بقلم :د.طارق عبد الحليم |
أحمد الله سبحانه على نعمة الإسلام ومنة الإيمان وأصلى على رسوله المبعوث بالهدى ، المعروف بالصدق والأمانة في كلّ أمره وأبرأ إلى الله من الكذب والخداع والنفاق وأهل الكذب والخداع والنفاق وعلى رأسهم الروافض الذين تكاد تتفطر الأرض بكذبهم وتخر الجبال هذّاً ببهتانهم وإفكهم. وما تجنينا على هؤلاء الضالين بل هذا ما تواطءت عليه أقوال أئمة أهل السنة والجماعة في كافة العصور، إسمع إلى أقوالهم في هؤلاء المبتدعة:
- قال أشهب : سئل الإمام مالك عن الرافضة فقال : لا تكلمهم ولا تروي عنهم فإنهم يكذبون .
- قال حرملة : سمعت الشافعي يقول : لم أرى أشهد بالزور من الرافضة .
- قال يزيد بن هارون : يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكم داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون .
- قال شريك القاضي : احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا .
- قال ابن تيمية : الرافضة بهائم فلا النقل يصدقون ولا الصدق يقبلون.
بل إنهم لغفلتهم قد أوردوا عن أنفسهم صفة الكذب كما ذكر الشيخ العلامة عثمان الخميس في رده اللاحق:
- قال جعفر الصادق - رحمه الله ورضي عنه - : " رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم ، أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشرا". روضة الكافي ص 192
- وقال أيضا - رحمه الله ورضي عنه - : " إن من ينتحل هذا الأمر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ". رجال الكشي ص 252 ، وهذا الكلام قاله عن زرارة بن أعين أعظم رواة الشيعة على الاطلاق !!
- وقال أيضا رحمه الله تعالى : " لو قام قائمنا لبدأ بكذابي الشيعة فقتلهم ". رجال الكشي 253
- وقال أيضا :" ما أنزل الله من آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع ". رجال الكشي ص 154
- وقال أيضا : " إن ممن ينتحل هذا الأمر ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه " . الروضة من الكافي ص 212
- وقال محمد الباقر – رحمه الله ورضي عنه - : " لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا والربع الآخر أحمق " . رجال الكشي ص 179
- وقال محمد باقر البهبودي : " ومن الأسف أننا نجد هذه الأحاديث [ يعني الضعيفة والكذوبة ] في روايات الشيعة أكثر من روايات أهل السنة . ( مقدمة صحيح الكافي ) .
وما دعاني إلى التعرض لأمر هؤلاء الكذابين المبهتين إلا أنه قد راسلنى أحد الإخوة الأفاضل من البحرين يستنجد من الرافضة وما يبذلونه من جهد في نشر ما وضعه أحد أئمتهم في الكذب والمعروف بشرف الدين الموسوى وهو الموسوم بالمراجعات، وطبعه وتوزيعه بين أهل السنّة ليستميلوا عقول من خفّت عقولهم وضعفت عن الجدال حججهم. وذكر أن منهم من يقول، كيف لم نسمع من عائلة البشري شئ يكذّب هذا الأمر وهو شائع مشتهر منذ عقود؟!
وإني كحفيد الشيخ الإمام سليم البشرى شيخ الإسلام وشيخ الأزهر، الذى افترى عليه الموسوى ما خيّلت له أحلامه وتشعبت به في طرق الخداع أوهامه، أقرر لكل من تقع عيناه على هذا الإفتراء البيّن الموسوم بالمراجعات أن ليس لهذا الكتاب صلة بالشيخ البشرى رحمه الله، هو لم يكتبه ولا سأل سؤالا ورد فيه ولا اطلع عليه، إذ إن الكاذب أثر الموسوى قد نشر أوهامه بعد سنوات من وفاة البشرى ليضمن انتشار كذبه دون مراجعة صادقة لمراجعاته الكاذبة. ولو كان لهذا الوهم المكذوب أثر لوجده أولاده وهم تسعة أولاد، وفيهم من هو في مقام من العلم لا يُضاهى كجدى الشيخ عبد العزيز البشرى إمام العربية وجاحظ العصر، أو لوجده من بعده أحفاده، كما وجد أخوالي حسين وعبد الحميد عبد العزيز البشري مسوّدات كتاب الشيخ عبد العزيز بعد وفاته فحقّقوها وطبعوها في كتاب "قطوف"، أو الأستاذ الجليل خالنا المستشار طارق عبدالفتاح البشري الذي نشأ في منزل الشيخ سليم ونقب فيما ترك من ورائه منذ طفولته[1]، أو من بعد أولاد أحفاده ممن اهتم بالعلم الشرعيّ ونقب فيه عما خبئ من آثار. تعاقبت الأجيال الثلاثة ولم يسمع أحد لهذا الأثر من ركزٍ، إلا من طريق من شهدت عليه أحجار الأرض بالكذب والوضع. ونعجب، إن كان دين هؤلاء الرافضة هو تكفير الصحابة رضوان الله عليهم والكذب عليهم وهم أعلام هذه الأمة وأسيادها، كيف يستغرب كذبهم ووضعهم على شيخ الإسلام سليم البشرى؟
وقد نعرّض عدد من علماء السنّة للردّ على أوهام الموسوى منهم العلامة المحدّث الألباني الذي خرّج الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حشى بها الموسوى مراجعاته، كما أخرج الشيخ عثمان الخميس ردّا شافيا مفصّلا على الكتاب يعتبر مرجعا في هذا الأمر.
وأود أن أحيل إلى بعض ما يدلّ على بطلان نسب هذا الوليد غير الشرعيّ الذي خرج من متعة الموسوى بأوهامه وأخيلته. فكما ترى في متن الكتاب، يقف الشيخ البشرى موقف طالب العلم المبتدئ بين يدى شيخه ومعلمه، وهو لا يرد عليه ولو مرة واحجة بل يسلّم له في كلّ قول يقوله، ويمدحه على علمه وفقههه بما يتجاوز مقام المدحن اسمع الشيخ البشرى يسأل في المراجعة التاسعة: "طلب المزيد من النصوص في هذه المسألة: أطلق عنان القلم، ولا تخف من سأم، فإن أذني لك صاغية وصدرى رحب، وأنا في أخذ العلم عنك على جمام من نفسى، وارتياح من طبعى، وقد ورد عليّ من أدلتك وبيناتك ما استأنف نشاطي، وأطلق عن نفسى عقال السأم، فزدني من جوامع كلمك، ونوابغ حكمك، فإني التمس في كلامك ضوالّ الحكمة وإنه لأندى على فؤادى من زلال الماء، فزدنى منه لله أبوك زدنى، والسلام"! عجب على عجب، أهذا حديث شيخ الإسلام وإمام المالكية في عصره لمجهول من مجاهيل الرافضة؟ وما "زدنى زدنى" هذه! مما يطلب الشيخ البشرى الزيادة؟ فكله كذب كما سنبين وسيبين الشيخ الألباني والعلامة الخميس. هذا المدوّن كما قال الشاعر: حديث خرافة يا أم عمرو.
ثم إن هذه ليست بمراجعات، إذ إن الشيخ البشرى لم يراجع الموسوى المُدَعِي ولو مرة واحدة ولم يورد ولو حديثا واحداً من أحاديث أهل السنة يبين بها عطل هذه الأسانيد المفتراة، ولا سرد دليلا واحدا على صحة مذهب السنّة، وهو القائل:"والله لو هُدِمَ مذهب مالك لأقمته" لتبحره في العلم الشرعيّ، وفي علم الحديث خاصة؟
ثم إن أي قارئ للعربية يجد بما لا يدع مجالا للشك أن أسلوب السائل والمجيب قد خرجا من جمجمة واحدة لتشابه الأسلوب بما فيه من سجع مقيت لا يتكرر في أسلوب رجلين تصادف أن يتكاتبا، وما فيه من مبالغات لا تعرف إلا عن الرافضة، وهو يجافى ما عرف من نثر للشيخ البشرى.
ثم نأتي إلى كذب الرافضة وتدليسهم فيما أوردوه في هذا البهتان، ونذكر من ذلك مثالين ثم نحيل القارئ على كتاب العلامة الخكيس ليرى بقية الأدلة وعلى تخريج المحدث الألباني ليرى كذبهم واجترائهم على وضع الحديث.
1. جاء في المراجعة العاشرة بعد هراء سرده عن مواقع حكمته وخزائن علمه من مثل "لئن تلقيت مراجعتي بأنسك، وأقبلت عليها وأنت على جمام من نفسك فطالما عقدت آمالي بالفوز، وذيلت مسعاي بالنجح، وان من كان طاهر النية، طيب الطوية، متواضع النفس، مطرد الخلق رزين الحصاة، متوجاً بالعلم، محتبياً بنجاد الحلم، لحقيق بأن يتمثل الحق في كلمه وقلمه، ويتجلى الانصاف والصدق في يده وفمه .....
ثم قال: أخرج الطبراني في الكبير، والرافعي في مسنده بالاسناد الى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، «من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فأنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي". ...
ثم قال: وأخرج مطير، والبارودي، وابن جرير، وابن شاهين، وابن منده، من طريق اسحاق، عن زياد بن مطرف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي، وهي جنة الخلد فليتول علياً وذريته من بعده، فانهم لن يخرجوكم باب هدى، ولن يدخلوكم باب ضلالة" وعلّق على من ضعّف الحديث كابن حجر بقوله “وأورده ابن حجر العسقلاني مختصراً في ترجمة زياد بن مطرف في القسم الأول من إصابته ثم قال: قلت في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي وهو واهي. اقول هذا غريب من مثل العسقلاني فان يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بإتفاق"
والعجب أن هذا المدلس، بعلم أو بجهل، قد ذكر يحيى بن يعلى المحاربي، وهو ثقة بإتفاق، قال أبو حاتم: ثقة وذكره بن حبان في الثقات "[2]. إلا أنه ليس المذكور في سند الحديث وإنما هو يحيى بن يعلى الأسلميّ القطوانيّ وهو شيعيّ ضعيف قال عنه البخاري: مضطرب الحديث، وقال بن معين: ليس بشئ، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديثن وقال بن عديّ: كوفيّ من الشيعة.[3]
فانظر – رحمك الله – كيف أنّ هذا المدلس يستدل بصدق دعواه بالكذب والوضع في السند، وكأن ليس هناك من الجهابذة الذين سيكشفون عطله!
2. في المراجعة رقم 50، قال الموسوي: " قوله صلى الله عليه وسلم : ( علي مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) قال [ أخرجه الحاكم وهو من الاحاديث المستفيضة ] .
قال الشيخ عثمان الخميس : قوله ( من الاحاديث المستفيضة ) ان كان يعني الصحة فإن الحديث غير صحيح فإن فيه دينار أبوسعيد التيميّ ويلقّب بعقيصا ، قال الدارقطني : متروك، وقال ابن معين : ليس بشيء وهو شر من أصبغ بن نباتة ، قلتُ : أصبغ بن نباتة كذاب وهذا شر منه فماذا يكون حاله عند ابن معين.
وهذا غيض من فيض كذب هذه الطائفة وتدليسهم ومخادعتهم.
وقد حاول الشيخ الخميس أن يرد على استشهاد الرافضة ببيت الشافعي
إن كان رفضا حب آل محمد*****فليشهد الثقلان أني رافضي
إن كان رفضا حب آل محمد*****فليشهد الثقلان أني رافضي
فقال الشيخ الخميس(– وأنا لا أجيد الشعر:
إن كان نصبا دفع أعداء آل محمد *****فليشهد الثقلان أني ناصبــي
إن كان نصبا دفع أعداء آل محمد *****فليشهد الثقلان أني ناصبــي
قلت:
إن الصحابة يبرئـــــون بذِمّـةٍ*****من كلّ من قال أني رافضى
إن كان نصباً من يردّ عدوهم *****فليشهد الثقلان أني ناصبـي
إن الصحابة يبرئـــــون بذِمّـةٍ*****من كلّ من قال أني رافضى
إن كان نصباً من يردّ عدوهم *****فليشهد الثقلان أني ناصبـي
ونحن نبرأ إلى الله من هذا الكتيب الموضوع ونردّ كلّ من سوّلت له نفسه نسبة هذا الهراء إلى الشيخ الإمام سليم البشرى رحمة الله عليه.
ولمن أراد كتب ومصادر في الرد على كتاب المراجعات:
- وقفات مع المراجعات للشيخ عثمان الخميس
- الحجج الدامغات لنقض كتاب المراجعات -أبو مريم الأعظمي
- السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات لعبد الله بن عبشان الغامدي
- كتاب المراجعات كتاب الكذب والمفتريات لراشد بن عبد المعطي بن محفوظ
- التعليقات الألبانية على المراجعات
ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد.
عن عائلة الشيخ سليم بن ابي فراج البشرى
د. طارق عبد الحليم
[2] تهذيب التهذيب لإبن حجر ج11 ص 263
[3] تهذيب التهذيب لإبن حجر ج11 ص 263
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يشرفنى اضافة تعليقك على الموضوع سواء نقد او شكر