن عباس قال وكان الرسول يطوف حول الحجر سبع لفات ثلاثة منها قافزا كالظباء وأربعة منها ماشيا في احترام للحجر المقدس من مسند أحمد الحديث2835 ) [38]
وسياق كلامه على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان على ذات النُّسك التي كانت عليها الجاهلية من تقديس الأصنام وهي هنا الحجر الأسود على حد قوله قبَّحه الله .
وانظر أخي كيف يكذب كذبا مركبا مكشوفا .
الحديث بتمامه عند أحمد : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنْ الْعَجَفَِ فقَالَ أَصْحَابُهُ لَوْ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ قَالَ لَا تَفْعَلُوا وَلَكِنْ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ فَجَمَعُوا لَهُ وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً [39] فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ "
ـ هل في الحديث شيء مما قاله بطرس ؛ اللهم قَوْلَةَ قريش ( تقافز الظباء ) التي كذب وادعى أنها قولة ابن عباس ، وقريش قالتها على سبيل المدح .. تتكلم بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته في قوتهم يمشون كما تمشي الظباء أو الغزلان ـ في رواية أبي داود [40]ـ وقد كانت تحسب أنهم يمتون من العَجَفْ ؟!
ـ وفي الحديث واحدة من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي مباركة الأكل للصحابة رضوان الله عليهم ، حتى أكلوا وملئوا جرابهم من الطعام ولم ينفد ، وهي معجزة تكررت كثيرا ،عمى عنها زكريا بطرس .. مر عليها وكأنه لا يراها ولابد أنه رآها ولكن { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }[ الحج : 46]
ـ والحديث ليس بذات الرقم الذي ذكره بطرس ، وإنما برقم آخر (2646) فربما ينقل عن كذابٍ آخر ، وهي كذبة أخرى إذ أنه يدعي البحث وأن ما يتكلم به اطلع عليه بنفسه .
المثال الرابع :
بعد ذكر هذا الجزء من الآية :103 من سورة النحل {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }. يقول مستدلا : هناك شخصيات كان يحوم حولها الشبهة أنها كانت تعلم محمد ـ وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ويذكر من هؤلاء بلعام ، وعياش مولى عتبة بن أبي ربيعه وسلمان الفارسي وعدّاس و ميسرة ، يقول نصا ( دول كلهم كان يشار إليهم أنهم كلهم كانوا يملون عليه الكلام ده )[41] يعني القرآن .
ويكرر ذات الكلمات في مكان آخر قائلا جاء في كتب التفاسير . . القرطبي والطبري وابن كثير والنسفي والنيسابوري والبضاوي ـ ويعد على أصابعه ـ أن معارضي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا يشيرون إلى عبد رومي .اسمه بلعام أو يعيش ... وهذا اعتراف من علماء المسلمين بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له علاقات مع علماء النصارى يجتمع معهم ويسمع منهم.[42]
وهذا كذب هزيل قبيح .
ـ الآية بتمامها تقول : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
فهي تحكي قول قريش .. إنما يعلمه بشر ، وترد عليه وتنفيه وتتعجب منه ، إذ أن الذين سمّت قريش عجم لا يتكلمون العربية وهذا القرآن بلسان عربي مبين عجز الفصحاء والبلغاء من العرب أن يأتوا بمثله { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
ـ والمفسرون يقولون ( وكانوا إذا سمعوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما مضى وما هو آتٍ مع أنه أمي لم يقرأ قالوا : إنما يعلمه ( جبر ) وهو أعجميُّ ؛ فقال الله تعالى : " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " أي كيف يعلمه ( جبر ) وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها ) القرطبي عند تفسير الآية.
وابن كثير يقول : يقول تعالى مخبرا عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بَشر ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم غلام لبعض بطون قريش وكان بياعا يبيع عند الصفا وربما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية أو أنه كان يعرف الشيء اليسير بقدر ما يردّ جواب الخطاب فيما لا بد منه فلهذا قال الله تعالى ردا عليهم في افترائهم ذلك " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " .
ويقول الطبري " يقول تعالى ذكره : ولقد نعلم أن هؤلاء المشركين يقولون جهلا منهم : إنما يُعلم محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الذي يتلوهُ بشر من بني آدم ، وما هو من عند الله . يقول الله تعالى ذكره مكذبهم في قيلهم ذلك : ألا تعلمون كذب ما تقولون ؟ إن لسان الذي تلحدون إليه ، يقول تميلون إليه . بأنه يُعلم محمدا ، أعجمي . وذلك أنهم فيما ذُكر كانوا يزعمون أن الذي يُعلم محمدا هذا القرآن عبد رومي فذلك قول الله تعالى { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } .
المثال الخامس :
وانظر هذه ، ولا أحسبك ستنصت له بعدها .
ـ يقول : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .[43]
والآية تتكلم على لسان يوسف ـ عليه السلام ـ وهذا هو السياق كاملا : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ . وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان . وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}[ يوسف :36ـ42]
الآية تتكلم عن يوسف عليه السلام ، وآبائه إبراهيم وإسحاق أنبياء ، يستدل بها ليوهم القارئ بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بادئ أمره لم يأت بجديد وكان على ذات الوثنية التي كان عليها قومه .
المبحث الرابع : تعليق على مصادر زكريا بطرس ، وهذا المبحث بمثابة تلخيص لبعض النقاط المهمة المتعلقة بمصادرة التي يستدل بها .
تلاحظ أخي القارئ أن النصارى لم يجدوا حيلة سوى التدليس والكذب ، لم يستطيعوا أن يجدوا في الكتب الإسلامية ما يدعم رأيهم ، فعمدوا إلى تأليف كتب كتبوها بأيديهم تتكلم عن الإسلام وأهله بما يحلو لهم ( دائرة المعارف ) و ( قس ونبي ) و ( شعراء النصرانية ) ، وأنهم حاولوا تسريب المفاهيم التي تحملها هذه الكتب على لسان نفرٍ من أبناء الأمة ممن لا نعرف لهم علما ولا عدلا من أمثال ( خليل عبد الكريم ) و ( سيد القمني ) و ( أبكار السقاف ) و ( طه حسين ) ( وصلاح الدين محسن ) .وهذا يعني أن أغلب المصادر التي يستدل بها زكريا بطرس هي صراحة مصادر نصرانية وليست مصادر إسلامية كما يدعي .
ـ كثير من الكتب التي ينقل عنها زكريا بطرس تم مصادرتها قبل أن يعرف أحد زكريا بطرس ، وليس كما يدعي هو أنها صودرت حين تكلم منها ، فهو يوهم القارئ بأن المسلمين صادروا الكتب حين لم يجدوا حيلة للرد على ما فيها . وهذا غير صحيح فالكتب مصادرة قبل أن يخرج زكريا بطرس ، ومصادرة لأنها لم تتكلم بعلم وعدل وإنما بظلم من القول وزوا . وهذا يشير بوضوح إلى تطرف هذه الكتب ، وبالتالي ليس من الإنصاف أبدا الاستدلال بها على المسلمين . لا يرضى بهذا باحث عن الحقيقة .
ـ رأيت أخي القارئ كيف يكذب كذبا واضحا حين ينقل من المصادر الإسلامية الصحيحة ، يكذب ببتر النص من سياقه العملي ثم تفسيره بما يحلو له ، أو ببتر النص وإضافة بعض الجمل التوضيحية عليه وقد مرّ بنا هذا من قبل في أمثلة عدة . فهو آفاك آثيم ، يقلب الحقائق وهو يعلمها . قاتله الله .
-------------------------------------
[1] تعبر أهم مصدر يستند إليه في جميع ما يأتي به .
[2] أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود، كلية التربية، قسم الثقافة الإسلامية 1422هـ، و حتى تاريخه. أي أن الدكتوراه خرجت قبل عشر سنوات من الآن ، أي قبل أن يظهر بطرس للناس .
[3] وهذا رابط دار النشر على الإنتر نت http://www.brill.nl/ ، وهذا رابط الصفحة التي تتكلم عن دائرة المعارف :http://www.brill.nl/default.aspx?partid=17&pid=7560
[4] وهذا رابط لمعرفة المزيد عنه http://www.history.ucsb.edu/faculty/humphreys.htm
[5] قلتُ : وهو حال كل المنصرين في كل زمان يتيممون الطبقة التي تجهل دينها ، ويتحدثون إليهم .يحدث هذا في معسكرات التنصير في أفريقيا وفي نشاط خلايا التنصير في البلاد الإسلامية ، ويحدث على مستوى منظريهم تجد أنهم لا يتحاوررون إلا مع من قل علمه ، اللهم أن يحرجوا فيخرجوا قليلا ثم يتوارون .
[6] الحلقة الثالثة عشر والرابعة عشر من برنامج في الصميم كما هو الترتيب في الموقع الخاص بزكريا بطرس .
[7] في الصميم الحلقة الخامسة عشر د/10
[8] الحلقة الحادية عشر في الصميم د /8 وأكد على المعنى في بداية الحلقة التي بعدها .
[9] سيرة ابن هشام ج1/
[10] الروض الأُنُف الجزء الأول /323
[11] في الصميم الحلقة العاشرة د/16
[12] رواد النهضة الحديثة 226.
[13] (رواد النهضة الحديثة 225
[14] تاريخ الأدب العربي للدكتور عمر فروخ 1/23، ومن أراد المزيد يراجع موقع باب للدكتور عبد المحسن العسكر :( http://www.bab.com )
[15] عرضة على الشاشة في الحلقة الثامنة عشر من برنامج في الصميم د/10 ، ويستدل به على أن الرسول تزوج على النصرانية على يد ورقة بن نوفل .يقول نقلا عن موسى الحريري ، قس نصراني يبارك الزواج فعلى أي دين يكون الزوجان؟
[16] في الصميم الحلقة الرابعة والحلقة الخامسة.، والحلقة التاسعة ،
[17] استدل بهذا الكتاب كثيرا ، وكان يعرضه على الشاشة من وقت لآخر.
[18] في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الدينية في الإسلام وأثرها في الجاهلية د/2
[19] لإجابة أوسع انظر (بين خليل عبد الكريم وأبو موسى الحريري ) مهدي مصطفى
[20] في الصميم الحلقة الرابعة عشر ( هاشم ) د17
[21] انظر سقاف نت saggaf.net ، ولها ترجمة في نادي الأدب الفكري.
[22] انظر موقع أدب وفن www.adabwafan.com
[23] ودراسة التاريخ بمنظور ( العبقريات ) خطأ لأنه لا خالد ولا أبو بكر ولا عمر بل ولا الحبيب ـ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ـ هم الذين صنعوا التاريخ الإسلامي ، وإنما العقيدة هي التي تصوغ الشخصية فتغير تركيبتها تماما .ثم هؤلاء بعد أن تغيرهم العقيدة يغيرون بأمر ربهم واقع الناس ، والقول بأن خالد وعمر وأبو بكر هم الذين كونوا الدولة ومكنوا للملة ، يجعل الناس يبحثون عن خالد جديد ، وعمر جديد وأبو بكر من جديد . وهذا يصرفهم عن العودة للتوحيد . وأحسب أن هذا ما كان يرمي إليه من رمى بالألمان بين أظهرنا في مصر . ألا تبت يداه . ويدا من ولاه .
[24] في الصميم الحلقة الخامسة ( التي يتكلم فيها عن هاشم ) تم عرضه على الشاشة في الدقيقة التاسعة
[25] في الصميم الحلقة الثامنة عشر تم عرضه على الشاشة د/8:35 ويستدل به على أن قسا
[26] راجع ـ إن شئت ـ دراسات في السِّيرة النَّبَويَّة: لمحمد سرور بن نايف زين العابدين ص( 228-238).
[27] بنديكت 49 وكذب كذبا صريحا وهو يتكلم عن صلاح الدين محسن فقد أورد بعض الأشياء على لسانه وهي على لسان احد قراء صلاح محسن .
[28] في الصميم الحلقة الخامسة ( التي يتكلم فيها عن هاشم ) تم عرضه على الشاشة في الدقيقة التاسعة
[29] تم عرضه في الحلقة التاسعة د 6:21 وينقل عنه أنه كان يمارس في الحج طقس عجيب وهو الاحتكاك بالحجر الأسود.
[30] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/4
[31] [31] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/5،11 يستدل به على تحريف القرآن وهو شيعي
[32] [32] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/8
[33] في الصميم الحلقة التاسعة عشر د/13يستدل به على تحريف القرآن وهو إمام شيعي
[34] سؤال جريئ الحلقة الثانية هل القرآن كلام الله ؟د /14 وفي الحلقة الأولى من سؤال جريئ د/39 وكرر ذلك في كل حلقة تقريبا من حلقات في الصميم
[35] في الصميم الحلقة التاسعة د/16
[36] كتاب الحج ح2148
[37] في الصميم الحلقة الثالثة د/17
[38] في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الوثنية في الجاهلية د/22
[39] العجف هو الحرمان .وجمانة تعني راحة وري وشبع ،والنطع بساط من الجلد ، والجراب ما يوضع فيه الزاد والغميزة هي الضعف .
[40] سنن أبي داود كتاب المناسك .ح / 1613.
[41] الحلقة الحادية عشر في الصميم د /4
[42] الحلقة الخامسة عشر د/9
[43] في الصميم الحلقة العاشرة وهو يتكلم عن الحنيفية د/9
محمد جلال القصاص mgelkassas@hotmail.com |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يشرفنى اضافة تعليقك على الموضوع سواء نقد او شكر