_تحميل الكتاب على الرابط التالى http://www.mediafire.com/?1doe4jm38baf0m4بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله، الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } [ الأنعام: 1]. و{ الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل } [الإسراء: 111]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.. الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.. أرسله بالحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. ثم أما بعد: ولذا كان الالتزام بالفهم السلفي في كل قضايا الإسلام ضرورة جوهرية.. فإن الالتزام به في ((قضية المسيح)) يتضمن للضرورة معنى خاصًّا. واختصاص معنى الضرورة في قضية المسيح يرجع إلى أن هذه القضية بطبيعتها ((فتنة))؛ ولذا أصبحت ((السلفية)) بأقصى ضرورتها ومناسبة مضمونها هي الصيغة الإسلامية الوحيدة لمعالجة هذه الفتنة، باعتبار أن الالتزام بالشرع نصوصًا وأحكامًا وفهمًا هو المواجهة الصحيحة للفتن، ومن هنا كان تصنيف الإمام البخاري لـ((كتاب الأحكام)) بعد ((كتاب الفتن)) لإثبات أثر الالتزام بالأحكام في مواجهة الفتن. كما أن قضية المسيح قضية ((غيبية))، مما يُحَتِّم التمسك بالنصوص الشرعية الواردة فيها والفهم السلفي لها، حتى لا يخرج التفكير والاجتهاد عن هذه النصوص وعن هذا الفهم. هذا هو الأساس الأول في سلفية دراسة قضية ((المسيح)).. أما الأساس الثاني فهو أن علاقة المسيح بأمة الرسول صلى الله عليه وسلم علاقة جوهرية، بدأت قبل نشأة الأمة الإسلامية.. ابتداءً بالبشارة التي كانت من عيسى برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث: { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } [الصف: 6].. ومرورًا بنزوله في آخر الزمان، وكسره للصليب، وقتله للخنزير، ووضعه للجزية، حتى يصير الدين ملة واحدة وهي الإسلام.. وانتهاءً بدفنه بعد موته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)... لتكون قضية عيسى عليه السلام داخلة ضمن الواقع التاريخي للأمة، المرتبط بالطائفة القائمة بأمر هذا الدين، والتي ستقاتل الدجال مع عيسى ابن مريم؛ مما يدل على أن التوافق بين قضية عيسى والمفهوم الكامل للسلفية قائمٌ وظاهرٌ، منهجيًّا وواقعيًّا من البداية حتى النهاية. كما أن الدراسة السلفية لقضية المسيح ستكون أساسًا لتفسير النصوص الشرعية التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال هذه الدراسة.. مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار؛ عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام)) (2). حيث سيتبين من الدراسة العلاقة المنهجية بين العصابتين التي تغزو الهند والتي تقاتل مع المسيح في آخر الزمان. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((يُحْشَرُ المُتَكَبّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذّرِّ فِي صُوَرِ الرجالِ، يَغْشَاهُمُ الذّلّ مِنْ كُلّ مَكَانِ، فيُسَاقُونَ إِلَى سَجْنٍ فِي جَهَنّمَ يُسَمّى بُولَس، تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ)) (3). كما أنه سيتبين من خلال الدراسة العلاقة بين اسم السجن الذي في جهنم، وبين ((بولس)) المحرِّف الأساسي لدين المسيح.. كما ترجع ضرورة مواجهة هذه القضية بالتصور السلفي إلى أن الصراع بين الإسلام والجاهلية سيتمحور على المدى البعيد وإلى قيام الساعة بين الإسلام والنصرانية المحرفة.. والتصور الإسلامي لعلامات الساعة يؤكد هذه الحقيقة، ومن هنا جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عمران بيت القدس.. خراب يثرب، وخراب يثرب.. خروج الملحمة، وخروج الملحمة.. فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية.. خروج الدجال)) (4). فَذَكَر الحديث سياقَ الصراع بين الأمم الثلاث إلى آخر الزمان من خلال رموزها التاريخية، لتكون الغلبة في النهاية للمسلمين، ويتم لهم فيها ((فتح القسطنطينية))، الذي يعقبه خروج الدجال كما في الحديث. وبذلك تُثبِتُ الأحاديث أن الصراع بين اليهود والنصارى والمسلمين سيكون باقيًا؛ لتحقيق التقابل الممتد إلى قيام الساعة، بين الحضارة الإسلامية القائمة في نشأتها والمرتبطة في بقائها بالدين الصحيح.. وحضارة الأمم اليهودية والنصرانية القائمة على تحريف هذا الدين الصحيح.. حيث لا يكون لبقائهم بعد تبديل دينهم إلا عِلَّة الحرب على الإسلام..! وهكذا، يبقي الصراع حتى نهايته بين المسلمين والنصارى من خلال كل عناصره، وأخطرها: العنصر العِرقي الذي يمثله الروم كعرق للنصارى، بدليل قول رسول صلى الله عليه وسلم: ((أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكُم الرُّوم.. ومَهْلِكُهُم مَعَ السَّاعَة)) (5). قال الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ)) فقال له عمر: أَبْصِرْ ما تقول..! قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم..! (6) وعرق الروم يمثله الآن الغرب بدفتيه: أوربا ((التاريخية))، وأمريكا المجتمعة من الأوباش الأوربية. ومن الفهم السلفي للصراع القائم على الأساس الديني، والباقي إلى آخر الزمان -والذي تتحدد ملامحه بقوة في الواقع القائم الآن- تنشأ ضرورة التمسك بالتصور السلفي كمضمون منهجي للأمة المسلمة، التي تمثل الطرف الأساسي المقابل لكل أطراف هذا الصراع، وخصوصًا عندما يحرص النصارى على تحويل المسلمين عن سلفيتهم -التي تمثل أصل دينهم- مما يستوجب أن تكون المواجهة الإسلامية من خلال هذا الأصل المستهدف.. حفاظًا عليه، واحتماءً به.. وهذا الحرص النصراني هو امتداد لموقف الانحراف الأصلي الذي ابتعدوا به عن الوحي وأصل الدين: { هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا } [القصص: 63]. مما يجعل التمسك بالمنهج السلفي مواجهة مباشرة لهذا المنهج التحريفي.. والمنهج السلفي كمضمون للمواجهة.. له معالم، لعل أهمها حسم قضية المسيح من خلال الثوابت الإسلامية، وهذا المنهج هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعندما دخل عدي ابن حاتم وهو نصراني على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عَلَّق في صدره صليبًا قال له: ((يا عدي، اطرح عنك هذا الوثن)) (7) فتضمنت العبارة ثابتة من ثوابت الإسلام، واجه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف عدي، فكان لهذه المواجهة أثر نفسيٌّ قويٌّ، فاستجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم. وبذلك تكون الدراسة السلفية للمسيح ضرورة عقدية، بحيث يمكن القول معها: إننا لا نستطيع حسم هذه القضية إلا بهذا التصور. ولأن المنهج السلفي منهج شرعي؛ فإن هذا المنهج سيكون أساسًا في تحديد القضايا التي يجب مناقشتها كضرورة شرعية، وتحديد القضايا التي يجوز فيها الخلاف والتي لا يجوز فيها أي خلاف. وفي هذا الإطار يجب التنبيه على أن أصحاب عقيدة التوحيد الخالص هم أقدر الناس على المواجهة الصحيحة للنصرانية المحرَّفة، وهم الذين يملكون التصور الكامل لتلك المواجهة، حتى أن من يقرأ الكتابات السلفية في هذا المجال يتبين له هذا الأمر بصورة واضحة، والمثال على ذلك كتاب ((الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)) لشيخ الإسلام ابن تيمية. وللالتزام بالمنهج السلفي نتائجه الإيجابية، حيث أنه يمثل ضرورة قلبية وجدانية؛ لأن التعامل مع القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين سيملأ كيان الإنسان المسلم يقينًا واطمئنانًا إلى عقيدته الصحيحة، ليكون قادرًا -بإذن الله- على مواجهة كل أساليب الإغراء والحيل المعادية للإسلام والتوحيد. وهذه الدراسة تعالج خطر الاقتصار والبحث في كتب النصارى ومصادرهم في مهمة مواجهتهم، حيث تجاوز هذا النوع من الدراسة حدود الضرورة، فكان ذلك على حساب واجب الدراسة السلفية. ومع ذلك فهي لا تمنع التعامل مع نصوص الكتابات النصرانية ومسائلها، ولكنها تمنع الوقوف عند حد دراسة هذه الكتابات دون التأسيس السلفي لهذه المواحهة. وليس أدل على ذلك من مناقشة ابن تيمية لمسائل الترجمة، والفلسفة اليونانية، وعقائد الفرق النصرانية المختلفة من خلال نصوصهم ومصادرهم، كما سيتبين في الكتاب إن شاء الله تعالى. وكما كان للالتزام بالمنهج السلفي نتائجه الإيجابية.. كان للابتعاد عن هذا المنهج نتائجه السلبية، ومن أخطرها: الاستهانة بخطر بدعة ادعاء الولد!! وكانت أهم أسباب الاستهانة بخطر هذه البدعة هو سخافتها وعدم معقوليتها؛ الأمر الذي أوجد اطمئنانًا إلى عدم إمكانية انتشارها، ولكن أصحاب هذه البدعة لم يرتكزوا على العقل في محاولتهم نشر بدعتهم، بل ارتكزوا على أساليب الإغراء والحيل والاستناد على القوى السياسية العالمية المعادية للإسلام والتوحيد، مما جعلها تأخذ حجمًا في الواقع لا يتناسب مع الغموض والتناقضات التي انطبعت بها. والتصور السلفي هو الذي يعطي الأمة الإحساس الواجب والصحيح تجاه هذه البدعة، وفى ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ففي الجملة ما قال قوم من أهل الملل قولا في الله إلا وقول النصارى أقبح منه). ولما كانت القاعدة السلفية في الدعوة هي مواجهة قضايا الشرك بحسب ظهورها وحجمها في الواقع؛ فإن الأمر يقتضي التناسب بين الحجم الذي أخذته بدعة ((ادعاء الولد لله)) وبين الدعوة إلى التوحيد من خلال نفي هذه البدعة، ومهمة القضاء عليها؛ لتصبح محاربة هذه البدعة أهم وأخطر مهام الدعوة.. خصوصًا إذا كانت هذه البدعة تمثل المضمون العقدي لكل القوى السياسية العالمية المعادية للإسلام..! ويجب أن تجتمع في الدراسة السلفية لقضية المسيح عليه السلام كلُّ علوم الدين وأصوله؛ لتكون حاكمة في كل الاختلافات والاجتهادات المتعلقة بهذه القضية.. وأوضح مثال على ذلك: ((علم الحديث)) وقواعده، التي تحسم مشكلة التشبيه، من خلال قواعد النقل وتعريف التواتر على أنه ليس بكثرة الطرق.. ولكن بالثقة في أطراف النقل، بحيث يتساوى أطراف التواتر في الثقة بهم، وبصدقهم في الأخبار. وبهذه القاعدة تسقط شهادة اليهود والرومان -لكفرهم- على أنَّ المصلوب هو المسيح.. وفي إطار ((علم الحديث)) أيضًا تتحد علاقة القضية بمنهج التصنيف عند علماء الحديث، حيث أورد البخاري قضية ((زعم الولد)) في عدة كتب من الجامع الصحيح: كتاب التفسير، وكتاب التوحيد، وكتاب الأدب، وكتاب بدء الخلق.. وذلك لتعلق القضية بالتصور الإسلامي من كل جوانبه. وللاستفادة من إيجابيات دراسة قضية المسيح بالتصور السلفي ينبغي الالتزام بعدة قواعد، أهمها: - الوقوف عند حد النصوص الشرعية.. فلا ننشغل بمسألة لم يرد فيها نص شرعي -مثل مسألة شخص المشبه به- وبذلك تثبت الحدود العقدية للقضية فلا نُدخِل فيها ما ليس منها. وتقرير هذه القاعدة لا يمنع مناقشة أي اجتهاد إسلامي يمكن الاستئناس به، لكنه يمنع من التفرق والاختلاف حول مسألة ليست داخلة ضمن التصور السلفي لقضية المسيح. - الاستناد إلى أصح الآثار السلفية الواردة في بحث قضايا الدراسة، وبالبحث فيما رواه أئمة الحديث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. نجد أن ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه قد حسم التفاصيل الدقيقة التي تعتبر مفترق طرق في سيرة المسيح عليه السلام.. فهو الذي روى تفاصيل حادثة الرفع والتشبيه.. وهو الذي روى التفاصيل التاريخية المتعلقة بنشأة قضية الرهبنة.. وفى إطار هذه القاعدة.. تظهر مشكلة ((الإسرائيليات)) وهي الروايات والأخبار التي رواها بعض المفسرين والمؤرخين عن أحبار اليهود ورهبان النصارى الذين أسلموا.. لذا وجب التنبه لها، والحذر من عواقبها.. وذلك بتحكيم قواعد علم الرواية والإسناد عند التعامل مع نصوص التراث المتعلقة بسيرة المسيح التاريخية.. وكمثال للخلل الناشئ عن عدم الالتزام بهذا التصور.. نجد تضارب واختلاف الروايات المتناثرة في التفسير بشأن حادثة الرفع والصلب والتشبيه، والتي أورد المفسرون فيها روايات متعددة ومختلفة.. وباعتبار أن قضية المسيح عليه السلام قضية عقدية.. فلا يجوز أن نعالج التطور التاريخي المتعلق بأتباعه ودعوته بغير النصوص السلفية الشرعية، حتى لا يخرج هذا التاريخ عن المضمون العقدي للقضية، وليس من الصواب الظن بأن النصوص السلفية لا تفي بهذه المهمة.. والدراسة السلفية لقضية المسيح ليست مجرد الاستدلال بالنصوص الشرعية على مسائلها.. فمثلا: عندما تناقش الدراسة الحكمة من خلق عيسى من غير أب، والحكمة من التشبيه، والحكمة من رفع عيسى، والحكمة من نزوله، والحكمة من اختصاصه بالمساءلة يوم القيامة.. فإن هذه المناقشة تفسر العلاقة بين هذه المسائل بعضها مع بعض، كما تكشف الحكمة الجامعة لكل هذه المسائل، وتربط هذه الحكمة بالتصور الإسلامي العام، وذلك بإحكام منهجي يمثل بذاته منبعا لليقين، يحقق القناعة العقلية الكاملة والاطمئنان القلبي التام في تلك القضية. فالدراسة السلفية لقضية المسيح ستعطيها حياة دائمة مع تواصل أجيال الأمة المسلمة، حيث ستتوارث هذه الأجيال عقيدة واضحة ثابتة تجعلها قادرة على مواجهة أي حملة صليبية تبشيرية تشهيرية ضد الإسلام. ومن هنا كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم آية العز أبناءَ الأمة؛ لتصبح قضية نفي الولد عن الله هي قضية الأمة التي تعيشها الأجيال ويُرَبَّى عليها الغلمان.. آية العز الإلهي.. الذي تستمد منه الأمة عزها: { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا } [الإسراء: 111]. يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية: (روى مطرف عن عبد الله بن كعب قال: افتتحت التوراة بفاتحة سورة الأنعام وختمت هذه السورة، وفي الخبر: ((أنها آية العز)) (8) رواه معاذ بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.. وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه { وقل الحمد لله الذي } الآية) (9). والله يقول الحق .. وهو يهدي السبيل .. | ||||||||||||||||||||||
([1][1]) روى الترمذي بسنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: (مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ صِفَةُ مُحَمَّدٍ وَصِفَةُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ)، فَقَالَ أَبُو مَوْدُودٍ: وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَيْتِ مَوْضِعُ قَبْرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. الباب الأول التعريف السلفي بالله الفصل الأول : الأسماء
[1] أخرجه البخاري (6957)، ومسلم (2677). [3]تفسير الطبري (16/106). [5]أخرجه البخاري (3290، 6530)، ومسلم (1792) كلاهما من حديث الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: (كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((رب اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون))، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (973) من حديث سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)). [6]تفسير ابن كثير (4/62). [9]أخرجه أحمد في مسنده (9259، 9630) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [15]اللِّمَّة: شعر الرأس المجاوز شحمة الأذن، وهي دُون الجُمَّة، سُمِّيت بذلك لأنها ألَمَّت بالمَنْكِبَين. [19]أخرجه الترمذي (2953)، وأحمد (4/257)، كلاهما من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه. [20]أخرجه البيهقي في الشعب (4589)، والمناوي في فيض القدير (4/494)، وأبو نعيم في الحلية (2/377، 4/27) وهو ليس من كلام النبي، بل هو من أقوال وهب بن منبه أو مالك بن دينار من قراءتهما في بعض الكتب الإلهية، وكذا صرح هو. [21]أخرجه البخاري (3340، 4712)، ومسلم (501) كلاهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه البخاري (4476، 6565، 7510)، ومسلم (495، 500) كلاهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. [22]أخرجه البخاري (4424، 4522، 7043) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم (2229) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. [23]أخرجه البخاري (4878، 7444)، ومسلم (466) كلاهما من حديث عبد الله بن قيس رضي الله عنهم الفصل الثاني الصفات : وكما كان نفي الولد عن الله أساسًا في معنى أسماء الله الحسنى .. كان نفي الولد عن الله أيضًا أساسًا في معنى صفاته العلى سبحانه .. ولذلك يقول ابن تيمية: (والله -سبحانه وتعالى- قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين، فقال تعالى: {قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد}، فبين أنه لم يكن أحد كفوا له. عَن أُبيِّ بنِ كَعبٍ قال: (نزلت سورة الإخلاص لما قال المشركونَ لرَسولِ اللَّهِ: انسُب لنا ربَّكَ ..! فأنزلَ اللَّهُ تعَالى: {قل هو الله* أحد الله الصمد}([1]) .. والصَّمدُ هو الَّذِي لم يلدْ ولم يولد .. لأنَّهُ ليس شيءٌ يُولدُ إلَّا سيموتُ، وليس شيءٌ يموتُ إلَّا سيورثُ، وإنَّ اللَّهَ لا يموتُ ولا يُورَثُ .. {ولم يكن له كفوا أحد} قَالَ: لمْ يكنْ لهُ شبيهٌ ولا عَدلٌ وليسَ كمثلهِ شيءٌ). وقول رسول الله: ((قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن))[2] يجب أن يكون منطلقا أساسيًّا في فهم القرآن، حيث ندرك به حقائق هامة وجوهرية في مواجهة ادِّعاء الولد، وذلك من خلال اسم الله «الصمد»، وفيه للسلف أقوال متعددة، قد يُظَنُّ أنها مختلفة .. وليست كذلك؛ لأن معانيها تتضمن كل حقائق المواجهة لكل مسائل تحريف النصارى. فـ «الصمد» .. الذي لا يدخله شيء .. ولا يتخلله شيء .. ولا يخرج منه شيء. وفيه مواجهة لبدعة التجسد، ونفي للتجزيء والتأليف عن ذاته، ومواجهة ادِّعاء الأقانيم التي يتجزء أو يتألف منها الله .. سبحانه وتعالى عن ذلك .. وهذه الحقائق في صفات الله تمثل في قضية عيسى ابن مريم أهمية بالغة؛ ذلك لأن كل ما له جوف يمكن أن يدخله أو يخرج منه شيء، وأول ذلك الروح .. لأن الذي أنشأ مشكلة «روح القدس» عند النصارى هو الظنُّ بأنه «الروح» التي تُنفخ في البشر قبل ولادته، وتخرج منه عند موته .. وهذا باطل؛ لأن «روح القدس» هو جبريل. و«الصمد» .. الذي لا جوف له هو الذي لا حشو له؛ أي: ليست له أحشاء .. وهو الذي لا يَطْعَم؛ أي: لا يأكل ولا يشرب، وفيه مواجهة الادعاء بأن الله يأكل ويشرب، ويتفق هذا المعنى مع القرآن في إثبات بشرية المسيح؛ لأكله الطعام .. لأن البشر الذين يأكلون ويشربون لهم جوف يدخل فيه الطعام ويخرج منه. يقول عز وجل في عيسى وأمه: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل* وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام} [المائدة: 75] وقد ختمت الآية بقوله تعالى: {انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون} لما في الافتقار إلى الطعام من الدلالة القاطعة على بشرية عيسى وأمه. وكذلك الولادة .. فالذي له جوف مثل رحم المرأة التي تلد .. وأن الولد يكون في جوفها .. ومن معاني «الصمد» .. الذي لا تعتريه الآفات .. وفيه مواجهة للادعاء بأنه صُلِبَ وضُرِبَ وطُعِنَ بالحربة في جنبه ..! ومن معاني «الصمد» .. الأزلي بلا ابتداء .. وفيه مواجهة الادعاء بأن الابن كان مع الأب منذ الأزل ..! ومن معاني «الصمد» .. الأول بلا عدد .. وفيه مواجهة لقولهم ثالث ثلاثة ..! ومن معاني «الصمد» .. الباقي بعد خلقه .. فهو الدائم الحي القيوم، الذي لا زوال له، وهو الذي لا يبلى ولا يفنى .. وفيه مواجهة للادعاء بموت الإله ..! ومن معاني «الصمد» .. الذي ليس فوقه أحد .. وفيه مواجهة الادعاء بنزول الله في الأرض ..! ومن معاني «الصمد» .. الذي لا يكافئه من خلقه أحد .. فهو المقصود إليه في الرغائب، والمستغاث به عند المصائب، وهو المستغني عن كلِّ أحد، المحتاج إليه كلُّ أحد، الذي لا يُوصف بصفته أحد .. ومن معاني «الصمد» .. الذي لا تدركه الأبصار ولا تحويه الأفكار ولا تبلغه الأقطار وكل شيء عنده بمقدار .. وهو الذي جَلَّ عن شُبَه المصورين .. فاسم الله «الصمد»: إثبات الكمال لله .. فهو السيِّد الذي كَمُل في سُؤُدِّده .. الكامل في جميع صفاته وأفعاله .. أمَّا اسم الله «الأحد» ففيه نفي المِثْل والشبيه .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: شتمني ابن آدم .. وما ينبغي له أن يشتمني .. وكذبني .. وما ينبغي له أن يكذبني .. أما شتمه إياي .. فقوله: إن لي ولدًا .. وأنا الله الأحد الصمد .. لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد .. ويفسر الإمام ابن تيمية كيف يواجه معنى{ الله أحد*الله الصمد} التحريف النصراني مواجهة كاملة فيقول: (الولادة والتولد وكل ما يكون من هذه الألفاظ لا يكون إلا من أصلين، وما كان من المتولد عينًا قائمة بنفسها فلا بد لها من مادة تخرج منها، وما كان عَرَضًا قائمًا بغيره فلا بد له من محل يقوم به .. فالأول: نفاه بقوله: {الله أحد}، فإن الأحد هو الذي لا كفؤ له ولا نظير، فيمتنع أن تكون له صاحبة، والتوالد إنما يكون بين شيئين، قال تعالى: {بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} [الأنعام: 101]. فنفى سبحانه الولد بامتناع لازِمِه عليه، فإن انتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم، وبأنه خالق كل شيء وكل ما سواه مخلوق له، ليس فيه شيء مولود له. والثاني: نفاه بكونه سبحانه {الله الصمد} وهذا المتولد من أصلين يكون بجزئين ينفصلان من الأصلين، كتولد الحيوان -من أبيه وأمه- بالمَنِيِّ الذي ينفصل من أبيه وأمه، فهذا التولد يفتقر إلى أصل آخر، وإلى أن يخرج منهما شيء، وكل ذلك ممتنع في حق الله تعالى، فإنه {أحد} فليس له كفؤ يكون له صاحبة ونظيرًا، وهو {صمد} لا يخرج منه شيء، فلأن الله أحد صمد .. يمتنع أن يكون والدا، ويمتنع أن يكون مولودًا بطريق الأولى والأحرى). وكما كان ادِّعاء الولد نتيجة للخلل في تصور أسماء الله الحسنى .. كان هذا الادعاء نتيجة للخلل في تصور صفات الله سبحانه. فمثلًا: فإذا كان هناك خلل في فهم العلاقة بين اسم الله «الرحمن» واسمه «القدير» .. فإن هذا الخلل يكون حادثًا في نفس الوقت في العلاقة بين صفة الرحمة وصفة القدرة .. فعندما زعم النصارى أن الصلب كان فداءً للبشر وكفَّارة لخطيئة آدم .. كان الخلل من ناحية الإيمان بقدرة الله على تكفير هذه الخطيئة دون الاضطرار إلى بذل ابنه الوحيد بزعمهم ..! لأن البذل هو التضحية بالمحبوب، أو بالأمر المحبب، وفعل هذه التضحية يكون اضطرارا[4] .. فكيف تكون خطيئة آدم سببًا لنزول الله -سبحانه- إلى الأرض وصلبِه والبصقِ في وجهه .. والله يقول في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضرُّوني .. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم- ما نقص ذلك من ملكي شيئا ..))[5]. وهكذا تصبح كل آثار ادِّعاء الولد خللًا في التصور الصحيح لصفات الله عز وجل، ليكون هذا الادعاء هو التناقض النهائي مع التصور الصحيح للصفات. ومن أهم الصفات التي يتناقض معها ادِّعاء الولد .. صفة العلو واسم الله «العليّ» .. وذلك لقولهم بنزول الله -سبحانه- إلى الأرض ..! وكذلك صفة «الكِبَر» .. واسم الله «الكبير» .. وذلك لقولهم بوجوده في محل النطفة، في ظلمات الرحم والمشيمة في بطن امرأة من البشر، الذين لا يشغلون جميعًا شيئًا من الأرض ..! والتي لا تساوي شيئًا في السماء .. كما لا تساوي السموات والأرض شيئا بالنسبة للكرسي .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة[6] .. وبذلك تكون صفة «العلو» واسم الله «العلي»، وصفة «الكِبر» واسم الله «الكبير» هما أساس التقابل مع بدعة ادِّعاء الولد. ولذلك يقول ابن تيمية: (والرسل صلوات الله عليهم أخبروا بأن الله فوق العالم بعبارات متنوعة .. تارة يقولون: هو العلي وهو الأعلى .. وتارة يقولون: هو في السماء كقوله: {أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا} [الملك: 17]. وليس مرادهم بذلك أن الله في جوف السموات أو أن الله يحصره شيء من المخلوقات، بل كلام الرسل كله يصدق بعضه بعضا كما قال تعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين*والحمد لله رب العالمين} [الصافات: 180-182]، وقد قال تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [الحديد: 3]. وثبت في الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد أن ينام، اضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: ((اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر))[8]. فأخبر أنه لا يكون شيء فوقه، ولهذا قال غير واحد من أئمة السلف: إنه ينزل إلى السماء الدنيا ولا يخلو العرش منه، فلا يصير تحت المخلوقات وفي جوفها قط، بل العلو عليها صفة لازمة له، حيث وجد مخلوق فلا يكون الرب إلا عاليًا عليه. وقول الرسل: «في السماء» أي: في العلو ليس مرادهم أنه في جوف الأفلاك، بل السماء: العلو، وهو إذا كان فوق العرش فهو العلي الأعلى، وليس هناك مخلوق حتى يكون الرب محصورًا في شيء من المخلوقات، ولا هو في جهة محدودة، بل ليس موجودًا إلا الخالق والمخلوق، والخالق بائن عن مخلوقاته عالٍ عليها، فليس هو في مخلوق أصلًا، سواء سُمِّيَ ذلك المخلوق جهةً أو لم يُسَمَّ جهة، ومن قال: إنه في جهة تعلو عليه أو تحيط به أو يحتاج إليها بوجه من الوجوه فهو مخطئ، بل طريق الاعتصام أنَّ ما أثبته الرسل لله أُثبِتَ له، وما نفته الرسل عن الله نُفِيَ عنه، والألفاظ التي لم تنطق الرسل فيها بنفي ولا إثبات .. كلفظ الجهة والحَيِّز ونحو ذلك .. لا يُطلَق نفيًا ولا إثباتًا إلا بعد بيان المراد .. فمن أراد بما أثبت معنىً صحيحًا فقد أصاب في المعنى). فالإيمان بأسماء الله وصفاته هو في الابتداء معالجة لشعور الإنسان في جميع أحواله بالله عز وجل .. فعند الصعود .. يصيب الشعور بالعُلُوّ نفْسَ الإنسان، فيأتي التكبير مذكرًا بأن الله أكبر .. وفي الهبوط .. يأتي التسبيح .. تنزيهًا لله عن النقائص والعيوب .. ومنها هذا الحال .. وفي صحيح مسلم أن رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن جارية له؟ قال: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((إيتني بها)) فأتاه بها، فقال لها: ((أين الله؟)) قالت: في السماء، قال: ((من أنا؟)) قالت: أنت رسول الله، قال: ((اعتقها؛ فإنها مؤمنة))[10]. فاعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بصفة العلو إيمانًا مطلقًا بالله .. ومن هنا يكون الخلل في الإيمان بهذه الصفة .. هو نقيض الإيمان. ولذلك فإن اسم الله «العلي» وصفة «العلو»، واسم الله «الكبير» وصفة «الكبر» .. هما محور التقابل بين التصور الإسلامي للصفات، والتحريف النصراني لها بادعاء الولد .. ولما كانت حقيقة العرش هي الجامعة لهاتين الصفتين .. كان تفسير حقيقة العرش هو المواجهة الكاملة مع بدعة ادِّعاء الولد .. وعلى هذا الأساس نفهم السياقات القرآنية التي تناولت نفي بدعة ادِّعاء الولد من خلال إثبات حقيقة العرش .. ففي سورة الأنبياء قال تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون*لا يسأل عما يفعل وهم يسألون*أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون*وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون*وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون} [الأنبياء: 22-26]. وفي سورة المؤمنون يقول عز وجل: {قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم*سيقولون لله قل أفلا تتقون*قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون*سيقولون لله قل فأنى تسحرون*بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون*ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون} [المؤمنون: 84-91]. وفي سورة الزخرف قال سبحانه: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين*سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون} [الزخرف: 81-82]. جاء في تفسير الجلالين: {سبحان رب السماوات والأرض رب العرش} الكرسي {عما يصفون} يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه. ومن هنا كان الجمع بين آية الكرسي التي تثبت لله العلوَّ والكِبَر .. وسورة الإخلاص التي تنفي عن الله الولد .. وذلك من خلال ورود اسم الله الأعظم فيهما .. ففي آية الكرسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن: في سورة البقرة، وآل عمران، وطه))[11]. وقد رجح العلماء أن موضعه بالبقرة في آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} .. |
الأربعاء، أغسطس 25، 2010
كتاب المسيح بن مريم نظرة سلفية للشيخ رفاعى سرور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يشرفنى اضافة تعليقك على الموضوع سواء نقد او شكر