بعد ذلك نبحث عن :

الأربعاء، يونيو 30، 2010

رد شبهة الاخطاء النحوية فى القرأن

 
ماذا سيحدث لو قبل زكريا بطرس مناظرة الدكتور منقذ السقار
عن الأخطاء النحوية المزعومة في القرآن الكريم؟!

وجه المحاضر سؤالاً للطلبة أثناء إحدى المحاضرات قائلاً: قوانين نيوتن للحركة يمكن إستخدامها لإستنتاج قوانين حركة الكواكب، ولكن حركة الالكترون حول النواة لا تخضع لها… لماذا؟
أجابه أحد الطلبة بلهجة واثقة: لأن حركة الالكترون بها خطأ!!!
مشكلة هذا الطالب هي إعتقاده بأن معلوماته البسيطة التي درسها من قبل هي منتهى ما وصل إليه العلم وإستخدم جهله بالشروط اللازمة لإمكانية تطبيق قوانين نيوتن في الحكم على حركة الالكترون والتي تحتاج لإستنتاجها لفرع آخر من الفيزياء وهو فيزياء الكم Quantum Physics. وهناك خطأ آخر وقع فيه الطالب وهو جهله بأن القوانين الفيزيائية ما هي إلا محاولة لتوصيف الظواهر الفيزيائية في صورة معادلات وثوابت يتم إستباطها من دراسة تلك الظواهر؛ وأنه لو كان حدث إختلاف بين القوانين المستنبطة والظاهرة الفيزيائية، فإنه لا يمكن إتهام الظاهرة بالخطأ. وإنما الحطأ قد يكون بالقانون الفيزيائي نفسه أو بالجهل بشروط وكيفية تطبيقه أو لوجود حالات شاذة لا ينطبق عليها أو الحاجة لقوانين أخرى يجب إستنباطها أو تطبيقها… إلخ. أي سبب آخر إلا وجود خطأ في الظاهرة نفسها!!!
هذا بالضبط ما يفعله زكريا بطرس وكل من يصدقونه عندما يدّعون وجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم: فهو يستخدم جهلهم بعلم النحو ولماذا ومتى وكيف نشأ ويطبق القواعد النحوية التي يتم تدريسها في التعليم الأساسي – مع جهلهم بها أيضاً – في محاولة لإثبات وجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم وبالتالي أنه ليس من عند الله عز وجل.
وقد أوقع زكريا بطرس نفسه في مأزق شديد بهذا الإدعاء حيث أن الموضوع علمي بحت لا يمكن التأويل فيه ومن السهل جداً لأي شخص أن يثبت كذب زكريا بطرس بمجرد معرفة سبب إبتكار المسلمين لعلم النحو وكيف إستنبطوا قواعده. وهذا مثال – لا يقبل الشك – لواحد من أسباب عدم تجرؤ زكريا بطرس على قبول المناظرات التي تعرض عليه لأنه على يقين تام أنه لا يستطيع مواجهة أي شخص على علم لأنه لو قبل سينكشف جهله وكذبه وتدليسه للجميع. ولهذا يهرب من عروض عديدة بالمناظرة وبضمانات كثيرة مثل عروض الدكتور منقذ السقار والشيخ الدمشقية وغيرهم الكثيرين متحججاً بحجج واهية لا يصدقها عاقل.
وقبل أن نعرض حلقات من برنامج برنامج شبهات حول القرآن (والذي يُعرض على قناة الفجر حوالي الساعة الثامنة والنصف مساءاً بتوقيت جرينتش يومياً ما عدا الخميس والجمعة) والتي يفند فيها الدكتور منقذ السقار الإدعاء بوجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم، دعنا نتذكر معاً بعض الحقائق البسيطة حول علم النحو واللغة العربية:
1- علم  النحو لم يكن موجوداً قبل الإسلام؛ فلم يكن يقوم العربي بتعليم أولاده قواعد للغة العربية حتي يتكلموا طبقاً لها – مثلها مثل أي لغة يتعلمها الأطفال سماعياً – لأنه لم تكن هناك وجود تلك القواعد أصلاً. أي أن كل ما يتكلم به العرب الأقحاح (الذين لم يخالطوا غير العرب ويتأثروا بلغاتهم) هو لغة عربية صحيحة بإختلاف لهجاتها المتعددة في الجزيرة العربية.
2- بعد إنتشار الإسلام في العالم وإعتناق كثير من غير العرب له ظهرت الحاجة إلى إبتكار علم جديد يؤصل لقواعد اللغة العربية بحيث يستطيع غير العربي أن يتكلم على نفس النحو الذي يتكلم به العربي وبدون لحن وخاصة في القرآن الكريم الذي لا يقبل المسلمون إلا بتلاوته كما أنزله الله عز وجل. أي أن علم النحو جاء لخدمة العلوم الإسلامية والمسلمين حتى يتعلموا الدين كما نزل مما يحافظ عليه من التحريف أو التأويل الخاطئ.
3- قواعد النحو ما هي إلا قوانين مستنبطة من طائفة من كلام العرب الذين لم تفسد سلائقهم (مثله مثل علم الفيزياء الذي يستبط القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية). وعندما وضع النحاة تلك القواعد إتخذوا القرآن الكريم بجميع قراءاته أعلى الكلام العربي من حيث صحة الإحتجاج به، ثم ما صح أنه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أو أحد الرواة من الصحابة. أي أنه لو فرضنا جدلاً أن هناك شيئاً في القرآن الكريم يخالف قاعدة من القواعد النحوية فإن هذا يعني أن الخطأ في القاعدة وليس في القرآن الكريم نفسه.
4- جعل النحاة منتصف القرن الثاني الهجري (150 هـ) حداً للذين يصح الإستشهاد بكلامهم من العرب. فحتى الذي لا يؤمن بأن القرآن الكريم هو كلام الله وأنه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم – حاشا لله – يجب أن يوقن أنه، طبقاً لهذه القاعدة، لا يمكن الإدعاء بوجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم تماماً مثلما لا يمكن القول أن كلام العرب – من شعر ونثر – قبل هذا الوقت به أخطاء نحوية.
5- توجد لدى العرب لهجات متعددة تختلف حسب المكان وكلها تعتبر لغة عربية صحيحة بالرغم من بعض الإختلافات فيما بينها في بعض المفردات والتركيبات اللغوية. وهذا موجود في كل اللغات ومثال على ذلك من وقتنا الحاضر هو وجود بعض الإختلافات بين قواعد الإنجليزية البريطانية والإنجليزية الأمريكية والمتكلم بأي منهما يفهم المتكلم بالأخرى ولا يمكن لأحد أن يدعي أن إحداهما ليست لغة إنجليزية صحيحة.
6- القواعد المبسطة التي يتم تدريسها في مراحل التعليم الأساسي هي القواعد الشائعة وهذا لا يعني بأي حال عدم وجود قواعد أخرى مختلفة وأكثر تعمقاً يتم تدريسها في أقسام وكليات اللغة العربية؛ وإلا ما كانت هناك حاجة لتلك الأقسام والكليات بدراساتها العليا ويُكتفى بما يدّرس في التعليم الأساسي إذا كان هو منتهى علم النحو. فلذلك لا يمكن إستخدام الجهل بوجود قواعد نحوية أخرى للحكم على وجود أخطاء نحوية في نص ما، فما بالنا لو كان هذا النص هو القرآن الكريم الذي إستُنبطت منه القواعد النحوية (تماماُ مثلما فعل الطالب في إجابته عن قوانين نيوتن وحركة الالكترون).
7- لم يجرؤ كافر من كفار قريش أن يتهم القرآن الكريم بعدم موافقته لكلام العرب بالرغم من محاولتهم للنيل من الرسول صلى الله عليه وسلم بأي طريقة. ولا أدل على ذلك من وصف الوليد بن المغيرة أحد صناديد قريش للقرآن الكريم عندما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال “سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه”.
هؤلاء الكفار لم يتجرأوا على إتهام القرآن الكريم بما يتهمه به زكريا بطرس والمنصرون الآن لأن كفار قريش كانوا أكثر ذكاءاً وشرفاً لأن إتهام كهذا يمكن إثبات كذبه بسهولة ويسر مما يفقدهم مصداقيتهم في محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم. أما زكريا بطرس وأعوانه فهم يستخدمون جهل مستمعيهم بقواعد وبتاريخ النحو وكره النصارى للغة العربية – والذي تزرعه فيهم الكنيسة بحجة أنها لغة مفروضة عليهم من “المحتل” المسلم وذلك حتي لا يستوعبوا ويتذوقوا جمال القرآن الكريم – لمحاولة النيل من القرآن الكريم. وليقين زكريا بطرس أن مستمعيه من النصارى لا يبحثون ولا يدققون فيما يقول كما تعودوا على سمع وطاعة القساوسة بدون سؤال أو بحث عن دليل، فإنه يتمادى في خداعهم غير عابئ بأن يُكتشف كذبه وتدليسه.

مما سبق – وبدون التطرق لقاعدة نحوية واحدة وفقط بإستخدام حقائق علمية وتاريخية وأدلة عقلية لا يمكن الإختلاف عليها – نستطيع أن نوقن بكذب وجهل كل من يدعي وجود أخطاء نحوية في القرآن الكريم. ونستطيع أن نفهم أيضاً عدم تجرؤ زكريا بطرس على قبول مناظرة المسلمين ليقينه التام أنه لا يستطيع مواجهتهم وأن حقيقته وكذبه وتدليسه سيُكشف وقتها أمام الجميع.
ولعلنا نتذكر كيف هرب زكريا بطرس من مناقشة تتعلق بالأخطاء النحوية المزعومة في القرآن الكريم مما إضطر مذيع برنامجه أن يقاطع المتصل حتى بدون إكمال سؤاله. ثم بدأ زكريا بطرس في تكرار أكاذيبه وهو واثق أنه لا يوجد من يرد عليه بعكس المناظرات التي يتمكن فيها المناظر من الرد على كل النقاط المثارة بعكس البرامج التي يمكن فيها للمخرج والمذيع قطع الإتصال في أي وقت كما في المقطع التالي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنى اضافة تعليقك على الموضوع سواء نقد او شكر

youtube الخلاصات RSS